Wednesday, September 18, 2013

شاهد عيان - 59 -


تيتو المصري

في تمام السادسة و النصف صباحا , صافرات الانذار تهز بوابة شارع النصر, يهرول جميع افراد التأمين الى الشارع لصد العدوان او حتى تعطيله و لكن قوات الامن كانت اسرع فباغتتهم  من يمين و يسار شارع يوسف عباس , معهم جرافاتهم التى لا ترحم  , فحاولنا تعطيلها بقذفها بالحجارة و لكنها كانت مصفحة فبدأ الامن يضرب الخرطوش و بدأت المعركة , هكذا يروى تيتو المصري شهادته على مجزرة فض رابعة العدوية لشبكة رصد  .
" بدأنا نرجع للخلف ونقف  خلف أحد السواتر , فدخلت الجرافة على الساتر الاول و اقتحمته في أقل من دقيقة  و رجعنا الى الساتر الثانى  فاقتحمته الجرافة ومن خلفها قوات الامن تضرب الخرطوش و الغاز المسيل للدموع واستمر الوضع و الشباب لايستطيعون إيقافها , و لكن بعد دقائق القى الشباب بنزين على  الكابينه الزجاجية للجرافة و اشعلوا فيها النيران و هى تمشى و كانت تمشى وهى محترقة, فهللنا و كبرنا و لكننا سرعان ما أنطفئت  النار فعرفت ان الزجاج ودهان الجرافه مضاد للاحتراق و كانت الهزيمة النفسية الاولى ".
"عندما كانت تفتح الجرافة السواتر في شارع يوسف عباس  جاء صبي وقف امامي  بأقل من نصف متر و عندما وقف اصيب بخرطوش بين عينيه , عدنا للخلف عند التقاطع و و انتقل جزء كبير منا   للناحيه الاخرى من يوسف عباس لانه لم يكن بها سواتر وبدأت مدرعات الداخليه تتقدم منها بكل سهوله وكانوا يطلقون الرصاص من الرشاشات  الآلية  والغاز المسيل  بغزاره واصيب عدد كبير من المعتصمين , فاختبئنا داخل البنزينه على ناصية شارع النصر وخلفنا بوابة الدخول لرابعه ولم يكن معنا الا صورايخ الاحتفال فقط والحجارة  نشعلها ونوجهها من فوق سور البنزينه فى اتجاه الجنود والمدرعات , و بالتأكيد كانت لا تسمن و لا تغنى من جوع, بل ان أحد الشباب كان معه صاروخ منهم و يسألنى كيف اشعله !! ".
"جزء من البنزينه بدأ يحترق واحترقت احد مستودعات السولار الجانبيه فاضطرننا حرصاً على البنزينه من الاحتراق ان نبتعد عنها ونرجع للخلف ومن هنا بدأت المعركة , و قبل ان نرجع خلف السواتر الرمليه  بدأ الضرب من الـ bkcوهو السلاح المركب فوق المدرعه وهو مخصص لاختراق السواتر وطلقته اكبر من السلاح الآلى وقاتله وتخترق الجسد لتخرج من الجهة الاخرى حتى انها كانت تدخل فى الروؤس وتخرج من الناحية الاخرى ويخرج معها المخ بالكامل , واقسم بالله كانت الرصاصه تطير نصف اليد ورأيت كثير من الرجال قطعت نصف أيديهم من طلقة واحدة "
 
" وتراجعنا خلف السواتر وجائت المدرعات ووقفت امام الساتر الرملى فى شارع النصر ولا يفصل بينها وبين الساتر الا مترين  فقط والشباب يجلسون خلف الساتر مباشرة ويقذفونها بالحجارة وبعد مده بدأنا نقذف بالمولوتوف على المدرعات ونجحنا فى حرق احداها بصعوبه , ثم جاءت الجرافه وفتحت اول ساتر رملى فى شارع النصر ولم يستطع احد ايقافها فتراجعنا نحو ساتر رملى فى الخلف , كنا نختبى خلف السواتر الرمليه وسواتر اسمنتيه خلفها ومع الاسف استطاعت الداخليه من اعتلاء اسطع المنازل واستطاعت الدخول من شارع جانبى فيه مدرسه اعدادى من على اليمين وكانت تطلق الرصاص على الخيام وقتل واصيب عدد كبير داخل الخيام بسبب هذا الشارع ووقتها  لم يستطع احد الاختباء من الرصاص".

"كانت مهمتى الأولى التصوير وبمرور الوقت تغيرت الى نقل شكاير طوب من الخلف الى الخط الامامى وكانت نسبة مقتلك 90% لان امامك مدرعه على بُعد 25 متر وانت ذاهب فى اتجاهها ثم بعد عدة ساعات انتقلت الى تكسير الحجاره الى قطع صغيره فى احد المرات بعد نقلى لاحدى الشكاير وانا راجع للخلف اطلقت المدرعه على دفعه كامله من الرصاص حوالى 6 رصاصات ارتطمت بالارض بجانب قدمى فاختبأت وراء عربيه فول فى المنتصف, وبعد رجوعى خلف الساتر الاسمنتى جاء الدور على شاب يقف بجانبى لنقل احد الشكاير وتوصيلها للأمام , وبعد ان نقلها وهو فى طريق عودته ليقف بجانبى وكان يفصل بينى وبينه 1.5 متر وكنت اقول له انخفض انخفض ولكنه مع الاسف خفض راسه فقط ولم يُخفض جسده فجاءته رصاصه فى ظهره وخرجت من رئته اليمنى ومرت امام وجهى وانفجر الدم من رئته وصرخ الولد حتى انه اصيب بشلل فى يده اليمنى بعد خروج الرصاصه مباشره ثم سقط على الارض شهيدا ".
"بعد فترة هدأ الضرب قليلأ فوقفت فى وسط الشارع وكان يقف بجانبى رجل شكله من العرب فجاءته رصاصه دخلت من ظهره وخرجت من جانبه الايمن, سائق سيارة الاسعاف خرج من سيارته فجاءته رصاصه فى رأسه وخرجت من الخلف وقتل فى الحال فصرخ زميله بشكل هيستيرى , اثنين من الرجال كانوا يقفون على الرصيف الايسر اصيبوا بالرصاص فى وجوههم".
" جلست بجانب احد الخيام من شدة الارهاق فمر امامى شابين صغيرى السن فجاءت رصاصه اخترقت ذراع الشاب الاول من عند معصم اليد ثم اكملت طريقها واستقرت فى فخد زميله ولو اكملت طريقها لاستقرت فى وجهى , الجزء الامامى من شارع النصر كان ملئ بالدماء او بأطراف مبتوره او بقطع من المخ ".




في الثالثة عصرا , " وجاءتنا حالة احباط لانه لم تستطع اى مسيره من الدخول ومساعدتنا لان عددنا كان يتناقص باستمرارفي  شارع النصر فى بداية الهجوم كانت به حوالى 3 الاف معتصم  يدافعون عنه حتى اصبح عددنا الساعة 4 عصراً حوالى 30 فرد فقط , وبفضل الله لم يستطع لا جندى ولا مدرعه الدخول من البوايه الاولى لانه كان عليها اسود وحدثت فيهم مقتله عظيمه ولم نستطع سحب جثث كثير منهم لساعات لشدة الضرب".


