Thursday, August 29, 2013

كيف ومتى تم تكفين الجثث في رابعة ؟


هناك عدة تساؤلات حول الجثث التي ظهرت مكفنة في فيديو أثناء وصول الجرافات إليها وحرق المكان بالكامل ..
ومحاولة المتواجدين انقاذ ما أمكن إنقاذه من الجثث .. وتم حرق باقي الجثث هذا الفيديو :




الأسئلة :

من قام بتكفين هذه الجثث ؟
متى تم تكفين هذه الجثث ؟
--
الإجابة :
الضرب على رابعة لفض الإعتصام بدأ تقريباً الساعة السادسة والنصف صباحاً يوم الأربعاء 14/08 واستمر ما يزيد عن عشر ساعات حتى تم إخلاء الميدان بالكامل ..في خلال هذه الفترة الزمنية تم إنشاء أكثر من مستشفى ميداني .. أكثر من مكان لإستقبال المصابين والقتلى - نحسبهم 
شهداء - بتواجد عدد من الأطباء لعلاج المصابين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الحالات التي تأتيهم







وكانت تأتيهم حالات قد فارقت الحياة  



فكان هناك عدد من المتواجدين يقومون بتكفينهم 



وكتابة أسمائهم على الكفن




كل هذا كان يحدث أثناء الضرب وفض الإعتصام .. 

Wednesday, August 28, 2013

شاهد عيان - 45 -



ياسمين عبد الفتاح



شهادتي علي مجزرة فض اعتصام رابعة يوم 14/8/2013 
انا ياسمين عبد الفتاح زوجة الشهيد Ahmed Ammar 
وصلت انا واحمد بعد المسيرة ميدان رابعة ولقينا الميدان في حالة استنفار و د.بلتاجي و د.عبد الرحمن البر بيلفوا عالخيم يحمسوا الناس فاحمد راح علي مكانه عند المستشفي الميداني وانا رحت علي خيمة السابع لقيت مجموعة بنات نايمة و كانت Fadwa Khaled وبنات كمان صاحيين فضلنا نتكلم انهم بيحاربونا نفسيا وخلاص وصلينا القيام والفجر و اللي قال الازكار واللي نام شوية وكده وانا كنت من اللي ناموا شوية وصحيت علي تليفون احمد بيقولي يلا تعاليلي عند المستشفي رحت له سالته ايه النظام قالي انا مش عارف بيقولوا اننا متحاصرين وانا مش بقتنع بالكلام ده وبفكر نروح عادي واروح شغلي قلتله ازاي هنمشي ونسيب الميدان مستنفر كده فتوصلنا في النهايه اننا هنلف بالعربية ولو لقينا حاجة تقلق نرجع تاني ولو مفيش خلاص نكمل يومنا عادي ولسه بنتحرك بالعربية من ورا ادارة المرور الساعة 6:15 صباحا لقينا شباب بيزعقوا وبيخبطوا عالعمدان ان المدرعات داخلة من ضهر طيبة فطلعنا بالعربية من نفس الشارع اللي كانوا داخلين منه عشان نشوف اخرهم ايه لقينا مدرعات كتير طالع منها ضابط وماسكيين البندقية اللي بيضربوا بيها قنابل الغاز واستنتجنا انهم هيحاولوا يفضوا بالتدريج الطبيعي للفض وقررنا اننا لازم نوصل موسي ابننا عمره سنة عند جدته لانه مش هيتحمل الغاز خالص وهيلبخنا جدا وفعلا وصلناه واحمد اكد عليا اني اجدد وضوءي عشان لو مت اموت وانا علي وضوء و جرينا بسرعة عشان نرجع علي رابعة و بنكلم الناس عشان نقولهم ان الشرطة دخلت من ورا رابعة قالولنادول بداوا ضرب خلاص نزلنا من الطيران بسرعة البرق علي مرمي بصرنا لقينا دخان كثيف كاننا في العراق ودخلنا بسرعة واحمد راح علي مكانه وانا جريت علي خيمة السابع لقيت البنات واقفين وبدانا نشوف موتسيكلات جاية من ناحية طيبة وشايلة مصابين والاصابات كلها كانت غير عادية اصابات شديدة جدا وفجاة لقينا شاب اتقنص قدامنا ومات علي علي طول وفضلنا نصرخ ونحسبن و فجاة لقينا هليكوبتر جيش بتمر وفي لحظة اترمت قنبلة غاز جوة الخيمة فطلعنا نجري واتفرقنا وفي لحظة اتهزيت وقلت ياريتني ما جيت وببص ورايا لقيت فاطمة الزهراء إسماعيل بتذكرني بالاستغفار فاستعذت بالله وقمنا بسرعة لقينا اخوة بيدخلونا مبني الطالبات المغتربات فجريت ادور علي فدوي وهند اختها لقيتهم واقفن علي سلم المستشفي تقريبا ندهت عليهم واخدتهم معايا في المبني وكانوا في حالة اعياء شديد من الغاز ودخلنا لقينا غرف فيها سراير وفتحنا المراوح وبدانا نكلم اهالينا نطمنهم علينا وانا كنت هموت اننا مش هنفضل محبوسين كده فنزلت وكان الضرب هدي نوعا ما وجريت عالمستشفي الميداني اسالهم لو طالبين مساعدة فقالولي محتاجين ناس تنضف باستمرار وفضلت انا و Nermeen Saeed نمسح الارض ونمسح الترولي ونلم الزبالة و بدات اشوف مصابين وناس بتحتضر وناص مخها طالع بره والمفروض انضف مكانهم وده بفضل الله كان فرق نفسيا معايا وانا جوه لقيت د.مدحت كمال سالته عن احمد قالي كويس قلتله لو جراله حاجة قولي عادي فرد خو كويس فعلا وحتي لو حصل ايه يعني لو بقي شهيد وفضلت ابرمج نفسي اني ممكن الاقي احمد شهيد قدامي فعلا وفجاة لقيت ابن اختي محمود الأمير مصاب وواحد مسنده وبيقولي انه اخد رصاصة في رجله فاخدته وقعدته علي جنب وندهتله دكتور و لقينا فجاة احمد حاتم ادم بيبكي جدا و يصرخ سالناه مين قالنا ادم اخويا استشهد ورمالنا شنطة ادم وجري وانا سبت محمود ورحت اصلي الظهر و العصر جمع وطبعا كل ده والضرب شغال عادي وكل ما اشوف حد اساله عن احمد يطمنوني انه كويس وانه اتصاب بخراطيش في وشه بس وطلعت اطمن علي فدوي والبنات وطلع ورايا Osama Abdelrahim وكلم بنت من اابنات علي جنب وانا اطمنت عليهم ونازلة لقيت زهراء اسماعيل بتمنعني فزعقتلها ونزلت و قابلت اسماء صقر ورغينا شوية و قابلت اخونا عبد الله الشرقاوي سالته علي احمد فقالي مصاب و لقاني جريت ادور عليه فلحقني وبلغني خبر استشهاده فصممت اني لازم اشوفه وطلعت المستشفي في الدور التالت لقيت كمية جثث رهيبة واطمنت علي احمد ونزلت بسرعة وقعدنا في الممر بين المسجد والقاعات و الضرب مستمر لحد ما بدا يقرب جدا ودخلنا قاعة 2 او 3 تقريبا مش فاكرة بالظبط وكان نصها شهداء والنص التاني احياء في انتظار موتهم في اي لحظة وفضلوا صفية ياسر و Sara Khairy يرددوا دعاء سيدنا يونس بصوت عالي وبدا كله يقول وراهم وفجاة الساعة 5 تقريبا بلغونا انهم فتحوا مكان للخروج وخرجنا ولازال الضرب كان شغال من طريق النصر 
صامدين.....مكملين.....منصورين باذن الله

لغز شهداء مجزرة رابعة


المخرج / عز الدين دويدار


https://www.facebook.com/dir.ezzeldeen.dwedar


( لغز شهداء مجزرة رابعة ) !!
..
عدد الشهداء في مجزرة فض رابعه و النهضه فقط يفوق الثلاثة آلاف شهيد بكثير لكن : ..
لم تستطع لجان الحصر إلا أن تحصر أقل بقليل من 1800 شهيد منهم بالأسم والجثه وتصريح الدفن .. لماذا ؟!! ..

- الباقي إما شهداء ثبتت شهادتهم وجثثهم كانت في المشفي الميداني وهناك شهود على وقائع قتلهم وبطاقاتهم الشخصية موجوده واستخرجت من ملابسهم في المشفى الميدانى قبل إخلائه و لكن جثثهم غير موجوده ولم تظهر بعد الخروج من رابعه وهم بالمئات ..

- وإما جثث موجوده و لكن غير معروفة الهوية أو متفحمة ولم يتعرف عليها أحد حتى الآن وهي عموماً أكثر من مائتي جثه واختطف جزء منهم في فض مسجد الإيمان و الباقي أرسل مشرحة زينهم ...

- وهناك أكثر من 1850 شخص مفقود لا هو معتقل و لا هو له جثه ومنهم حوالي 80 طفل من سن الخامسة و السابعه حتى 16 سنه ..
وهم غالباً شهداء جرفتهم الجرافات مع مخلفات رابعه في القمامه .. أو مخطوفة جثثهم ودفنوا في مقابر جماعية في الصحراء أو معسكرات الجيش .. أو معتقلون بلا أوراق في أماكن سرية ومصيرهم غالباً سيكون مثل من سبقوهم ..
هناك أم لها ثلاث بنات في أعمار مختلفة مختفيات لا هي وجدتهم في الجثث ولا هن ضمن المعتقلين المعلن أسمائهم .. آخر مرة شاهدتهم كانوا موجودات في رابعة ساعة الفض وفقدتهم لحظة الإقتحام
..
لن نستطيع التعرف على العدد الحقيقي للشهداء والمعتقلين إلا بعد كسر الإنقلاب .. لن نستطيع اكتشاف حجم جريمة النازي في رابعه والنهضة إلا وهو في قفص المحاكمة ..