"جاء احد الافراد من الخط الامامى يطلب منا التقدم معهم لان عددهم اصبح قليل فرأيت ان الشباب بجانبى فى حالة رعب شديد وكلهم ينظر الى الارض, فقلت له  اعطنى قناع غاز وسأذهب معك لانه اذا اطلقت قنبلة غاز علينا سأضطر للهروب منها والرجوع للخلف وساعتها سأقتل بلا هدف   فسكت , الصف الامامى كانوا جميعاً يرتدون اقنعة غاز تغطى الانف والفم والعين وكانوا فى حماية من الغاز".
مشهد غريب حدث " من شدة غضب الجنود لانهم لم يستطيعوا الدخول من البوابه فترجل جندى من مدرعته ورفع سلاحه فوق الساتر الرملى وانزل فوهته لاسفل, لدرجة ان فوهة السلاح كادت تلمس روؤس الشباب تحت الساتر وكان يوجد حوالى 15 فرد تحت الساتر ثم فتح النار بشكل فظيع فقتل عدد كبير منهم, ثم طلب الجنود هدنه وطلبوا منا رفع الجثث وبعد ان ذهبنا لرفع الجثث وتكلمنا مع الجنود وجهاً لوجه ففتح الجنود النار بلا مبرر وقتل عدد منا وكنت احمل درع حديد فجاءت رصاصتان فيه واسقطتنى ارضاً".
"اتينا بانابيب بوتوجاز ووضعناها فى طريق المدرعات عندما تحاول الدخول لنفجرها عليهم وجئنا بأخشاب ووضعها عليها مسامير ثم القينها فى وسط الطريق حتى لا تستطيع المدرعات المرور حين تدخل".

"كانت فترة هادئة  من الساعة الثالثه الى الرابعه عصرا  ثم بدأ الضرب بشكل هيستيرى من اليمين واليسار والامام, ثم كانت  الضربة القاصمة عندما بدأت طائرات الجيش تقف فوقنا وتطلق الرصاص من قناص قتل عدد كبير ، ومع ان طائرات الشرطه فى بداية اليوم كانت تطلق علينا الرصاص لكن لم يكن مثل مافعلته طائرات الجيش فى منتصف النهار, حتى ان الناس ووقفوا وظهورهم للحائط ووالله لو استطاعوا الدخول داخل الحائط لفعلوا بسبب استهداف الطائرة لهم, غالبية من رأيتهم كانت اصابتهم قاتله فى الرأس "

"في شارع الطيران فى اتجاه بنزينة موبيل علمت ان المعتصمين حرقوا كل الخيام ولا اعرف السبب لكن كانت هناك معركه شديده جداً استخدمت فيها دبابة جيش , مدخل طيبه مول كان اول مدخل تستطيع الداخليه ان تقتحمه مع ان المقاومة عليه كانت شديده جداً واستطاعت المدرعات ان تصل بجانب المستشفى الميدانى قرب المنصه وحرقوا مخزن الادويه ثم تراجعوا تحت الضغط, حتى ان مسيره صغيره تقدر بالمئات استطاعت الدخول من شوارع جانبيه فقام بتوزيعها القائمون على مداخل طيبه وشارع الطيران لمساعدتهم ولم يات احد منهم لشارع النصر" .
"كان يُطلق الرصاص من المدرعات عند مدخل الطيران وطيبه فتقتل الرصاصه من يقف فى وسط الميدان , ثم بعد ذلك اغلقت المداخل والشوارع الجانبيه بالكامل ومن يحاول الخروج او يفكر فيه كان يُقتل".

حتى الساعة  الخامسة مساء ً لم نأكل شيئاً ولم يرتح احد ، ثم بعدها وجدت ان الكثير بدأ ينسحب ويحاول الخروج من الشوارع الجانبيه فوصلت المدرعات من عند مدخل طيبه الى المنصه فى وسط الميدان واتجه البعض الى شارع النصر ولو ظللنا فى مكاننا لتم عمل كماشه علينا كما حدث لمن كانوا يُدافعون عن شارع الطيران فاتجهنا الى شارع جانبى لمحاولة الخروج فوجدنا الرصاص فى كل مكان واضررنا للنوم على بطوننا من شدة الضرب ولم يستطع احد التحرك من مكانه حتى انضم الينا من كانوا فى الميدان وكنا بالالاف وكلنا ايقنا وقتها اما اننا سنقتل او نعتقل".

"حينها كنا نحاول الدخول الى مداخل الابراج للاحتماء من الرصاص لكن مع الاسف كلها كانت مغلقه احدى الابراج لم يكن بابها مغلق فطلبنا من بعض النساء الصعود الى اى شقه وطلب الاختباء عندهم فرفض السكان وطردوهم , ثم حدث انفجارين شديدين فى شارع الطيران اهتزت لهما الابراج الشاهقه ولا اعلم سببها".

"وجدت سياره لرجل يحمل فيها اطفال وشباب صغير السن وكانوا ابناء اصدقائه يحاول الخروج بهم وكان فى السياره ولد وابيه واقف خارج السياره يودعه والولد يبكى لان ابيه سيبقى وربما سيُقتل والاب كان يبتسم فى وجه ولده ويقول له "ماتخفش انا هوصل البيت قبلك" وبعد ان تحركت السيارة  ظل الاب يبكى" .

الساعة الان الخامسة و النصف المشهد لم يتغيركثيرا و لكن المعتصمون فوجئوا بمكبرات صوت موضوعه على احدى المدرعات وبصوت عسكرى صرف يطلب منهم  الاستسلام وتوفير ممر امن للخروج فاتفق الناس على الاستسلام والخروج لانه كان يوجد بينهم  عدد ضخم من النساء والاطفال , و خرجوا من شارع النصر وكان رصاص القناص يُطلق عليهم وهم  فى طريقهم  للخروج ولكن هذه المره لم يكن احد منهم  يهرب من الرصاص او حتى يحاول الاحتماء بشيء ، وتحركوا  فى اتجاه جامعة الازهر ثم الى فندق الماسه ثم الى مقر حى غرب وشرق مدينة نصر ولم يعتقلوا احد منهم

" فى طريقى للخروج نظرت فوجدت عدد من المعتصمين مقبوض عليهم فى يوسف عباس والداخليه تجعلهم يزحفون على ايديهم وارجلهم على الارض مثل الحيوانات,عددنا كان يقارب 10.000 فرد, وعندما وصلنا الى مقر حى غرب وشرق مدينة نصر وجدت آثار اشتباك عنيف هناك بين احدى المسيرات التى كانت تحاول الدخول الينا وبين الجيش منذ ظهر اليوم وعلمت بمقتل عدد منهم على يد الجيش, وكان هناك لجان شعبيه من البلطجيه فى كل مكان يسرقون مامعك واى ملتحى كان يُضرب لدرجة انى اضطررت للذهاب من مدينة نصر الى منطقة المقطم حتى ارجع الى بيتى فى شبرا".

و يختتم الشاهد قائلا : 11 ساعه من القتل الشديد ونحن عُزل من دون سلاح ومع ذلك قاومنا قدر استطاعتنا المكان الذى كنت انام فيه فى رابعه هو نفسه المكان الذى كنت متواجد فيه عند بداية الهجوم ثم انتقلت الى شارع النصر ثم انتهى بى المطاف للاستسلام فى نفس المكان الذى خرجت منه رحم الله من قتلوا وتقبلهم فى الشهداء ولعن الله كل من تكلم عنهم بسوء.
يؤكد الشاهد ان شهادته كانت عن الاتجاة  الايسر للسيارت فى شارع النصر  فقط ولا يعلم  ما يحدث فى الاتجاه الايمن لانه كان يفصل بيننا الخيام , بمعنى ان كلامى يعتبر 1/8 مما حدث فى هذا اليوم.