شاهد عيان - 44 -


حمدي أحمد خليل





رحلتي مع الموت .. والشهادة التي لم أنلها !!!
----------------------------
إنه يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013 الساعة السادسة صباحاً، وقت بدء هجوم كلاب الداخلية والجيش لفض اعتصام رابعة.
إنه اليوم المشهود الذي سيظل شاهداً على أقذر مجزرة حدثت بحق أبناء مصر، إنه اليوم الذي فقدت فيه مصر زمرة من خيرة شبابها ونسائها على أيدي 

السفاحين.
بدأت الأحداث الساعة السادسة صباحاً حيث كنت هناك وبدأ الهجوم من ناحية طيبة مول على طريق النصر ثم بدأ الهجوم من كل الشوارع الرئيسية 

والفرعية وانتشرت سحب الغاز المسيل للدموع واعتلى كلاب القناصة الأسطح وحلقت الطائرات الحربية فوق رؤسنا وكأننا في معركة حربية، وبدأ تساقط 

الجثث وبدأت الأرواح الذكية تستعد للقاء ربها واستمر هذا الحال طول اليوم.
في حوالي الساعة الثانية عشرة ظهراًوأنا بجوار المنصة أصبت بخرطوشة فيجفن عيني اليمنى من الأسفل ولكن المسافة كانت بعيدة جداً فشعرت بألم 

خفيف وسقطت بلية الخرطوش ولم تخترق جسمي وحتى الآن أسفل عيني (مزرق) من أثر الإصابة.
وفي حوالي الساعة الرابعة عصراً وأنا واقف امام بوابة مسجد رابعة العدويةفي شارع الطيران أصابني قناص بطلق في وجهي فسقطت على الأرض 

ولكني كنت مدرك لما حولي بصورة معقولة ولم أستطع أن أنطق الشهادة فالطلق اخترق فمي بالكامل ولكني رددتها في نفسي أكثر من مرة وكنت أقاوم 

لأني أدرك أني لو استسلمت فسوف أموت وظللت مرمي على الأرض لفترة طويلة حتى حملني أحد الإخوة لا أعرفه وحاول إدخالي المستشفى الميداني 

ففشل لأنها كانت مكتظة فحاول إدخالي المستشفى الموجودة حلف مسجد رابعة عند منطقة الحمامات وكنت اتكأ عليه في طريقي للمستشفي وكان 

جلد وجهي يتدلى مني، فقابلت الدكتور محمد البلتاجي فاستوقفته وأخذت بيده ورفعتها للسماء علامة على الصمود والنصر، ثم أكملنا طريقنا للمستشفى 

فأطلق علينا الكلاب الرصاص فرقدنا على الأرض لمدة تجاوزت العشر دقائق حتى جازفنا ومررنا بسرعة ودخلنا المستشفى.
وحين وصلت كان عدد الشهداء والمصابين كبير أيضاً فرموني على الأرض لمدة كبيرة ولمحت الدكتورة هدى غنية واقفة بجواري تسعف المرضى وكنت 

ساعتها أشعر بدنو أجلي فظللت أجذبها من طرف جلبابها وأنا ملقى على الأرض فتنظر إلي وتقول حاضر يا جبيبي !!! ولكنها لم تفعل شيء فالوضع كان 

مأساوي ثم بعدها بدقائق نقلوني لمكان آخر ورموني في الطرقة وجاء طبيب فعلق لي محلول و حاك (خيط) لي خدي وتركني.
بعدها قالوا أن جميع المصابين يجب أن ينزلوا فنزلت مستنداً على الأخ الذي كان معي وخرجنا من المستشفي فوجدنا رابعة قد سويت بالأرض ووجدنا 

مدرعات الشرطة فقال لنا ظابط اخرجوا من هذا الإتجاه وذهبت بالأخ باتجاه شارع الحراسة الذي كنا مكلفين بالحراسة فيه وتوجهت إلى سيارتي وأشرت 

للأخ الذي كان معي بيدي سائلاً إياه هل تجيد القيادة؟ فقال لي لا فأشرت له ان اركب وأنا أقود سيارتي وأنت بجواري وكان لا يزال المحلول شغال وهو 

يحمله، في هذه الأثناء سألني الأخ عن بلدي فكتبتها لها على علبة المناديل الموجودة في السيارة وأخرجت هاتفي واتصلت بوالدي وأعطيت الهاتف الأخ 

وأشرت له أن يقول لوالدي أني مصاب وأني في طريقي إلى المنزل.
وانطلقت حتى وصلت لطريق النصر باتجاه كوبري أكتوبر فكان هناك تواجد للشرطة فسمحوا لنا بالمرور لما رأوني على هذه الهيئة وبعدها قابلت تواجد 

للجيش ويقف بجوارهم البلطجية فأبوا أن نمر وأخذوا الأخ الذي كان معي فاستدرت وأخذت الطريق الذي بجانب منصة السادات، كل هذا وأنا لا زلت أنزف.
في هذه الأثناء لمحت الدكتور صلاح الفرماوي والأخ حسام ممدوح والأخ أحمد عبدالحليم والأخ عبدالرحمن كله والأخ رجب عبيد والأخ هاني سعيد فكأن الروح 

دبت في وكأني غريق وجد من يتعلق به إذ لم أكن أتصور كيف استطيع أن أقود السيارة كل هذه المسافة، فنزلت لهم ولما رأوني صعقوا وركبوا السيارة 

وتولى الدكتور صلاح الفرماوي القيادة واسترخيت وأخذنا الطريق الدائري باتجاه بلدتنا وقالوا لابد أن نمر على مستشفى فذهبنا لمستشفى السلام وفي 

طريقنا اعترضتنا لجنة شعبية وأصروا (ولاد الكلب) إنهم يسلمونا للقسم رغم أنهم يرون حالتي وبالفعل سلمونا لقسم أول السلام ولكنهم تركونا بعد أن 

سرقوا كوريك السيارة وفلاشة النت.
وذهبنا للمستشفي فرفضت استقبال الحالة.
فأكملنا طريقنا وعدنا لقلما وذهبنا مباشرة للدكتور حسام زقزوق فوجدت العائلة كلها عنده فعلق لي محلول وحاول إيقاف النزيف وقال يجب ان أنقل 

للمستشفي فاتصلوا بالاسعاف وفي هذه الأثناء جاء البطل الدكتور طلعت سعد الذي لولا أن ساقه الله إلينا في هذا الوقت لكنت في عداد الموتى إذ أن 

حالتي هي في صميم تخصصه وإذ أنه يعرف الأطباء في معهد ناصر.
وانطلقنا صوب معهد ناصر وهناك دخلت العمليات كما أخبروني من الساعة الواحدة صباحاً وخرجت الساعة الخامسة صباحاً على الرعاية المركزة وظللت بها 

يومين ثم نقلوني إلى قسم العظام لمدة خمس ايام وبعدها سمحوا لي بالخروج وعدت إلى منزلي.
حالتي الآن:
-----------------
تم إجراء عملية أولى وفيها وجدوا أن الطلق الناري دخل من خدي الأيمن وخرج من أعلى رقبتي من ناحية اليسار ودخل في كتفي الأيسر واستقر في 

زراعي على بعد حوالي 15سم من مكان دخوله في كتفي.
وجدوا فمي مدمر ووجدوا قطع عظام غير موجودة ووجدوا تكسر في أخرى وجروح داخلية فخيطوا وجهي من الخارج بحوالي 40 غرزة.
وفي نهاية العملية قاموا بغلق فكي بالسلك ومن ساعتها وفمي مغلق ولساني حبيس ولا أتكلم فقط أكتب ما اريد.
كل أكلي الآن أكل مضروب في الخلاط وآكله عن طريق الحقن (سرنجة) في فمي.
المرحلة القادمة سيحدد الطبيب الإستشاري إن شاء الله ما سيتم فيها وهناك 3 خيارات أمامه كما أخبرني طاقم الأطباء في معهد ناصر وهو إما أن يقوم 

بفتح فمي للتنظيف لو أن الالتهابات لا تزال موجودة ويغلقه مرة أخرى وإما أن يقوم بالتنظيف وتركيب شرائح لتثبيت الأجزاء المكسورة من عظام الفكين وإما 

أن يقوم بالتنظيف وتركيب الشرائح وتركيب عظام مكان العظام المفقودة عن طريق أخذها من مكان آخر من جسدي.
---------------------------------------
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتقبل معاناتي وآلامي وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم وأن ينعم علي بالشفاء العاجل شفاءاً لا يغادر سقماً وأن يجعلها لعنة على السيسي وعلى كل من أيد قتلنا ورضي به.