شاهد عيان - 58 -

أحمد عبد الحكيم عيسى


روى المواطن أحمد عبد الحكيم عيسى شهادته علي مجزرة فض اعتصام النهضة الأربعاء ـ 14اغسطس ـ مؤكدًا أنه تم حرق عدة خيام بمن فيها أحياء وأقتحام المستشفي الميداني واعتقال الأطباء والمسعفيين.
وقال عيسي: "كانت ليلة الأربعاء كغيرها من الليالي التي عشناها في ميدان النهضة نقوم بترتيب ما سنفعله في الصباح .. استيقظنا في الساعة السادسة حيث كان عندنا وقفة أمام محافظة الجيزة من الساعة السابعة وحتى العاشرة صباحا.. بدآ الناس في الانطلاق إلى مقر محافظة الجيزة وبقيت أنا ومجموعة من الشباب ..فوجدت الأخبار بأن هناك ضرب وبداية لمحاولة فض رابعة" 
وأضاف: "بقيت أنا ومن معي من الشباب وبعد نص ساعة أو أقل من بداية الضرب في رابعة بدأ عندنا الضرب في النهضة و بدأت الطيارات تطير فوق الميدان بارتفاع منخفض وبدأ ضرب الغاز بشدة وبعده بدأ اقتحامهم للميدان بالمدرعات وضرب طلقات النار علينا مباشرة وضرب الخرطوش "
واستطرد: "اقتحموا الميدان من اتجاه تمثال النهضة وبين السرايات ودخلوا من حديقة الأورمان أيضا بقوة عنيفة وبدأ البلدوزر يدخل الميدان لا يُبقى خيمة إلا وأزالها في طريقة .. ثم بعدها بدأوا في حرق بعض الخيام التي كان في داخلها أشخاص وتم حرقهم أحياء "
وأكد أنه كان هناك خيمة بها أربع أشخاص كلهم حُرِقوا تماما كما اقتحموا المستشفى الميداني بشكل همجي واعتقلوا أكثر من كان فيه من أطباء ومسعفين.
وقال : "لم أنسى الأخت التي كانت تجري في الميدان بحثا عن ابنها وزوجها ثم فجأة توقفت أمام شئ مرمي على الأرض ومغطّى .. رفعت الأخت الغطاء لتجد من تحته زوجها وابنها شهداء"
وأوضح أنه أدخل عدد من المصابين إلي مبني كلية الهندسة ثم اشتد الضرب عليهم بالميدان ودخلت المدرعة تريد أن تدهس المعتصمين فاحتمي هو الآخر بمبني كلية الهندسة.
وأكد أنه كان ما يقرب من 500 إلي 700 فرد داخل الكلية محاصرين من قوات الأمن والجيش لا يستطيعوا الخروج، وبعد أقل من ساعة بعد أن انتهوا تماما من القضاء على الميدان وتخريب كل ما فيه بدأوا الضرب داخل الكلية بقنابل الغاز ورالصاص بشكل جنوني علي حد قوله.
وتابع: احتمينا داخل مباني الكلية وكان معنا اصابات كثيرة أخذت دكتور وقلت له تعالى معي الى مقر العيادة في الكلية نأخذ منها ما تحتاجونه لاسعاف المصابين" .
وأضاف: " كان هناك أربع حالات ارتقت أروحاهم إلى الله تشكوا ظلم الظالمين فلم يستطع الأطباء اسعافهم نظرًا لضعف وقلة الامكانيات و جائتنا الأخبار أن هناك مسيرة ضخمة قادمة من عند مقر محافظة الجيزة بشارع الهرم لتخليصنا من الحصار إلا أن المسيرة تم مواجهتها من الأمن بقوة عند نفق الهرم وتم ضربها بالنار الحي وتم استشهاد 25 شخص لم تستطع المسيرة أن تأتي إلينا".
وأوضج: " ظللنا في الحصار حتى الساعة الثامنة ثم خرجنا من الكلية في اتجاه الجيزة، ووصلنا إلى ميدان الجيزة مررنا من أسفل الكبري وفجأة وجدنا أعداد كبيرة من البلطجية ومهم سيوف وأسلحة بيضاء .. هجموا علينا بعنف شديد وكانوا بياخدوا كل الشنط اللي معانا والفلوس والموبايلات .. ثم رأينا الموت يقترب منا بشدة"
وأختتم: "تمت اصابة الكثييير على أيدي البلطجية وتم نقلهم الى مستشفيات للعلاج وتم اعتقال جزء آخر من قِبل الشرطة".

شاهد عيان - 57 -

أحمد سمير


اهلي كلهم كانوا معتصمين كنت متقطع في الاعتصام معهم ولكني حضرت مجزرة المنصه ..... وفي يوم الفض تليفوني يرن الساعه 7 صباحا اخي محمد اصحي بيفضوا الاعتصام ,اغتسلت واتجهت لرابعه قاصدا الشهاده وفي الطريق اتصلت باقاربي واصدقائي للاطمئنان عليهم.... تليفوني يرن مصعب (ابن خالي) الحق مصطفي اخويا انضرب رصاص حي بقيت عايز سائق التاكسي يطير من هول المفاجأه نسيت اساله الرصاصه فين اتصلت تاني مصعب الرصاصه فين قالي في رجله , اتصلت بمصطفي مرارا وتكرارا تليفونه مغلق . وصلت عند مسجد نوري خطاب حاولت الدخول من شارع الطيران فشلت الي ان استطعت الدخول من شوارع جانبيه ,,ما ان دخلت جريت علي المستشفي ابحث بين الشهداء والمصابين عن مصطفي لم اجده ولكني لم اتمكن من حبس دموعي لهول ما رايته ..... تليفوني يرن (خالي) الو ايوا يا حاج انتوا فين قالي مركز رابعه تعالي بس خلي بالك من القناصه.. وذهبت ورايت مالم اري طول حياتي من جثث وجرحي ورايت مصطفي (ابن خالي ) اقرب شخص لي قالي الحقني انا مش قادر لقيته بينزف جبت الدكتوره تغيرله علي الجرح شالوا القطن والشاش يااااااااه ما هذا انا لم اري اصابه في عمري كهذه من ايام ثورة يناير ومحمد محمود ومجلس الوزراء قولتله يا عم ده بسيطه مع اني لم استطع النظر الي الجرح وقلت له انت هاتستهبل ومشيت مع الدكتوره بعيد شويه وقعدت ابص في وجوه المصابين والشهداء سبحان الله ابتسامه لم اراها في حياتي ... امام ثلاجة الموتي اخت لنا تقيد اسماء الشهداء فجأه انهارت ايه اللي حصل !!!! اخوها شهيد بتكتب اسمه يا اللللللله ....خرجت وصلت للميدان الشباب شايلين حد وسعوا السكه باشوف ايه ده راجل كبير عنده يجي 60 سنه شايلينوا وواحد شايل مخه لااااااااا ...... روحت للمنصه وجدت واحد بيقوللي خد الكرتونه ده ابعتها المستشفي الميداني خدتها وهوا شال واحده زيها وجرينا في شارع الطيران مره واحده لاقيته وقع جنبي ومخه في الارض يااااااااااااااه ما هذا ايحاربون اليهود ام يحاربون اشخاص عزل قد تواجدوا للدفاع عن قضيه مؤمنين بها .... اخدت الكرتونه وجريت علي المستشفي ويالعجب ما رايت اعطي التمر للمصابين يقلولي جزاكم الله خيرا صائم ايه ده هوا انا فين هوا انا فين من الناس ده علشان كده ربنا منولنيش الشهاده (هيا الشهاده بترمرم) .....نزلت اطمن علي مصطفي رساله جاتلي صديقي خلاد استشهد ايه ده مش مصدق نفسي وعمال اعيط.... مصطفي قالي مالك قولتله خلاد مات مبقاش عارف يرد عليا .... بعد قليل صديقي عمر حمدي يعبر من امامي شهيد... قولت لازم اقف في الصفوف الاولي وانا طالع لاقيت المدرعه وصلت المستشفي جريت استخبيت مع اخواتي ورا كاونتر رخام وهما اشتغلوا ضرب بالألي علينا , مفيش حد امامهم غير مصابين ومتوفين بتضربوا في مين يا كلاب سلميييييين والله... شويه وعملولنا ممر امن من عند مركز رابعه قولت لاصدقائي زين وسامح خدوا مصطفي وانا وخالي هانجيب ام مصطفي ونطلع وذهبت للمسجد لاخذها ايه ده المستشفي بتتحرق اخواتنا جوا ومحدش عارف يجيبهم بقيت مش قادر اقف علي رجلي اخدناها ومشينا بقيت مش قادر اتكلم من هول الصدمه ......اللهم ارحم شهدائنا