Tuesday, August 27, 2013

شاهد عيان - 43 -




آلاء عبد اللطيف


ناس كتير طلبت مني اكتب شهادتي في الي حصل امبارح ...مع اني نفسيا تعبانة جدا جدا بس هكتبها ...هكتب اهم الاحداث الي حصلت باختصار 12 ساعة مجزرة ....................*
بعد ما اجهدنا امبارح في انتظار الضرب و مكناش نايمين ولا واكلين .... ابتدا ابضرب بعد طلوع الشمس بفترة .. عالساعة 6 و نص ... ودعت بابا و دخلت المسجد عشان هو اأمن مكان لحد مانشوف الي هيحصل*كان في سيدات كتيييير جدا و اطفال .. 2000 تقريبا ..ابتدينا نسمع صوت الرصاص و ابتدينا نشم الغاز ... و الاطفال تعيط و احنا نحاول نساعدهم و نهدا من روعهم...كان في طفل عنده 6 شهور ف المسجد مش عارفين مامته راحت فين ... انا و صحبتي خدنا بالنا منه وقت الغاز...*قطعوا علينا الكهربا بعد ساعة من الضرب... يعني الغاز داخل و مفيش مراوح ولا تهوية و الناس جوا متكدسة و كنا هنفطس بس كنا خايفين اكتر على الاطفال* بدات المصابين تكتر ف دخولوها المسجد وسط الستات و الاطفال و الشهدا من كترهم مكنش ليهم مكان ف دخلوهم وسط المسجد ..بالنسبة للمصابين الدكاترة ف الاول كانت بتعالج كل حاجو حتى الغاز لما الاصابات كترت بقوا يعالجوا الخرطوش و الرصاص و بعد كدا طنشوا الخرطوش و ركزوا عالراص الحي .. ف الاخر رموا الحالات بتاعت الرصاص الحي في الاطراف و ركزا على الخطيرة بتاعت البطن و الصدر و الرئة و الراس، لانها كترت اوووي بعد كدا و برضو مكانش فيه دكاترة كفاية، انا كنت يشوف كل دا .. و مش قادرة اطلع برة عشان الغاز *كان في واحد مسك التلفون جوا المسجد ..الووو . ايوة . مصطفى ابنك مات شهيد اصبر و احتسبه عند الله . و اخو مصطفى صغير عنده 13 سنة تقريبا كان جنب الراجل .. قعد يقول لااااااااا اخووووويااااااااااااااا ..مصطفى لا نصطفى لا .لاااااااا جا اخويا الكبيير متسبنييييش .و كانت الناس بتهدييه و ف الاخر ادوله حقنة مهدئ*لما بداوا يدخوا الشهدا للمسجد كانوا ف اااول 10 .. و هم داخلين من الباب شميت ريحة حلوة اوووي والله العظيم كانت ريحة مسك ..استغربت من الريحة ازاي نوصل ف وسط التكدس دا لكن الهوا الي عند الباب خلاها توصل لكل الناس جوا* لما طلعت برة شفت الطيارات و هي بترمي غاز و رصاص .. و شفت القناصة، 4 فيهم كانوا ف عمارة ف اادور السادس، و القناص الي قتل حبيبتي اسماء كان ف مبنى المخابرات الحربية الي عند طيبة مول . المكان الي انا كنت فيه الرصاص كان فوقينا، كان آلي مش مسدسات عادية و كان علطول طول ال 12 ساعة سامعة صوت الالي متوقفوش خالص مستمرين علطول، شغت المصابين الي بيقعوا واخدين طلقات ف اماكن تموت شفت واحد مخه واقع من دماغه . و كان في نوع غريب من الرصاص بيتفجر!!!! كان المصاب يعدي من قدامنا و نقول ف سرنا دا شهيد كدا خلاص لما اصابته تكون خطيرة ...... احساس وحش اوي لما كل ما مصاب يعدي احط ايجي على قلبي و ابص ف وشه لايكون بابا ولا اخواتي وا اي حد اعرفه .. و احساس اوحش لما ابص ف وشوش الشهدا عشان اتطمن ان اهلي مش بينهم*بعد شوية لقيت محمد البلتاجي و طنت مراته و الناس بتطبطب عليهم .فسالت صحبتي قالتلي اصل اسماء خدت 3 رصاصات ف الصدر!!!!!!!!!!!!! رحت قربت منهم، طنت كانت منهارة، فسالت حد من الي بيواسوها في ايه؟ ؟؟ قالتلي اسماء .. قلتلها اه اتصابت . ربنا يصبرهم . قالتلي لا يا حبيبتي اسماء استشهدت! صعقت بجد! اسماء دي بسكوتة اوووي و طيبة اوي . اسماء ماتت؟ لا لا انا مش مصدقة! اسماااااء!! على فكرة انا مع كل اي بيحصل دا مش قادرة اعيط، حاسة ان مينفعش انهار و اعيط و يمكن الموضوع يستمر اكتر من يوم .. بس بعد ما عرفت ان اسماء استشهدت عيطت جامد مقدرتش امسك نفسي . طلعت مع عمو بلتاجي ف مستشفى رابعة بس طلعت متاخر، هي كانت ف الدور الرابع . الدم ف كل حتة .الدم على السلالم و عالارض و من كتره ممكن اي حد يتزحلق فيه . الدم على الدرابزين و على الحطان . الدم انا كنت شاماه و حاسة طعمه ف بقي . كل دور بطلعه في مصابين اصابات خطيرة ،كل دور فيه شهدا، كل دور في ناس منهارة و بتعبط على اهلهم و اصحابهم الي ماتوا ...لما طلعت لقيت ناس واقفة على باب الدور من برا كان عمار جمعة . قعدت اقوله لو سمحت عايزة ادخل عايزة اشوف اسماء قالي مينفعش . قعدت اعيط و اقوله ارجوك عشان خاطري .صحبتي جوا و عايزة اشوفها و احضنها مرة اخيرة، هو دمع هو كمان . قالي خااص ادخلي. دحات الدور دا مان في مصابين كتير و شهدا مرمين عالارض و فاخر الدور صحابها برضو عايزين يدخلوا . المرادي اخوها انس الي مرضاش يدخلنا،لان كان ورانا صحفيين و هو اصلا ميعرفنيش بشكل شخصي و انا محبتش اضغط عليه عشان هو اكيد فيه الي مكفيه * واحدة صاحبة اسماء اوي كانت عمالة تعيط جامد و تقول والله العظيم منا قاعدة هنا .. قعدت بنت تانية تزعق فيها .. بسسسس دا مش وقت صويت اسماي ف مكان احسن منا . دا وقت استغفار و دعاء . قالتلها اا انا عايزة اروح عن المنصة انتي لو صحبتك ماتت مش هتقعدي ... قااتلهت روحي عند المنصة بس و انتي ثابتة مش مهزوزة و قعدت تثبتها * و انا نازلة لقيت واحد بيعيط و بيقول مين الي قتل بنت عمي! !! و الناس بتهديه و هو بيشد فيهم و يزعق و بعدين نزل عالسلالم بسرعة جنونية و هو بيصرخ لااااااا بنت عمييييي و الله لاوريكم يا كلااااب والله لاخد بتارها*لما نزلت تحت . الوجوه كاها حزينة . كل واحد عرف اكتر من حد استشهد .*بعدها لقيت اخواتي و مصطفى كان مش عارف يمشي .. قلتلهم حاولوا توصلوا لبابا و هاتوه هنا عند المركز الاعلامي .... انا كنت عند المركز الاعلامي قدامه يعني كنت برة و عارفة اني ممكن اموت عادي ممكن تجيلي رصاصة من الرصاصات الي فوق دماغنا دي . يمكن من اول اليوم كنت خايفة بس مبقاش فارق معايا بعد كدا* بدأ صوت الرصاص يكتر و الضرب لينا يقرب بقى كل دقيقة فيه اتنين بيتنقلوا قدامي وقعوا برصاص حي*ضربوا علينا غاز قريب اوووي قفلنا الباب بتاع المركز الاعلامي بسرعة بس كان دخل، انا ساعتها جالي اختناق من الغاز و مكنتش قادرة اتنفس ولا افتح عيني و كان فيه واحد بيهويلي عشان طبعا قاطعين الكهربا و مفيش نفس .فضل يهويلي ربع ساعة . لما فتحت عيني لقيته واخد طلقة ف دراعه . و بيهويلي بايده المصابة و الايد التانية ماسك بيها دراعه عشان يوقف النزيف   يااااه اتاثرت اووووي . يعني هو مضروب برصاص بس بيساعدني عشان عارف اني بنت و اي حاجة هتحصلي ف الموقف دا هتبقى اصعب عليا من الرجالة*بعدها بابا و اخواتي جم .. ضميت بابا جامد و مسكت ف اخواتي و قلتلهم عشان خاطري متمشوش تاني خلونا كلنا نع بعض ... لو هنموت نموت مع بعض و لو هنعيش مع بعض برضو

** المشهد الاخير الضرب اشتد جدا . و الي كان واقف عالباب بتاع المركز بيحرسه كان كل شوية حد منهم يقع و الرصاص كان بيخبط ف الشبابيك و الارض برة . كان كل ثانية حد بيقع قدامي لقيت عمو محمد البلتاجي . ماشي برة و هو متضايق . بابا بيقول ان محمد البلتاجي سلم نفسه في مقابل انهم يسيبونا معرفش بالظبط لو حد عنده تأكيد يقول..- بعد ما البلتاجي طلع لقينا الناس بتقول اطاعوا بسرعااااا في مكان متامن اطلعوااا .-طلعنا من الباب الي جنب الميتشفى كان على باب الميتشفى ناس من القوات الخاصة ماسكين سلاحهم و الانس قعدت تقول حسبي الله و نعم الوكيل . الشارع كان كله دخان و حرايق . حسيت اني فسوريا مش مصر-عدينا الشارع الي فيه القناصة و ضرب الالي لسة شغال .. لما عدينا من الشارع قالولنا عدوا بسرعة ووطوا و حطوا ايديكم على راسكم عشان رصاص القناصة .. عدينا و احنا موطيين و الرصاص فوق راسنا -عدينا من شارع جانبي جنب عمارة . شارع ضيق و طلعنا برة الناس كانت بتشاورلنا بعلامة النصر كن الشبابيك و تعيط ... و الشباب كانت بتعيط بحرقة . مش عشان الي اتصابوا و الي استشهدوا ..عشان اتضرينا نسيب الميدان .** عمري ما تخيلت اني استحمل كل دا ... انا اصلا مبستحملش اي حاجة . بس سبحان من قواني** معدل الناس الي استشهدت و الناس الي كانت متصابة اصابات خطيرة يخليني اقول ان العدد لا يمكن يقل 3000 شهيد و ممكن يزيد . الي مش مصدق و ملحوس ذهنيا من الاعلام المصري و الشرطة الشريفة الي طول عمرها شريفة يبقى مش هعرف اعمله حاجة دا ربنا يعينه هلى نفسه** الكلاب سيطروا على مستشفى رابعة ليه؟؟؟؟ كان يخاولوا يخبوا جريمتهم قدر الامكان كان في شهدا كتير جوا** يا رب الناس الي كان مش عاجبها مرسي تنبسط من حكم الكلاب الي مش فارق معاهم يقتلوا الافات ... و الي هيفتح بقه بعد كدا و يعترضعلى حاجة هيموت ... انتوا عايزين ترضوا بالذل براحتكم .. بس احنا #‏مكملين و يا اما نعيش ف بلد فيها كرامة يا اما الموت اكرم لينا ... والله العظيم والله العظيم ان الي استشهدوا ارتاحوا ... والله ان دول خير من فينا و ميستحملوش الدنيا دي ...

انا كدا قلت كووووول حاحة .. مش عايزى اكلم حد بعد اذنكم . راعوا مشاعري .. شكرا

شاهد عيان - 42 -




سهام عبد العزيز



انا اسفه ياجماعه !

دى مش تانى اسوء نبطشيه قضتها فى حياتى ... دى اسوء نبطشيه على الاطلاق

عالاقل28 يناير كان الحزن مليان امل ... المرادى الحزن مليان يأس وغضب وإحباط 

انا لو كنت بكره الشرطه قبل النهارده مره ، انا دلوقتى بكرها مليون مره

صلف وغرور وعجرفه .. تعدى واهانه ومذله لاى واحد كل تهمته انه بذقن! ،

حتى لو مكنش اخوان ,حتى لو مكنش فى المظاهرات اساسا !

لدرجه ان الشرطه هى اللى كانت بتقرر حتسمح لمين يتحجز ومين يخرج غصب عننا !

مفيش حاله من الاخوان روحت , كله اتقبض عليهم ولو اهلهم اعترضوا قبضوا على اهلهم كمان !

ولو العيان نزف لدرجه انه مش قادر يمشى معاهم كانوا بيسحلوه على الارض لحد بره !

البلطجيه مع الشرطه رادمين المستشفى و بيلطشوا للمصابين فى الرايحه والجايه وواحد منهم ماسك مشرط بيغزهم بيه وهو معدى من جنبهم ولا حد قادر يكلم

ممنوع حد يتصل باهله يعرفهم عايش ولا ميت ولما دكتور امتياز غلط وحاول ياخد رقم فيهم الظابط مسك فيه وكان حيضربه وكله بيتفرج لدرجه انى مبقتش عارفه انا بعمل ايه ومديت ايدى على الظابط زقيته بعيد من غير وعى !

حاله داخله ارستد ورجعت , مضروب على دماغه متخيط ميت غرزه وواخد دم وبلازما وحالته سيئه ..الجراحه حجزته قام دكتور كبير كنت بحبه وصدمت فيه صدمه عمرى اخلاه مش عارفه ليه

خدوه من جديد سحلوه وضربوه وبهدلوه كان حيموت ف ايديهم رجعوه على الصدمه تانىحاولت احجزه جابو الدكتور الكبير اخلاه تانى !

اتحايلت عليه عشان يحجزه قلتله الراجل ده لو خرج حيتقتل النهارده وحنشيل ذنبه معاهم قالى ده مش شغلنا يا دكتوره ! عندما تنعدم الرحمه! قد ايه كنت حاسه بالقهر وانا مش عارفه احجز دكتور صيدلى زميلنا فضل يترجانا متسبهمش ياخدونى من هنا حيبهدلونى، ارجوكم قد ايه كنت حاسه بالذل وواحد من مصابى الاخوان بيتسحل وبيضرب بالحزام والعصيان ويداس عليه بالجزم فى وسط الاستقبال وهوبيصرخ على آخره صراخ يقطع القلب انجدونى يا ناس انجدونى يا ناس .....ومدراء المستشفى ولا كانهم شايفين حاجه!قد ايه كنت حاسه بالمهانه وانا بسرق ارقام تليفونات المصابين وانا بخيطهم عشان اطمن اهلهم عليهمقد ايه كنت حاسه انى غريبه ووحيده فى وسط عالم قذر همجى متوحش اول مره اشوفه بالقرب ده ويارتنى ماعمرى شفته

نبطشيتى خلصت من ساعات .مروحتش ومش قادره اروح ،صحيح انا عاجزه عن نصره المظلوم لكنى عاجزه اكتر انى امشى واسيب بقاياهم وراياكل اللى قادره عليه ان احاول اثبتهم واقولهم اصبر واحتسب يابطل ،الا ان نصر الله قريب وقلبى يستغيث بداخلى متى هو؟ ...

قل عسى ان يكون قريب

احنا مقمناش بثوره يا ساده دى كانت مسرحيه هزليه ضحكنا على نفسنا بيها سنه كامله ...الشرطه باقيه والبلطجيه باقيه وامن الدوله باق ولاعزاء للحريه والكرامه والعداله الاجتماعيه

حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من ساهم ان نصل الى ما وصلنا اليه اليوم من وحشيه وساديه مريضه مجنونه .. سواء بنزوله او بتفويضه او بتأييده او حتى بصمته!

والى الله المشتكى ... الى الله المشتكى

ولا حول ولا قوه الا بالله

شاهد عيان - 41 -




رامي فؤاد حافظ



شعرت بحزن شديد تجاه ما حدث في الايام الاخيرة وكدت ان ابكي في بعض المواقف ... فكرت كثيرا في الا اتحدث ولكن قررت ان احكي .. ..ما حدث يوم الاربعاء والجمعة لم يكن ابدا فض مظاهرات .. وانما كانت مذبحة بكل ما تحمل الكلمة من معاني .. فقد انقضت قوات الداخلية –الخونة- مدججين بكل الاسلحة الممنوعة والمحرمة من قنابل مسيلة للدموع ذات اثار خانقة ومسدسات برصاص حي وبنادق اللاشنكوف الالية وبنادق الرش والقنص على ولادنا واخواتنا من الاخوان –الذين نختلف معهم سياسيا- متحججين بقيامهم بفض التظاهر رافعين راية التفويض الذي فوضهم الشعب اياه متشحين باعلامنا القذر الذي كان ولايزال يشوه الحقائق .. فكانت مجزرة لا توصف .. وتعجز الكلمات عن وصفها ..المشهد الاول يوم الاربعاء الساعة الخامسة فجأة سمعنا ضجة شديدة فنزلنا الى استقبال الجراحة فوجدنا اكثر من 200 شخص داخل الاستقبال كل منهم يحمل ذوييه والذي اصيب بطلق ناري حي اثناء محاولة فض الاعتصام المزعومة ....لم اعد استطيع ان اميز بين طبيب مريض مرافق ممرض .. اختلط الحابل بالنابل والصالح بالطالح ولم اعد اسمع نداء زملائي من ضجة البكاء والعويل والصراخ الممزوج بالالم . حاولت ان امارس مهنتي كطبيب ولكن هول المأساة افقدني تركيزي ... كانت الدماء تغطي الارض وكان لابد ان –تشمر- البنطلون لكي تمر فوقها بكاء في كل مكان.. هذه امرأة تبكي ابنها الغارق في دمه ...وهذا طفل يحاول ان يوقظ ابيه المتوفي ... نافورة دماء تنهمر من جروح المرضى لتغرق بالطو طبيب يحاول ان يوقف النزيف .. ممرضة سقطت على الارض وهي تبكي وتقول : (ليه بس كده .. ليه بس كده ) ..شاب يحمل اخيه ويبكي وجزء من مخه بارز من عظام الجمجمة المهشمة ..جثة ملقاة هناك لا صاحب لها ولا نعرف عنها شيئا ..رجل توقفت عضلة قلبه والتف حوله 15 طبيب على اقل تقدير يحاولون انعاشه ..رجل يحمل جثة وماشي يشتم والدموع في عينه ...طبيب فقد السيطرة على اعصابه وراح يصيح هنا وهناك .. طبيب امتياز صغير يحاول ان يخيط جرح مصاب ويده ترتعش فتسقط منه الابرة 10 مرات على الاقل ..رجل مصاب اصابة طفيفة صدم من هول ما رأى فدعى لنا بالتوفيق وخرج من الاستقبال –وكبس جرحه بحتة شاش – وقال – الحمد لله اني عايش وبتنفس اساسا –عامل يندفع حاملا جهاز وريدي فتنزلق قدمه في بركة من الدماء ويسقط فيها رجل كبير جاء يشد قميصي في استحياء والدموع تغرق عينه وقال – انا عارف انكم مطحونين بس انا ابني غالبا مات بس قولت قبل ما اروح ادفنه اعديه على دكتور يشوفه يمكن يطلع لسه فيه الروح فمبقاش ظلمته - .. روحت ابص على ابنه لقيت نص راسه مش موجود اساسا .. نظرت في عين الاب الملكوم ولم استطع النطق .. فقال من نفسه – شكرا يابني - .. وخده ومشي !دماء في كل مكان .. رائحة الدم تكاد تخنقنا .. لم يعد هناك سنتيمتر واحد في الاستقبال فخرجنا الى الساحة الخارجية لنعالج المرضىوسط كل هذا الصراخ والضجيج لم استطع ان امنع دمعة ساخنة سقطت من عيني وانا اقول حسبي الله ونعم الوكيل .. لما كل هذا