Tuesday, September 17, 2013

شاهد عيان - 56 -


عمر الفاروق
https://www.facebook.com/omar.elfarouq



في هذة الحلقات سأتناول شهادتي ببعض التفصيل ﻷحداث مجزرة الفض وما تبعها وما قبلها؛ وكيف كنا نستعد للأمر ؟! وكيف صارت الأمور والتطورات خلال 12 ساعة دامية من تاريخ مصر !!
-----

#مجزرة_الفض ( الأربعاء 14 أغسطس 2013 م ) كنت شاهداً .. ( الحلقة الأولى )
:
* ليلة مجزرة الفض كنت متواجداً ب #المستشفى_الميداني ب #رابعة_العدوية كالعادة؛ تواترت الأنباء عن تحركات مريبة للأجهزة الأمنية بالقاهرة ومحيط مدينة نصر؛ قمنا فوراً بإعلان حالة الطوارئ (في حدود الواحدة بعد منتصف الليل) تقريباً؛ تم إستدعاء كافة الأطقم الطبية وإستنفار جميع العاملين بالمستشفى الميداني تحسباً لفض الميدان أو حدوث أي طارئ لا قدر الله ! 

"بالمناسبة إعلان حالة الطوارئ والإستنفار بالمستشفى الميداني إجراء كنا نسارع إليه فور ورود إلينا أي معلومات عن تحركات لقوات الأمن أو البلطجية؛ وأيضاً عند خروج مسيرات يتوقع الإحتكاك بها واتخذ عشرات المرات قبل مجزرة الفض"

* عند الثانية والنصف بعد منتصف الليل "تقريباً" تم إعلان فك حالة الطوارئ "مؤقتاً" مع بقاء الجميع في حالة تأهب لترك الفرصة لفريق المستشفى الميداني لتناول طعام السحور وأخذ قسط يسير من الراحة؛ ثم صلينا الفجر وخلد الجميع إلى النوم.

* لم يتسنى لنا تناول طعام السحور في هذا اليوم وكنا نتوقع يوم عصيب ؛ صليت الفجر وبعد قليل خرجت ﻷول مرة ﻷتجول في الميدان منذ بداية الإعتصام ( لم أكن أعلم اني ألقي عليه النظرات الأخيرة وأودعه قبل أن يقتلوا فيه كل شيئ!! ) لاحظت وجود كثيف ﻷفراد أمن الميدان خصوصاً في محيط المنصة وسيارات البث والمستشفى الميداني؛ وتم غلق الكثير من الطرقات بشكل لافت للنظر!

* بعد جولة قصيرة صحبني فيها أحد أعضاء الفريق الإعلامي بالمستشفى غادرنا الميدان من بوابة الطيران ( خلف المنصة ) لنبحث عن مطعم نقتات منه  ! لم نلحظ أي تحركات غريبة أو إجراءات إستثنائية .. فقط بعض الحذر والترقب من الجميع !! ؛ عدنا للميدان في حدود السادسة تقريباً ؛ تركني صديقي أمام المركز الإعلامي بقاعة 2 واضطر ان يغادر الميدان ﻷمر هام؛ واصلت طريقي للمستشفى وبعد دقائق بسيطة هاتفني صديقي ليخبرني أن مدرعات الجيش تتحرك الآن أمام مقر النادي الأهلي بمدينة نصر ثم قام بإلتقاط صورة وأرسلها لي عبر الواتساب! 

* على الفور أخبرت المنسق الطبي للمستشفى وبدوره قام بإيقاظ الجميع وإعلان حالة الطوارئ؛ في خلال دقائق بسيطة للغاية كان الجميع على اتم الإستعداد وتم مراجعة الأطباء والتمريض والفريق الإعلامي وفريق التوثيق والأمن .. الجميع يؤكد على جهازيته التامة .. تم توزيع أقنعة الغاز والنظارات على الجميع .. استمعنا لكلمة قصيرة من أحد منسقين المستششفى .. المعنويات كانت في السماء .. الكل يعرف دوره جيدا .. الآن نتنفس الصعداء .. المستشفى على إستعداد تام ﻹستقبال الحالات !



#مشاهد_من_المذبحة
:
لم يكن الإسعاف متعاوناً معنا .. كان يقف ليشاهدنا نقتل دون أدنى تدخل !!
خرج المسعفين التابعين للمستشفى الميداني بزيهم المميز يحاولون القيام بالدور المنوط بهيئة الإسعاف القيام به ؛ حملوا رايات بيضاء ولوحوا بها للعسكر يريدون أن يخبروهم اسمحوا لنا فقط بنقل المصابين خارج المستشفى لننقذ حياتهم .. لكن لا حياة لمن تنادي !!

يأس المسعفون من إستجابة قوات العسكر ..
حاولوا هم إخراج المصابين على نقالات المستشفى ..
فور إقترابهم من بوابة الخروج تم قنص إثنان منهم بشكل مباشر وكان مصيرهم هو نفس مصير الجثامين والإصابات التي ارادوا نقلها ..



#مشاهد_من_المذبحة (2)
:
بعد أن أجبرنا العسكر بقوة السلاح وتحت وابل من النيران والغاز المنهمر على إخلاء #المستشفى_الميداني "مع عدم السماح لنا بإصطحاب المصابين أو جثامين الشهداء خارج المستشفى" رفضت طبيبة فاضلة الإمتثال لأوامرهم وترك المكان قبل أن تكمل علاج المصاب الذي بين يديها وصاحت في ضابط الجيش : 

"حرام عليكم سيبني أكمل علاجه وأحاول أنقذ حياته وهخرج" 

فرفض ضابط الجيش طلبها فأصرت على موقفها ورفضت الخروج وترك المصاب .. فما كان من هذا الضابط إلا أن أخرج مسدسه وقام بتصويبه إلى المصاب وأطلق الرصاص وأرداه قتيلاً وصرخ فيها قائلاً أهو مات خلاص أخرجي بقى !!