..كان يوما في غاية الصعوبة .. وجديرا بالذكر ان 90% من مصابي يوم الاربعاء كانو من ذوي اللحية .. وهي ملاحظة لا ينكرها الا اعمى او احمق ... فقد كانت تعليمات الداخلية واضحة .. لقد نزلت الداخلية يومها من اجل الثأر – نزلوا ياخدوا بتارهم – كانت التعليمات انزلوا اضربوا في المليان .. ساووا الميدان بالارض ... طلعوهم احياء او اموات .. ليس هناك ما يفسر ان يكون كل المصابين –بدقون – الا انها كانت معركة عنصرية .. مثل مذبحة الزنوج في امريكااي حد بدقن اضرب في المليان .. موته .....لدرجة اني كنت بسعف شاب –بدقن كالعادة – وحين شرعت في فحص نبض يده وجدت الصليب عليها ... فهل هذا كان معتصما ؟؟ هل هذا كان ارهابيا ؟؟..مشهد اخر لن انساه .. كان شاب –بدقن طبعا – ومهندس برمجة جاء مع اخيه وامه .. بعد ان اصيب بطلق ناري حي في يده اليمنى –التي يعمل بها – وساقهكان يبكي .. فاخذت اهدئه واطمئنه بألا يقلق وانه سيتعافى باذن الله .. فرد علي بالاتي انه لا يبكي على اصابته .. ولكنه يبكي لانه بعد ان تم فض الاعتصام واثناء خروجه هو وصديق عمره من مسجد استوقفه ضابط شرطة وامين شرطة وطلبوا منهما البطاقة .. ثم دارت مشادة بينهم فاذا بامين الشرطة يضع البندقية على صدغ صديقه ويطلق النار على مسافة اقل من المتر فسقط صديقه ميتا في الحال .. فسارع هو بالفرار .. وسبب بكاؤه هو انه ترك وراءه صديق عمره دون ان يحمل جثته .هل تتصور ذلك ؟؟ فض اعتصام ؟؟ ام اعدام بدم بارد ؟؟ لقد تفوقت الداخلية المصرية على بشار وصدام وكل السفاحين هذا كان المهندس ...مشهد اخر كان على باب الاستقبال وقد اصبحت رؤية الرؤوس متفجرة اثر طلق ناري بالرأس مشهدا مألوفا في عملية الاعدام الجماعي برعاية الجيش والداخلية .. اذ جاء –ترولي – يحمل شاب وقد تم لف رأسه بالشاش – مبقع بالدم – ومعه مرافق يركض وقد ابتل كل جسمه بالعرق .. ودون ان اسال وجدته يقول : Gun shot at the headهذا كان الطبيب عمر ناصر الذي يتحدث عنه الاعلام .. ذهب ليعالج المصابين فاذا به يلحقهم .. هل هذا هو الارهابي ؟؟ هل هذا هو التفويض الذي اعطاه الشعب ؟؟>>كانت اغلب الاصابات في الراس والصدر .. وعلى مسافات قريبة للغاية قد تصل الى اقل من المتر في بعض الاحيان .. هل تتصور انسان يقف امامك ويصوب سلاحه تجاه رأسك ثم يطلق النار ... ليقضي على حياتك واحلامك .. ويدمر حياة امك وابيك .. هكذا بدم بارد .. لمجرد انك – بدقن – هل هذا هو فض الاعتصام ؟ ام انه اعدام بدم بارد من شخص اقل ما يوصف به انه سفاحهل هذا هو شرف وقسم ضابط الشرطة ؟؟مستشفى الدمرداش اسقبلت فوق ال 400 حالة في يومي الاربع والجمعةما يقال عن امتناع مشرحة زينهم عن اصدار شهادات الوفاة واخراج تصاريح الدفن الا بعد موافقة اهل المتوفي على كتابة منتحر في سبب الوفاة .. حقيقي .. وبناء على رفض اهالي المتوفين ذلك تكدثت جثث ابنائنا واخواتنا في المشرحة خارج الثلاجات لا يحفظها الا بعض اكياس الثلج وقد بدأت رائحة العفن تصيبها..هل يتصور احد هؤلاء المتشدقين بالقضاء على الارهاب موقف كهذا ؟لا اظن ان انسانا له قلب ينبض يستطيع ان يفوض احدا للقيام بهذه المذبحةبل ان البعض قد تجاوز ذلك الى مرحلة الشماتة .حسبي الله ونعم الوكيل .اخ .. ابن ... ام .. اب .. صديق عمر..زوج و زوجة .. كل هذه الكلمات التي تصف اعز ما لدينا في الدنيا لم يعد لها قيمة في هذا الوطن ..

اللهم ارحم موتانا .. ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنالا حول ولا قوة الا بالله .

شاهد عيان - 40 -



عبد الله الشرقاوي




ليس من عادتي أن أكتب عن ما رأيتهحتى الا ادعي البطولة و الأبطال دمهم لا يزال ساخنلكني اليوم أريد أن أسجل لله ثم للتاريخ ما سطره الأبطال الأشاوس بدمائهمكانت ليلة توقع فيها الأبطال الغدرفأعدوا عدتهم بتوسيع المستشفئ الميدانيصلينا الفجر و نمت قليلا كعادتي بعيد الفجراستيقظت حوالي الساعة السادسة و النصفعلى أخبار أن القتلة قد بدأوا الهجوم من ناحية طيبة مولو بدأ نقل الشهداء و المصابينحامت طيارة القتلة فوقنا على ارتفاع بسيطبدأ سقوط قنابل الغاز الذي يخترق العيون و الجهاز التنفسي و العصبيو بدأت معها محاولات لاطفاء القنابل ووضعها في الماء لكن عددها كان كبيرا و العديد منها سقط فوق الخيام مما صعب اطفائهابدأ الأبطال في التصدي بصدورهم العارية الا من الإيمان بربهم و قضيتهم و لا يملكون من سلاح سوى حجارة يقذفونها علها تدفع عنهم و عن وطنهم ما لحق به من ظلمو حصدت آلة القتل من وكلاء الصهيونية العديد من الشهداء
 
و كان من أوئل من سقطاسلام عباس المتناوي الذي لم أنسى ابتسامته يوم عزاء الشهيد محمد ممدوح الحسيني و يقف على باب قاعته و يقول بلغته العربية البسيطة التي اشتهر بها "عقبى لنا إن شاء الله" و كنا دائما ما أنتظر خبر استشهاده
 
في ما يقارب الساعة ٧ و النصف أي بعد ساعة واحدةتوقف القتل للحظات دخلت قاعة من قاعات المستشفى الميداني لأجدها قد تحولت لمشرحة فيها عشرات الجثث 
 
و بدأت جرافات وكلاء الصهيونية في الدخول لجرف ما في طريقها في مشهد لم أره الا في فلسطين المحتلة تتقدم قليلا تتبعها مدرعة لتطلق الغاز و الخرطوش بكمية كبيرة لتقتل و تصيب فقلما تجد أحد لم يصبه بالخرطوش
 
و بدأ الأبطال في محاولة صنع حاجز من النيران بالخيم المحترقة و ما تبقى منها علها توقف آلة القتل الصهيونية بالوكالة و بدأوا من وراء حاجز النيران قذف الحجارة و قام بعضهم باستخدام النبل لرمي البلي فهذا أقصى ما استطاعوا أن يستخدموه
 
ثم يحدثني أحدهم عن حديث إذا التقى المؤمنان بسيفهما فالقاتل و المقتول في النارفماذا اذا التقيا أحدهما بغاز و خرطوش و آلي و الاخر بحجارة و نبلة
 
و في نفس الوقت كان في ناس قاعدة تولول في بيوتها زي النسوانو نساء في الميدان كالجبالتقف إحداهن تجمع الحجارة في خمارها من الصفوف الخلفيه لتحضره الى الصفوف الاماميةو أخرى تقرع الحديد علها تحمس الشباب و ترعب وكلاء الصهونيةو أخرى تمسك في يديها أدوات التمريض و الخل و الميكوجل تطبب بها الاصابات البسيطة لابطال لم تثنيهم جراحهم عن الصمود و أخرى تقف تحمس الرجال و تهتف "رجالة رجالة رجالة" و أخرى تقف تدعو ربها و تستنصره نسوان رابعة رجالة
 
تتوقف آلة القتل لحظات ثم تعاود تقف المدرعة بجنبها الذي يخرج منه فتحات للسلاح لتحصد الشهداءزاد الدم حتى أكاد أقسم أنك ما كنت تتحرك في الميدان الا و تطأ بقدمك دماء زكية غالية عند ربها
 