#شهر_على_مذبحة_رابعة في هذة الأثناء كنا نجلس بالطابق السادس من مركز رابعة الطبي ( بعد أنا نقلنا المستشفى الميداني هناك ﻷن العسكر كان قد اقتحم الأولى ) نمارس عملنا والجثامين حولنا ونعاني من تكدس شديد نتيجة لوحشية العسكر وقتلهم للالاف من المعتصمين السلميين ولا مكان لموضع قدم في كل المركز ؛ لم يسلم طاقم #المستشفى_الميداني من نيران العسكر .. اثنان من الأطباء يمارسان عملهما بالطابق الثاني والثالث تم استهدافهما من خلف الزجاج من قبل قناصة العسكر ولقيا نفس مصير من كانوا يحاولون إسعافهم !!
_____________________________________________________

#شهر_على_مذبحة_رابعة الان بدأ الهجوم على #المستشفى_الميداني بالرصاص الحي والغاز .. القوات تقترب أكثر فأكثر .. اقتحموا الطابق الأول .. المستشفى بطوابقها ال6 جميعها تكتظ بجثامين الشهداء وانات المصابين .. مازلنا في الطابق السادس .. لا ندري تحديداً ماذا يجري بالأسفل ! دقائق وشاهدنا من النوافذ بعض أطباء المستشفى يغادرون المبنى تحت تهديد السلاح !! مازلنا نحن بالأعلى نمارس عملنا !!
_____________________________________________

#شهر_على_مذبحة_رابعة الجميع غادر المستشفى الميدانبي تقريباً ؛ نحن مازلنا بالطابق السادس !! أدركنا أننا أمام مصيرين لا ثالث لهما ؛ إما الموت أو الإعتقال !!

أصدرنا بيانا سريعاً أعلنا فيه أننا نغادر المستشفى تحت تهديد السلاح وتركنا خلفنا المئات من جثامين الشهداء والمصابين وحذرنا العسكر من المساس بهم وحملناهم المسؤولية الكاملة عن ما قد يحدث لهم لاحقاً !!

كنا ندرك أن من قتل من الممكن أن يحرق ويسرق وكنا نتخوف من حدوث ذلك وقد كان !!
__________________________________________________

#شهر_على_مذبحة_رابعة في هذة الأثناء تقريباً بلغ منا التعب مبلغه ؛ أصابنا الإعياء جراء إختناقنا الشديد من تدافع الغاز الينا وأحسست بعجز القناع عن القيام بدوره ! كان أمامنا طريقتين للموت .. إما خنقا بالغاز أو برصاصة غادرة حقيرة !
يا لسخرية القدر ! جيشنا الحبيب ترك لنا الخيار إما الموت أو الموت ... ليس هناك حياة !! 

توكلنا على الله وغادرنا مكاننا وبدأنا في الهبوط طوابق المستشفى الست !!
______________________________________________________

#شهر_على_مذبحة_رابعة في طريقنا للهبوط نمر على الطوابق السفلى نشاهد الدماء في كل مكان ؛ الجثامين تفترش الأرض حتى دورات المياة !! لا كرامة لميت !!
يدور شريط الذكريات سريعاً .. هنا صلينا .. هنا تسامرنا ... هنا دعونا الله ... هنا قضينا أجمل أوقات ... هنا شاهدنا دماء إخواننا تسيل !!! 

يا الله .. قتلوا كل شيء .. هل يمكن أن تسمح لهم بالمرور بعد كل هذة الدماء ؟!
______________________________________________________

#شهر_على_مجزرة_رابعة بينما نحن نواصل طريقنا في الهبوط للطابق السفلي شاهدنا موقف يشيب له الولدان ..!!
طبيبة تملك كل مقومات الإنسانية تقاوم ضابط منعدم الإحساس والمشاعر يريد أن يجبرها على مغادرة المشفى قبل أن تكمل علاج المصاب الذي بين يديها .. ترفض الطبيبة الإنصياع لهذا الفاقد للإنسانية .. يصر الضابط على طلبه وتصر الطبيبة على موقفها .. الإنسانية في مواجهة الهمجية والسلاح !! 

يخرج الضابط سلاحه يوجه للمصاب ويطلق الرصاص فيرديه قتيلاً ثم يصيح في الطبيبة ... ارتحتي كدة ؟! أهو مات خلاص .. اخرجي بقى !! 

أبعد هذا يمكن أن يمروا يا الله ؟!

عمر الفاروق ..
المنسق الإعلامي للمستشفى الميداني برابعة العدوية
28-8-2013

شاهد عيان - 55 -

اسماعيل عمرو عمارة


شهادتى على فض ميدان الحرية والعزة ميدان "رابعة" 14/8/2013
.
.

أولاً أنا مش راجل علشان مكنتش فى الصفوف الأمامية وكل اللى استشهدوا هما الرجالة الحقيقيين .. ووالله طو 14 ساعة متواصلة ماشفتش أى سلاح مع حد من المرابطين 

(المشهد الأول)

الساعة 5:00 :انتهينا من صلاة الفجر واتصلت بوالدتى قلتلها أنا هرجع على الضهر عشان احتمال يقتحموا فمش هسامح نفسى لو سبت الناس هنا ونمت فى العربية جنب بوابة التأمين
6:40 : صحيت على صوت ضرب رصاص ونزلت وقفت فى ظهر شباب التأمين اللى فى ظهر المستشفى المركزية
7:00 : الضرب جاى من كل حتة وغاز خانق ومصابيين بيعدوا قدامنا 
7:30 : داخل أنا و 2 تانين من باب كده فىه الحمامات والوضوء وسمعين رصاص قناصة بيعدى جنب ودننا جاى من ورانا فجرينا على الباب واحد دخل يمين وأنا دخلت شمال ونطيت ورا شكاير أسمنت واللى فى النص دماغة انفجرت والناس شالوه 
قعدنا مستخبين تحت عمراة والرصاص بيعدى من فوقينا ويرشق فى العمارة 
7:45 : لقيت واحد مستخبى معانا بيقول احنا لازم نطلع ننقذ اخواتنا فلمحت فى جيبة علبة سجاير فقلتلة انت هتموت كمتن شوية يا ريت تبطل سجاير قالى عندك حق وراح فاجئنى راحى مطلع كل السجاير وقطعها ورماها على الأرض 
8:15 : طلعنا من المكان ده وقعدت أفكر فى ازاى أنا هموت ففضلنا قاعدين فى مكانا وصوت الرصاص والقنابل يصموا الاذان والغاز قاتل
8:45 : وصلت مسيرة كبيرة والناس بدأت تكبر والخوف راح 
9:00 :حاولت أعدى عشان أخش المسجد من ورا عشان نعرف نطلع على الميدان بسكان فيه حتة مكشوفة حولى 2 متر القناصة كانوا بيموتوا أى حد يعدى منها فالناس كانت بتهدى قبليها وتعدى جرى ..المكان ده فى ظهر مستشفى رابعة المركزى

(المشهد الثانى)