لا أخفيكم سرا لم أستطع أن أواصل الصمود مع أولئك الأبطال فقد تعبت و ظللت قريبا من المستشفى و حملت العديد من الجرحى و الشهداءو لا يفارق ذهني ذلك الشهيد الذي حملته مع اخواني و كنت أحمله من ناحية قدمة و لم أرى رأسه ظنا مني أنها مثنية فقط للخلف حتى وصلت المستشفى لأجد أن ما يقارب نصف رأسه لم يعد موجودا
 
في احدى المرات دخلت الجرافات لتحمل في طريقها الحواجز البدائية التي حاول الأبطال صنعهاثم توقفت و رجعت للوراء قليلا صرخ أحدهم هناك اثنين تحت أنقاض الحاجزحاولنا أن نرفع الأنقاضفاذا بالجرافة تتقدم سريعا لتجرف الانقاض مرة ثانية بعيدا
 
توالت أخبار الشهداءأخي و حبيبي أحمد عمار الذي أشهد أني ما علمت عليه الا خيرا و كان دائما في المقدمة بطلا أسأل الله أن يتقبله و الله أسأل أن يحشرني معهكان يقف بجواري في البداية نرمي البلي بالنبل سوياو قبل أن يصلني نبأ استشهاده كانت زوجته في المستشفى الميداني تسألني عنه و تقول لي بثبات إن كان أصيب أو استشهد فقط أريد أن أعرفيحكي أخي أبو بكر الزغبي أنه جاءه أحمد عمار و هو مصاب فأنبئه أبو بكر بخبر استشهاد اسلام المتناوي فقاله"كان لازماذا ما كانش هو يستشهد يبقى مينده كان شهيد عايش بيننا"بطل يرثي بطلثم انطلق الى الصفوف الأولى حتى عاد بجرحه الذي لقى ربه به و هو يقول أنا هعيشو صدق و اللهفقد عاش البطل في جنات الخلد ومات قاتله و ان عاشبعدها رأيت زوجته تدور في قاعات المستشفى تبحث عنه و أخواتها لا يستطيعون مصارحتها بالخبر فقررت أن أكون من يحمل لها البشارة و كم كان ذلك قاسي علي فثبتها الله فكما قال النبي انما الصبر عند الصدمةاللهم أنزل على قلبها و قلب والديه و اولاده الرضا و السكينة
 
بجد انت واحشني قوي واحشني لما كنت أقابلك في الميدان مع زوجتك و انا معاي زوجتي و تناكف في و اناكف فيكواحشاني ابتسامتك الجميلة و صعبان علي ابتسامة بنتك ريم الجميلة اللي العسكر سرقها قبل عيد ميلادها العاشر اللي كنت قلتلي انك بتفكر تعمله في الميدانعزاي الوحيد انك في الجنة باذن الله و بدعي ربنا اقابلك هناك و نكمل ضحكتنا هناك يا ربمكنش نفسي تسيبني اواجه الخونة من غيرك لكن ربنا اختارك فيا بختك 
 
ثم جائني خبر أحمد ضياءذلك البطل صغير السن قرة عين والديهعبقرينو كما كنا نسميه أيام اعتقال والده في القضية العسكرية لا أدري لماذا يتميز الشهداء ببسمتهمتقبلك الله في الشهداء فقد كان الشهيد كما ربته أمه دودة كتب يعشق القراءة واسع الاطلاع على صغر سنهباسم الثغركبيرا بحنانهرحمك الله يا أحمد و ربط على قلب أهلك
 
أسماء البلتاجي بنته الوحيدة على ٣أولادقرة عين أمهارأيت بعدها البلتاجي يمشي بين أهالي الشهداء يشد من ازرهمثم يأتي من يدعي أن القيادات يلقون بنا في اتون النار و اولادهم في مارينا
 
أسماء صقربطلة زوجة بطل من عائلة أبطال أسماء أم لطفلين و حامل لطفل ثال ثصدقت الله فصدقها الله زوجها البطل عصام كان قد ابتلاه الله بوفاة زوجته قبل سنين و هي حامل في طفلها الأول ثم من الله عليه بأسماء ليختارها الله في الشهداء و هي حامل أيضا فالله أسأل أن يربط على قلبه فانما يبتلى المؤمن على قدر ايمانهأصيب البطل بشظية في قدمه فدخل المستشفى مستندا على زوجته فجاءتها الرصاصة في قلب  لتلقى الله و هي مبتسمة فرحة بما آتها الله من فضلهتأتيها الرصاصة في المستشفى و يقف الرجال وسط الميدان و يتطاير حولهم الرصاص لكن الله يختار شهدائه فيصلها الرصاص في مكانها
 
أحمد عبد الفتا حالبطل المبتلى كان قد أصيب في انتخابات ٢٠١٠ يوم السابع بكسر في ظهره لاعتداء كلاب الداخلية عليهو قتل البطل و ترك خلفه طفل لم يعرف والده بعد يبلغ من العمر شهرين
 
و غيرهم كثير لا نعلمهم و بحسبهم أن الله يعلمهم
 
قتل الله من قتلكم أيها الأبطال قتل الله من قتلكم أيها الأبطال قتل الله من قتلكم أيها الأبطال قتلوك يا أخي ألا شلت يدا مدت اليك بقسوة و مجون أصابوك يا أخي ألا شلت يدا مدت اليك بقسوة و مجون اعتقلوك يا أخي ألا شلت يدا مدت اليك بقسوة و مجون اللهم تقبل شهدائنا و داوي جرحانا و فك أسرانااللهم اكشف الغمة عن الأمةاللهم فارج الهم و كاشف الغم فرج عنا ما نحن فيه اللهم ثبتنا على الطريق حتى نلقاك و انت راضي عنا يا رب

شاهد عيان - 39 -





محمد بشر عقيد


• 1- وأنا واقف جوة المسجد فجأة لاقيت صوت برة ، طلعت لاقيت كر وفر وقنابل غاز عمالة تتحدف .. والداخلية داخلة بحوالي 7 مدرعات

• 2- حطينا حاجز علشان ميعرفوش يدخلوا وللأسف الشارع نضيف مافيهوش طوب نحدفه ، فا دخلت أنا جوة المسجد بنحاول ننقل الجثث بس ماعرفناش

• 3- منظر الأهالي جوة وهم خايفين على جثث أولادهم منظر مرعب ، بجد مافيش أصعب من إنك تكون مش عارف تنقذ إبنك مش وهو عايش ، لأ وهو ميت !!

• 4- مالقناش حل تاني غير إننا نطلع نقاوم الداخلية ، وطبيعي وسط ما الغاز بيتحدف في كام نفر من الداخلية بيضربوا خرطوش وحي

•5- الضرب كالعادة كان عشوائي ، ساعتها طالتني طلقة خرطوش ف دراعي ، وواحد جنبي بشوية جات ف رجله رصاصة حي .. ومعرفش مصيره إيه لحد دلوقتي

• 6-ناس معرفهومش جريوا بيا ورا المسجد وعملولي إسعافات وجات بسيطة الحمدلله ، وكان في حالات إختناق بالعبيط ..

• 7- الداخلية قربت جدا من الموجودين وبدأت تعتقل ف أهالي المتوفيين ، وإعتقال عشوائي كالعادة ..

• 8- و ف الآخر محدش عرف يقاوم الداخلية لإن العدد كان كبير .. وف الآخر عربيات الإسعاف دخلت ونقلت معظم المتوفيين اللي جوة مش عارفين لفين

وتمت بنجاح عملية إنتهاك حرمة الأموات على يد الشرطة المصرية

شاهد عيان - 38 -


محمد سليم


محمد سليم "محرر الحرية والعدالة" يروى شهادته عن مجزرة فض النهضة

محمد سليم- الصحفي بجريدة الحرية والعدالة، والذي كان متواجدا في ميدان النهضة يوم الفض لطبيعة مهمته الصحفية، ومع ذلك لم يسلم – محمد- من الإصابة، ومن التعرض لموت كان قريبا منه طوال اليوم، شاهد – محمد – كذلك أنواعا غريبة من الأسلحة والمعدات والتي لم يتوقعها علي الإطلاق، خاصة أنه عاصر حرب الكيان الصهيوني علي غزة قبل ذلك، ولم يشاهد مثل تلك المعدات قد استخدمها الصهاينة أنفسهم.

ليلة هادئة .. وصحافة كاذبة
في البداية يقول- محمد سليم- كنت مكلفا بتغطية أحداث ميدان النهضة من الساعة 12 منتصف الليل وحتي الثامنة بعد فجر يوم الأربعاء، كمتابعة يومية للجريدة بحسب مهنتي، وقد كانت الليلة هادئة جدا في الميدان، البعض يقيم الليل بالصلاة والذكر، والبعض الآخر يلعب الكرة، مع استمرار التوافد في الدخول والخروج علي الميدان حتي الفجر، وكانت الأعداد ما يقرب من 30 إلي 40 ألف معتصم، كما كان هناك توافدا من بعض محافظات وجه قبلي خاصة الفيوم وبني سويف.

ويضيف إنه في حدود الخامسة بعد الفجر تقريبا سمعت بوجود مجموعة من الصحفيين عند مدخل الميدان، ما بين من 20 إلي 25 صحفي، ليس بهم سوي واحد أو اثنين أجانب فقط والباقي مصريين جاءوا في سيارات الشرطة، وعندما وصلت، وجدتهم محاطين بكاردون أمني، وعندما تحدثت معهم حول سبب وجودهم الآن، قالوا أن:"الميدان سوف يتم فضه، ونحن هنا للتصوير"، وعندها جاءني الضابط وسألني عن سبب تواجدي فقلت له أني صحفي وأبرزت له هويتي الشخصية، فطلب مني أن أدخل الميدان أو أمشي سريعا، وعندما طلبت منه أن أظل واقفا مع هؤلاء الصحفيين قال لي أن هذا غير مسموح.