9:30 : عرفت أدخل محيط المسجد والناس هناك كانوا شايلين جثث وبيحاولوا يخرجوها برة الميدان اللى مخة طالع من دماغة واللى واخد رصاص فى باطنة ,الأطقم الطبية قاعدة بتعمل جراحات فى الشارع واللى رجلة مفتوحة بتتخيط وبيتشال منها رصاص واللى دماغة بتتخيط
طلعنا على الميدان بين المستشفى الميدانى والمنصة كل الدنيا محروفة بما فيها المستشفى الميدانى الستات مبيجروش الرجالة بيزعقوا فيهم عشان يرجعوا , قعد يتظرب علينا من رشاش الدبابات فرحنا نطين على الأرض مسخبيين ورا الباب بتاع صور المسجد ومات ناس كتير بس مفيش حد عارف يجيبهم من على الأرض علشان القناصة والسلاح الالى بيضرب علينا وفى ناس ميتة فى وسط النار
10:30 : رحت عشان أشوف العربية لقيت الزجاج مكسور والظهر سايح وعربيتين جنبى متفحميين فخدت العربية عشان أحطها فى مكان تانى لقيت فى جثث وناس مصابة عاوزيين يتنقلوا لأى مستشفى عشان مفيش اسعاف ففكرت لحظات كده وبعدين توكلت على الله فواحد ركب معايا واخد خرطوش فى كليته وبعدين واحد قالى يا أخى ممكن بس تاخد واحد معاك لأقرب مستشفى ففتحنا العربية لقيت الناس شايلا واحد فى بطنية واخد 3 رصاصات واحدة فى صدرة وبطنة 
10:45:رجنا مستشفى لقيناها مقفولة جينا نروح على مستفى الـتأمين المصاب اللى جنبى قالى مش هيستقبلونا عشان واخدين تعليمات من أمن الدولة وصلنا فى الاخر لمستشفى بعيدة جداً والمصابيين نزلوا 
12:15 :و أنا طالع من المستشفى واحد قالى خدنى معاك طلعنى على الطريق وبعدين سألنى انت رايح فين قلتلة رايح رابعة قالى بجد خدنى معاك أنا عاوز أموت وبعدبن ماشيين راح قالى ممكن أشرب سجاير فى العربية قلتله يا عم انت داخل تموت قالى عندك حق 
1:00 : وصلنا الميدان فلقيتة متحمس يخش قلتلة طب استنى نصلى الظهر قالى بس أنا عاوز أتطهر الأول قبل ما أتوضا أعمل ايه فقلتله , وبعدين قاللى أنا أصلا مابصليش بس هصلى عشان ممكن أموت , وبعدين صلينا وقالى ربنا يخلينى أواظب على الصلاة , ةحسيت ان هو متحمس جداً فلقتلة فين الأماكن اللى فيها قناصة زضرب وقلتلة خليك جنبى عشان كنت خايف عليه من حماسة وبعدين اتشغلت وملقتهوش جنبى دخل على جوة و معرفش مات ولا لأ 
من 1:30 --4:30 : قعدنا فى كر وفر نتقدم يضرب علينا غاز ورصاص وخرطوش وناس تستشهد ويتشالوا ويكفنوا الشهداء على الرصيف والمصابيين يتعملهم جراحات مفتوحة فى الشارع 

(المشهد الثالث)

6:00 : مصابيين وشهداء رموهم بره المستشفى المركزى اللى فى ضهر المسجد والله المصابين متشالين على عربيات التين الشوكى كل اتنين على عربية .. واللى ملموم فى بطاطين بتخر دم .. واللى بيتكفن فى الشارع ومش و دماغة مخرومة ومبتسم .. واللى متكفن بس عاوزيين ينقلوه اخر الشارع بس مفيش عربيات ..واللى متكفن والناس بتجرى بيه يروح واقع من على كتفهم .. واللى ميت ومتخشب وعطينة على كرسى متحرك كل شويق يقع منه على الأرض 

وقع حتى الان أكثر من 2000 شهيد لن يثنينا ما حدث عن الدفاع عن الحق والنصر ات فاصبروا 

والله على ما أقول شهيد

Saturday, September 14, 2013

شاهد عيان - 54 -




عماد الدين السيد


يوم فض رابعة قضيت معظم الوقت مع
 Almowhed Ballah Abdelrhman 
و محمد ماهر عقل ... كنا خلف مسجد رابعة في شارع موازي لشارع الطيران، وطلعت مع موحد صورنا من فوق
 العمارة اللي تحت الإنشاء، وكان المعتصمين قاعدين فيها بيحدفوا طوب ومولوتوف على المدرعات اللي كانت تحتهم ... ساعات يردوها وساعات تتقدم ... وكان أي حد بيطلع راسه من الشباك أو البلكونة بيتقنص فوراً ... والمعتصمين كانوا مش عارفين يستخدموا المولوتوف كويس والمولوتوف مكانش بيولع كويس، و Omar Ismail قال لي وإحنا في العمارة إن فيه واحد جه يولع زجاجة مولوتوف راح مولع في الصندوق كله ولولا ستر ربنا وإنهم رموا الصندوق كله من العمارة كان زمانه حرق نفسه واللي حواليه ... وبعد كدة تلاقي واحد يقول لك إن الإخوان مسلحين ... ده أنا مشفتش ناس مش عارفة تتعامل مع المولوتوف بالشكل ده !

بس اللي متقدرش تنكره هو الصمود ... الأعزل اللي واقف في وش جيش دولة وقادر يصمد عشر ساعات كاملة ... ومش خايف ... والله مش خايف ... ولو خايف فواقف مكانه ثابت ... باسم يوسف - الله يجازيه على أعماله - خلى ناس كتير من الشعب تصدق إن هتافات الإخوان: ع القدس رايحين شهداء بالملايين، كلها مبالغة، وإنهم بيجاهدوا بالهتافات بس ... وضحك وضحك الناس عليهم ... بس اللي شفناه في رابعة كان غير كده ... شفنا شباب ونساء وأطفال وشيوخ واقفين صامدين في وجه جيش دولة بيضرب بالرصاص الحي والقنابل الحارقة وقناصته في كل مكان ... عشر ساعات كاملة من الصمود تُدرس في كتب المقاومة ... شعار رابعة أصلاً هو شعار مش للنصر إنما شعار للصمود العظيم ... باسم اخترع الكدبة علشان يضحك الناس ... والناس صدقت الكدبة وضحكت ... واللي اتضحك عليهم يوم ما صمدوا واتقتلوا ... باسم ماعتذرش ... باسم بص بعيد وسكت !

ومن كتر التعب نمنا أنا وموحد في العمارة يمكن نص ساعة أو أكتر شوية ... على كوم رمل بينما صوت الرصاص في كل مكان حوالينا ... ومعرفناش ننام في الأول لإننا كنا قلقانين أحسن يكونوا اقتحموا العمارة، بس في الآخر قررنا ننام واللي يحصل يحصل ... أو التعب هو اللي غلب القلق ... مش عارف بقى ...

كنت سبت الميدان على حدود الساعة تلاتة الفجر ... بس رجعت أول ما بدأ الفض ... أنا وموحد و Mohannad Galal وأول ما دخلنا اتفرقنا ... مكانش معايا قناع غاز بس كانوا بيوزعوا في رابعة ... والأستيك بتاع القناع اتقطع وموحد لما قابلته تاني بعد كدة ربطه لي ... ربنا يجازيك خير يا موحد ... ورحت ناحية ميدان المنصة وفضلت قاعد ورا جدار مع ناس كتير قاعدين بس ... مجرد إحساس إنهم بيحموا المكان حتى لو مش معاهم أي سلاح ... واحد منهم كان بيتكلم في التليفون وبقول لقريبه: بيضربوا علينا رصاص حي ... وبعد كدة سكت شوية ووشه إحمر وزعق وقال: أسيب المكان يعني إيه ... مش هاسيبه طبعاً ... هو إحنا بنقول إننا بننصر الحق ويوم ما ييجي وقت النصر نسيبه ونمشي. اتصابت وقتها بخرطوشة في إيدي جت لي وأنا بحاول أصور المدرعات

رجعت على ناحية طيبة مول، وشفت بقى مشهد مش قادر أنساه، كانت المدرعات على حدود المستشفى الميداني ... لما شفت المدرعات اتخضيت فعلاً من المشهد ... دي مدرعات وأسلحة زي اللي بنشوفها في الحروب الكبيرة ... ولقيت شباب واقفين بيضربوهم بطوب ... المشهد كان هزلي فعلاً ... طوب إيه اللي ممكن يأثر في دبابات بالشكل ده ... ولقيت نفسي فجأة واقف مع شاب ماسك باب حديد أو صفيح مش عارف ... والمدرعات محاصرانا من ناحيتين ... وسمعت صوت طلقات خرطوش بيخبط في الباب ده ... وأنا فاتح الكاميرا وباصور ومش عارف باصور إيه ... والشاب مع كتر الخرطوش اللي بيخبط في الباب بص لي وضحك وقال: كدة مش هينفع ... كان شاب شيك جداً وباين عليه مش بتاع بهدلة. بس الموقف كان عبثي لأقصى درجة ... وأعتقد إنه مجاش على باله إنه يقف ماسك باب حديد قصاد مدرعتين عاوزين يقتلوه ... حاولت أبعد شوية عن الباب واصور راحت خرطوشة خبطت في صدري وقطعت التيشيرت بس الحمد لله ماكملتش ... رجعت بسرعة وانا مش مصدق اللي بيحصل ... وبعد شوية لما بعدت كتير ورحت ناحية شارع الطيران اكتشفت إني سبت الشاب ده مع الباب لوحده ... وفكرت إن الحل الوحيد علشان يكون لسة عايش إنه يكون قرر الرجوع لورا وهو ماسك الباب ... بس يا ترى رجع ولا فضل واقف ... زي كتير فضلوا يتحركوا خطوة واحدة لورا من كتر إيمانهم بالفكرة

وقابلت موحد وقال لي إن مهند اتصاب برصاصة في رجله، رحنا له لقيناه في خيمة ورجله مربوطة وكان فاكر إن الرصاصة لسة في رجله ... عكزناه وأخدناه على عمارة كانوا حولوا مدخلها لمستشفى علشان كان يعرف حد جوه ممكن يطلع له الرصاصة. سبناه عند مدخل العمارة ورجعنا تاني نصور عند شارع الطيران

كان الميدان فيه خطوط قنص كتير ... قناص كدة يقف وياخد له خط بيقطع الميدان وأي حد يعدي يقنصه فوراً ... علشان الناس متتجمعش وتفضل متفرقة في مجموعات قصيرة ويقطع كل خطوط الإمدادات والمساعدات ... وشفنا ناس كتير ماتت قدامنا في خطوط القنص دي ... وجربت لأول مرة أجري بسرعة وأوطي راسي عاى أمل إن القناص ميلحقش يضرب ... وصورت مع محمد ماهر عقل تقرير على خط من خطوط القنص دي ورا جامع رابعة وهو بيشرح الفكرة والناس وهو بتوطي وتجري ... بس للأسف لما العسكر مسكوني آخر اليوم وضربوني أخدوا الكاميرا وأخدوا كل اللي صورته معاها 

آخر اليوم، ومن كتر القتل اللي شفناه، بقيت بامشي وسط الميدان ومش فارق معايا خطوط القنص دي كتير ... ورحنا أنا وموحد صلينا العصر قدام منصة رابعة مع ناس تانية ومخفناش رغم إنهم العسكر كانوا وصلوا خلاص على بعد 200 متر أو أقل من جامع رابعة ... كنت وصلت لمرحلة من قريبه من اليقين إني مش هاموت لإني ماستحقش ... لإني قلبي بعيد عن الإيمان ... ولإن ربنا بيصطفي الشهداء وانا أكيد مش منهم ... فبقيت ماشي مش خايف أوي ... وبسمع صوت الرصاص جنب ودني بيزن ومش قلقان ... بس في لحظة لقيت الناس بتنده عليا بسرعة أنا وموحد ... بصينا لقينا مجموعة قاعدة تحت خيمة جنب المنصة وبيقولوا لنا تعالوا لإن فيه قناصة ... قعدنا وسطهم ... وبصيت حواليا ولقيت شيوخ كبيرة وشوية شباب ... قاعدين مش عاوزين يسيبوا الميدان بس مش في ايديهم حاجة يعملوها غير الصمود ... وحسيت لأول مرة بشعور الزمرة المؤمنة ... وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً ... وفرحت أوي وقلت بيني وبين نفسي إني هاتباهي قدام ربنا بالكام دقيقة اللي قعدتهم وسط الناس دي ... بس قررنا نمشي في النهاية لإننا كان لازم نوثق اللي حصل ده ... وللأسف الكاميرا أخدها العسكر ومبقاش فاضل عندي غير شوية كلام ... وقلب بيتعامل مع الحياة بطريقة مختلفة

Sunday, September 8, 2013

شاهد عيان - 53 -


خالد الشافعي


من مشاهد المجزرة
 :
- علمنا ليلتها أن الفض سيكون الليلة وليست مجرد اشاعات ومع ذلك لم يخطر مجرد خاطر ببالنا أن نغادر
- قبل السابعة صباحًا بقليل كنت أنا ورفيقي عند بوابة التأمين حين ظهرت طلائع جيش الاحتلال
- لآخر لحظة كان عندي أمل أنهم لن يفضوا الاعتصام وأنها مجرد مناوشات
- بدأ إطلاق الغاز بكثافة وبدأت ملحمة صمود أسطورية
- ظهرت ثلاث سيدات منتقبات بدا من حركتهن أنهن متقدمات في العمر ظهرن في الخطوط الأولى للمواجهة ، بذل الشباب معهن محاولات مستميتة ليتراجعن دون جدوى ، كن يهتفن هتافًا مختلطًا ببكاء شديد وبدأن في جلب الطوب والحجارة للرجال وأظن أنهن قتلن في أول من قتل
- كان الغاز كثيفًا ومميتًا وبدأ تساقط الأطفال كالدجاج
- لم ألحظ محاولة واحدة من جانب المعتصمين للهروب من المعركة
- ظهرت جرافة عسكرية مصفحة اربكت حسابات المقاومين وتمكنت من التقدم سريعًا وهزيمة أكياس الرمل
- سرعان ما تجمع المقاومون من جديد وتمركزوا عند بناية كبيرة تحت التشطيب ومن فوقها وحولها صمدوا ١١ ساعة متواصلة وأذاقوا قوات الاحتلال سوء العذاب
- كانت الجرافة المصفحة تقتلع كل ما يقابلها حتى حملت السيارات كاللعبة وطوحتها في الهواء وأعمدة الإنارة بعد أن قطعوا الكهرباء مسبقًا
- صمد الشباب صمودا معجزا أمام اطلاق نار جنوني واطلاق غاز مسعور
- تشكلت فرق خلع بلاط الارصفة وفرق تكسيره وفرق توصيله للرماة
- تشكلت فرق خلع اخشاب الشجر وجمع كل الزجاجات البلاستيكية وتم اشعال نيران جبارة في طريق المصفحة ولا اعلم الى الان كيف لم تنصهر
- أول رقم ضحايا سمعنا به كان وصول عدد الضحايا لمائتين وقد فجعنا ذلك
- بسبب جسارة الصمود وبعد ٥ ساعات من المقاومة بدأ جيش الاحتلال في استخدام الطائرات في القصف وانتشر القناصة على مباني الجيش المحيطة وزادت كثافة الغاز كما بدأ استخدام قنابل صوتية تخلع القلوب
- بدأ الرجال يتساقطون بمعدل غير طبيعي
- كانت شجاعة النساء تفوق الخيال فهذه تحمل الحجارة وهذه تحمس القاعدين وهذه في مواجهة اطلاق النار
- واجهت الموت بالغاز اكثر من مرة والغاز لا يعطيك فرصة لتنطق الشهادتين
- صرخت في مراسل السي ان ان : هل رايت معنا اسلحة ؟ فقال : لا ، قلت له فلتخبر العالم إذن
- اتشاهد يا ابراهيم ، قالها لصديقه وهو يراه في سكرات الموت ، كانت عبارة : اتشاهد يا فلان لا تنقطع من حولي
- رأيت رجلًا يجري وهو يصرخ بينما النصف الأسفل من ذراعه يرقص بعد ان اصيب في مفصله برصاصة ثم سقط ارضا
- بينما كنا نجلس ونستند للحائط جاءت رصاصة في راس من بجواري
- كانت كل شقق رابعة خالية من سكانها وكان هناك ملايين ممن يتعرضون للابادة ويشعرون بظلم المجتمع ويموتون من العطش والجوع والغضب ومع ذلك فوالله ما رايت حالة نهب واحدة ، بل أكثر من ذلك كان هناك سوبر ماركت أغلق أبوابه على عجل وترك ثلاجات المياه والعصائر بالخارج وكان الناس يموتون من العطش وعلمت أنهم كانوا يضعون الثمن من تحت باب المحل
- في النهاية خارت قوى المقاومة وبدأنا الانسحاب
- ونحن نغادر رابعة شاهدنا أحقر مشهد في التاريخ ، كان جيش هتلر يحرق خيمة الجثث كي يطمس جريمته وبكينا كلنا
- خرج المصابون بجراحهم النازفة على أقدامهم
- كان مشهد المغادرة تاريخيًا
- موتى ومصابون ونساء وأطفال ورجال وشيوخ
- كانوا يجرون أقدامهم جرًا ، كانوا كمن أجبر على الخروج من وطنه وترك داره وملاعب صباه
- كان مشهدًا جنائزيًا يقطع القلوب
- كان من الواضح أن بداخل كل منهم شيئًا قد انكسر وحلمًا تعرض لضربة موجعة
- لكن رغم كل ذلك كان من الواضح أن الجميع قرروا مواصلة سيناريو الغضب حتى آخر نقطة دم