وتابع : بعدها بقليل سمعت إحدي الصحفيات تقول لزميلتها :" قبيل أن يبدأ الفض اكتبي خبرا عاجلا فحواه إطلاق نار كثيف من داخل ميدان النهضة، علي قوات الدفاع المدني". وهنا عدت إليها وقلت لها كيف تقولون ذلك وأنتم ترون أنه لم يحدث بالمرة، ولا وجود لأي سلاح داخل الميدان، كذلك لم يكن في محيط المكان بأكمله أية سيارة للدفاع المدني، مما يعني تبييت نية الكذب والتضليل من قبل الصحفيين بالإتفاق مع قوات شرطة الانقلاب.

بداية الفض..20 دقيقة من الألم
ويكمل محمد سليم حديثه عن يوم الفض : بعد أن دخلت الميدان مرة أخري ومع بداية عملية الفض، شرعت عربات "اللودر" الكبيرة التي تعمل في المناطق الجبلية والصخرية في الدخول وإزالة أية حواجز ومهدت للاقتحام، وهنا بدأ كل من في الميدان في التكبير، وسادت حالة من الهرج الشديد، كما صاحب عمل "اللودرات" إطلاق قنابل غاز بكثافة، مع إطلاق رصاص حي من داخل حديقة الحيوان علي المعتصمين السلميين. وهنا بدأت أشاهد ما لم أتوقع يوما أن أره في حياتي، فقد رأيت شابا يطير نصف وجهه بالكامل من أثر القصف.

ويستطرد: عند ذلك بدأت في الجري بعيدا عن تأثير الغازات المقذوفة بكثرة، خاصة أنه لم يكن معي قناعا للوقاية منها، ودخلت حديقة الأورمان قاصدا المنطقة ما بين دورات المياه وسور الحديقة، وهناك لاحظت الطائرات المحلقة بكثافة، كذلك أدركت أن هناك سيارات تقوم بإطلاق أصوات مؤثرة علي الأعصاب، وعلي الجهاز الكهربي والعصبي للإنسان، فيفقد الإنسان السيطرة علي جسده.

ويقول الصحفي بالحرية والعدالة : بعد قليل، توافدت المدرعات علي حديقة الأورمان وأخذت تقتلع الأشجار والنخيل، وشاهدت أيضا بعيني أحد الشباب جاء يجري لينقذ سيدة كانت تعدو هي وبناتها ولا تستطيع المشي وحدها، فجاء ليساعدها ليخرج بها، فتم – أمام عيني- قصفه من طائرة، فأصابته علي الفور رصاصة في الرأس وخرجت من أسفل الرقبة، فتطاير من أثر ذلك قسما كبيرا من قفصه الصدري، وارتقي شهيدا علي الفور. وقد رأيت آخر مقصوفا بطريقة عجيبة للغاية، حيث ترك القصف في بطنه قطرا لا يقل عن 10 سم، بحيث كنت أستطيع أن أري الجهة الأخري عن طريق تلك الفتحة. وقد أخبرني من لهم خبرة في الجيش بعد ذلك أن تلك إصابة برصاص –نصف بوصة- والذي يستخدم علي المدرعات نفسها، مما يعني قصفه بمدرعة جيش.

وهنا- والحديث لـ"محمد سليم"- بدأ تأثير ذبذبات الأعصاب يظهر علي جسدي بسرعة، فلم أكن أستطيع التحكم الجيد في الحركة وتبلد لساني وكان ينطق بصعوبة، فأخذت في ترديد الشهادة لظني الكبير بأني سألقي الله الآن، فكل من كان حولي قد ارتقي شهيدا في وقت قصير للغاية. وقد توافدت المدرعات وتكاثر القصف المباشر في مستوي الرأس مباشرة، وعندها انكفأت أرضا ساقطا علي وجهي، ومد لي أحد المعتصمين يده ليساعدني، فتحاملت عليه بقوة وساعدني في الخروج من الحديقة حتي منتصف الميدان. وقد أدركت أني سقطت هناك نتيجة إصابتي بقنبلة مسمارية، وبدأت أشعر بألم شديد في الرجل والظهر لا أتبين مصدره. ومع ذلك لم يكن بإمكاني ولا بإمكان أي أحد الخروج من الميدان مطلقا، ولذا لم يكن أمامي سوي دخول كلية الهندسة ظنا أنها أكثر أمانا من الخارج.

ومن الجدير ذكره هنا أن كل ما حدث حتي الآن وحتي اتجاهي إلي كلية الهندسة لم يستغرق أكثر من 20 دقيقة فقط.

داخل كلية الهندسة
يضيف– محمد- متحاملا حين يتذكر تلك الأوقات الشديدة- كان الشخص الذي ساعدني علي الخروج من الحديقة قد أُنهك تماما وجلس إلي جواري عاجزا عن الإستمرار، فقد كان طيلة الطريق يكاد يحملني تماما وإن هممت بالوقوع رفعني، ولكن حين بلغ منه التعب مبلغه، لم يستطع المواصلة، وارتميت علي الأرض مادا يدي لكل من أراه ليجرني معه ولكن كان القصف وتدافع الناس أكبر من أن يلتفت إليّ أحد، حتي أسرع إليّ شيخ كبير، أعانني من منتصف ميدان النهضة وحتي باب كلية الهندسة، وكأن تلك المسافة القصيرة عمرا بأكمله، وفي هذا الطريق أيضا شاهدت جثامين النساء الشهيدات ملقاة علي الأرض، وأطفال مفزوعون كُثر، لا يجدون أحدا من أهليهم. بخلاف القصف الذي تسبب في تفتيت الرأس بأكمله، وهذا رأيته مثلا فيما يقرب لثلاثة من الشباب.

يتابع –محمد- داخل كلية الهندسة أخذت في الزحف علي جانبي الأيسر، وذلك مع الحذر الشديد لأن الطائرات فوقي وتكاد تقنصني في أية لحظة. وبالدخول إلي الكلية، لم أكن المصاب أو الجريح الوحيد، واستقبلتني مجموعة من الأخوات كنت أتعجب صمودهن ووقوفهن هكذا لمساعدة الفارين إلي الكلية بالدخول بين المصابين. وعند ذلك أدركت أني أقل الناس إصابة، بل إن ما بي لا يكاد يذكر بجانب المصابين بالداخل، ومع ذلك اتجه إليّ أحد المتواجدين في المكان، لمساعدتي، وبعد الكشف تبين أن الإصابة أسفل الحوض بعدد من الشظايا الناتجة عن القنبلة المسمارية، بخلاف حرق حول الجروح التي سببتها تلك الشظايا. ولم يكن بإمكانهم مساعدتي بأكثر من ربط الجرح ببعض الشاش، ورفع قدماي إلي أعلي لتخفيف النزيف.

ويكمل محمد : عقب صلاة الظهر تقريبا هدأ القصف قليلا حول مبني الكلية، ولكننا أصبحنا محاصرين بداخلها، ولا نستطيع الخروج في حين يستمر القصف علينا، بعد قليل استقر الرأي علي نقلنا-نحن المصابين- والنساء والأطفال إلي الغرف العلوية المكيفة، لأنه إذا حدث اقتحام لن يستطيع المصابون الحركة، وسيكونون أول من يُقتل. وبعد انتقالنا إلي أعلي، بدأ القصف من جديد مستهدفا المكيفات، والنوافذ، فبدأنا في الانتقال من غرفة إلي غرفة، وقد أكد لي من لهم خبرة بعض الشيء أنه لا قدرة علي اختراق الحوائط بهذه الكيفية إلا لطلقات- النصف بوصة- والتي تنطلق من المدرعات. كذلك بدأ آثر ذبذبات الأعصاب المستخدمة تظهر علي الكثيرين المحاصرين داخل الكلية، وذلك في شكل نوبات "جنون" أو هياج عصبي شديد.

ويواصل محمد حديثه قائلا: قد كان من ضمن المصابين بجانبي صبي في حدود الخامسة أو السابعة عشرة من عمره، مصابا برصاصة دخلت من جانبه الأيمن وخرجت من الأيسر، واستمر بجواري يعاني ويتمتم، حتي ارتقي شهيدا عند ربه، أيضا شيخ كبير كان مصابا بطلق ناري في الصدر، جلس بيننا قليلا ثم ارتقت روحه ، كذلك كان إلي جواري أيضا من بين المصابين طبيب تحاليل اسمه "هشام" وكان مصابا في رجليه كلتاهما وكان ينزف من أثر ذلك، ومع ذلك لخبرته الطبية كان يطمئنني علي إصابتي وأنها بسيطة بإذن الله.

ويستطرد: استمر حالنا علي ذلك؛ معاناة بين مصابين يتألمون، وآخرون أراحتهم الشهادة من كل ألم، وارتقوا نتيجة عدم وجود أية إمكانيات للإسعاف أو التطبيب أو حتي الخروج من المكان، حتي أن أحد المصابين بطلق خرطوش والذي من المعروف أنه أقل من الطلقات النارية في الأثر بكثير، ومع ذلك فقد لقي ربه من كثرة النزيف وعدم وجود إمكانية للسيطرة عليه. وقد ارتقي حتي بعد ظهر اليوم بقليل ما يقرب من 30 حالة، وجميعهم ممن دخلوا المكان مصابين، فلم يدخل الكلية أي شهيد من خارجها، ولكن اترقوا جميعهم في الداخل. وبدأنا في نقلهم إلي القاعات المكيفة لحفظ جثامينهم، لعدم معرفتنا بالطبع متي سينتهي عنا هذا الحصار.

يتابع- محمد- حاولت عند ذاك عمل مجموعة من الاتصالات من بينهم مكالمة لهيئة الإسعاف المركزية، وللأسف أخذ المتصل به حينها في السخرية والتهكم، ولم يلبي طلبنا في إرسال سيارات إسعاف، بل زعم أنه لا يعلم أين هي كلية الهندسة ويشك أساسا في وجود كلية بهذا الاسم، أو أن هناك اعتصاما من الأساس عند جامعة القاهرة.

ومن الطريف أنني عندما اتصلت بالصحفي-قطب العربي-الأمين العام المساعد للمجلس الأعلي للصحافة- وجدته بين المحتجزين معنا في إحدي مباني كلية الهندسة، ولذا فقد اتصلت بنقيب الصحفيين نفسه - ضياء رشوان- فردت علي الهاتف سيدة فحكيت لها ما نحن فيه وأني أريد محادثة ضياء رشوان لذلك، فأغلقت الهاتف علي التو.

الخروج من الحصار، والكمين في ميدان الجيزة
يردف -محمد-: استمر وضعنا علي هذا النحو حتي الثامنة مساء، بلا طعام أو شراب أو إسعاف، ولا وجود سوي للمياه في المكان، حيث بدأ كل منا في الاستعداد للقاء ربه وفي ترديد الشهادة بكثرة، وفي الثامنة مساء، أعلن المحاصرين لنا بأنه سيتم الإفراج عنا، فتحاملت علي بعض من عرفتهم، حتي وصلنا إلي ميدان الجيزة، وهناك عاود الضرب علينا من جديد، حيث انتشرت جموع البلطجية في محيط الميدان من كل جانب، وأخذوا في التعرض وضرب ومحاولة قتل لكل ذي سمت إسلامي، حتي أن المنتقبات من النساء كن يخلعن النقاب مخافة البطش بهن.

ويضسف : في ميدان الجيزة كان مثل يوم الحشرحيث تكالبنا علي عربات الأجرة المتجهة إلي أي منطقة بعيدة عن الميدان،حتي أن البعض كان يركب فوق سطح سيارات "الميكروباص", كل ذلك ونحن في شدة الضعف والوهن من أثر الجروح والإصابات وقلة الطعام والشراب، ولذا لم نستطع الدفاع عن رجل ملتحٍ أو سيدة منتقبة، وهو شعور غامر بالعجز وقلة الحيلة.

وعقب ركوبنا وحين انطلق سائق "الميكروباص" في طريقه كان البلطجية ينتشرون كذلك في كل المناطق المجاورة، وحتي البعيدة عن الحدث، وهنا عقدت صفقة مع السائق أن يوصلنا إلي بلدتي في "الحوامدية"، علي الأقل حماية لمن كان معنا من النساء والأطفال، فلم يكن بإمكاننا تركهن ينزلن في أي طريق، واستغل السائق الموقف وطلب ألف جنيه علي ذلك، فوافقت ودفعت له ما كان معي -200 جنيه- مقدما، وعند وصولنا دفعت له الباقي.

رحلة علاج
بعد أن استقر الوضع في بلدتي-والحديث لـ"محمد"، جاءني أهلي بالطبيب وقد كانت قواي قد خارت تماما، وكانت الإصابة قد تركت قطرا يقدر بـ 2.5 سم، واضطر الطبيب لتوسعيه قليلا ليتمكن من إخراج الشظية الأولي والتي كانت تشبه-السلك الشائلك-، هذا مع بعض التقطيع في الأوردة والشرايين نتيجة الشظية ثم من بعدها الجراحة لاستخراجها، وبالرغم من وجود شظية أخري إلا أن الطبيب قال أن إزالتها قد يتسبب في ضرر أكبر، فتركها علي أمل أن تكوّن حولها أليافا فيما بعد، وتظل غائرة ولا تتسبب في شيء –بإذن الله-.

ويقول :" رغم جراحي وآلامي لم يتواصل معي أية مؤسسة إعلامية أو صحفية أو حتي نقابة الصحفيين باعتبار أني كنت أؤدي هناك مهمة صحفية، وكذلك لم يتواصل معي من المراكز الحقوقية سوي اثنين فقط من بينها مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان".

أصعب المشاهد
يقول –محمد سليم- أصعب ما واجهته من مشاهد في ذلك اليوم العصيب، كان لسيدة ملقاة علي الأرض وعلي يدها بجانبها الأيمن ابنها فاقدا للوعي تقريبا، والأيسر ابنتها تغرغر وكأنها في النزع الأخير، ومع ذلك جاءت مجنزرة جيش و"دهستهم" بالكامل، بحيث تساووا بالأرض تقريبا، في مشهد يصعب علي الإنسان حتي مجرد تخيله.

وفي مشهد آخر، كان البعض يظن أنه إذا ذهب أمام المدرعة فسيكون آمنا لخلوها من الرصاص، ولكن ما إن يذهب البعض إليها حتي يرش عليهم من بداخل المدرعة مادة صفراء "سبراي" تصيب بحروق سريعة في الوجه والجلد.

والأصعب والأكثر إيلاما كان شابا في خيمته، ألقيت عليه قنابل غير عادية، أصابت الخيمة بحريق مباشر، ومن ثم أصيب هو أيضا وانتشرت النيران بجسده بسرعة وكثافة عالية، وأخذ يتقلب علي الأرض أمام عيني من شدة النيران. وكان مثله مثل شخص صبوا عليه كمية من البترول أو البنزين وأشعلوا فيه النيران مرة واحدة.

ويضيف : كذلك حكي لي من شاهد بنفسه عند دورات المياه في حديقة الأورمان، أنه رأي بعينه أحد الضباط وأمامه ملقي علي الأرض 6 من الجرحي يتأوهون في آلامهم، وهو مسيطر عليهم في وضع استسلام، ومع ذلك أطلق علي رؤوسهم جميعا الرصاص الحي وأرداهم علي الفور. وقد شاهدت أنا أيضا من قبله أن اطلاق النيران في بداية اقتحام حديقة الأورمان كان علي الرأس والبطن مباشرة، في حين أن توقيت هذا الاقتحام كان يعني وجود نسبة كبيرة من النساء والأطفال في الحديقة لاستخدام دورات المياه قبل أن يستيقظ بقية المعتصمين، مما يعني أنهن وأطفالهن كن الأكثر ضحايا هناك.

ويؤكد –محمد- في شهادته أن المعتصمين تم التعامل معهم وكأنهم حشرات ليس أكثر، فلا وجود لأية إنسانية لكل من شارك في تلك العملية، ومن جانبي-محمد- فقد حضرت عن قرب وكنت متواجدا في الحرب الصهوينية علي غزة في عامي 2008، و2012، ورأيت بنفسي آثار تلك الحرب، وطبيعة الجروح والإصابات التي كانت تذهب للمستشفيات هناك بغزة، ومع ذلك فلم تكن هناك أية إصابات مثل تلك التي حدثت يوم فض الاعتصامات بمصر، فالرصاص الذي كان يُضرب علينا كانت تطير من أثره نصف الرأس، أو يفرغ البطن بأكملها. ولذا فلم يكن أحد من المصابين معنا بكلية الهندسة يومها والرصاصة مستقرة بجسمه، بل تخترق وتخرج من ناحية أخري.

ويقارن –محمد- بين ذلك وبين ما كان يحدث من المعتصمين من قبل حينما يلقوا القبض علي أحد البلطجية يحاول الاعتداء علي الميدان، فقد كانوا يأخذونه داخل الخيمة ويعالجوه ويداوه، في مشهد إنساني لا يعرفه أيا ممن أقدموا علي جريمة الفض تلك.

ومن جانب ينتصر –محمد- لحقيقة أن الهدف لم يكن الفض في حد ذاته ولكن الإبادة التامة، والدليل علي ذلك أن المتعارف عليه لاستخدامه في فض أي اعتصام، خراطيم المياه، أو العصي، أو قنابل الغاز، أو حتي رصاص الخرطوش علي أقصي تقدير، لكن أن يتم استخدام ذبذبات لتدمير الأعصاب، وطائرات تضرب علي مسافة قريبة جدا، ورصاص نصف بوصة، فضلا عن القنابل الحارقة. هذا مع محاصرة الميدان وعدم السماح بالخروج منه، فلو أن الهدف كان الفض، لتركت قوات الانقلاب سبيلا آمنا يخرج منه الناس، في حين أن ذلك لم يحدث. ولم يفرق من يضرب في الهدف مهما كان رجلا أو طفلا، شابا أو امرأة، مصابا أو سليما، كلها أهداف متساوية لديهم.

وسينتنج –محمد- أن منع الانقلابيين حتي الآن من الدخول إلي الميدان ما يؤكد أنهم علي يقين أن هناك مخلفات من الممكن أن تكشفهم وتدينهم أمام العالم، فليس من المستبعد وجود كمية من القنابل مثلا لم تنفجر، وهناك أشياء كثيرة كانت تلقي علي كلية الهندسة وتقع في حديقة الحيوان ولا تنفجر.