من ذكريات رابعة

Saturday, September 7, 2013

شاهد عيان - 52 -



أحمد سويلم




بسم الله الرحمن الرحيم :: 
شهادتي على مجزرة #رابعة_العدوية يوم الأربعاء 14/8/2013 يوم أسود في تاريخ مصر !!
"اسمي أحمد عاطف عبد العظيم سويلم عندي 18 سنة وصلت ميدان رابعة يوم الثلاثاء بليل انا ومعايا والدتي وكنت واخد ورق الجامعة بتاعتي حيث كان من المقرر اني اطلع يوم الأربعاء الصبح على جامعة القاهرة أشوف التنسيق بتاع الطلاب المغتربين وشهادات المعادلة بدأ ولا لسه .. وصلت رابعة الساعة تقريبا 8 بليل يوم الثلاثاء وجيت من ناحية النصب التذكاري وكنت نزلت قبل النصب بشوية كانت والدتي معايا وبدأت احكي لها الي حصل في #مجزرة_النصب لاني كنت هناك وكنت شاهد عيان على الي حصل في اليوم ده بدأت احكي لها الي حصل ونشوف اماكن ودم الشهداء الي كانت ريحة الدم زي المسك واكتر وشوفنا المتراريس الي عملناها بس انا شوفت حاجات جديدة زي الجرافيتي على المترايس دي او الشغل بتاع العيد زي كلمات لا اله الا الله او مصر في القلب وكنت فرحان جدا وقولت لوالدتي بالنص الواحد " انا هاجي بكره الصبح بدري علشان اصور الحاجات دي " وشوفت الملاهي بتاعة الأطفال وملاعب كرة القدم الي كل ده عملوه علشان العيد والإحتفالات المهم دخلت رابعة الحمد لله وتوجهت إلى الخيمة بتاعتنا في شارع الطيران خلف المنصة امام مبني المالية بتاع القوات المسلحة كنت ساعتها فاتح الفيس وقرأت شوية كلام عن في تحركات للجيش والبلطجية الحمد لله خد الكلام على محمل الجد وكل النساء روحوا ما عدا والدتي رفضتت انها تروح وباقي الشباب ثبتوني بالكلام وقالولي ان شاء الله مفيش حاجة هتحصل هم كل يوم ببتحصل حاجات زي دي وبتعدي على خير انا اطمأنيت ونمت فعلا استعداد اني هروح جامعة القاهرة يوم الأربعاء الصبح نمت شوية وصحيت على قبل الفجر صليت تهجد وقيام مع الخيمة بتاعتنا واستنينا نصلي الفجر ونمت تاني بعد الفجر .. الشباب صحوني على الساعة 6 وربع كده وبيقولولي يلا اصحى وانا اقولهم لا انا هنام واصحى الساعة 9 علشان رايح جامعة القاهرة قالولي بنقولك اصحى مفيش مرواح لاي مكان في ضرب نار مكنتش لسه مستوعب الكلام فعلا وان في ضرب نار سمعت صوت طلقات وضرب جامد سألت واحد كان جنبي بقولو هي دي طلقات صوت ولا تمثيلية ولا ايه قالي قوم في ضرب بجد قومت شوية كده لقيت الناس فعلا بتجري وناس لابسة الكمامة أيقنت واتأكدت انهم مش بيهزرو قومت فطيت من النوم ولبست الكتشي واخدت بعضي وحطيت كمامة عادي ببص في المبني بتاع المالية بتاع القوات المسلحة لقيت الجنود فيه طالعين في البلكونات ولابسين اقنعة غاز ولدتي اتصلت بيا على الساعة 7 ونص وقالتلي انها قدام المنصة حاولت اروحلها والحمد لله وصلت ليها وكلمتها وكل شوية ارجع الخيمة اقعد استريح من الغاز واورح للمنصة تاني اطمن على والدتي كان في كيمة ضرب غاز بغباء جدا وكان في مرة طلقة غاز كانت هتنزل عليا لولا ساتر ربنا واحد انتبه وشدني على الساعة 10 كده رجعت الخيمة واخدت شنطة هدومي والي فيها ورق الجامعة على كتفي وبعدت عن الخيمة لان شارع الطيران الضرب فيه كان كثيف جدا جدا روحت لوالدتي واستودعتها ربنا وقولتلها "خلي بالك من نفسك " كان شكل الغاز مخلص عليها تماما هيا والنساء الي كانو معاها وانا قولت الف في الميدان اشوف الي بيحصل وانا ماشي قدام مبني الوات المسلحة لقيت كل الجنود هناك طالعين على الاسطح لابسين اقنعة بيتفرجو وفي ناس بتصور وكان في كمرة تليفزيون معرفش جت منين كانت بتصور طول بدأت فترة ضرب غاز كثيف اوي ف كنت بجري زي المجنون في اي حتة احاول ابعد عن الغاز بجري وانا شايف الدم في كل مكان حواليا وشايف المصابين الي الناس بيشلوهم واكترهم كانو قتلي بعد الجري ده كلو وصلت عند بوابة الأمن الي عند النصب كده وشوفت مدرعات الأمن المركزي كانو مدرعتين وتقريبا 30 عسكري انا كنت مستخبي ورا حمامات جديدة عملنها السباكين وكانت شنطتي باينة شنطتي نصيبها كانت اخدت رصاصة انا حسيت بيها لما الشنطة اتحركت من ضهري الرصاصة دخلت وطلعت من الشنطة وكملت طريقها الله اعلم كانت نصيبها مين انا الفضول اخدني بعد الطلقة دي وقررت اتقدم لحد المتاريس الاسمنتية الي حماة ورجالة واسود المديان واقفين وراها تحميهم من رصاصات الكلاب وصلت عندهم الحمد لله بعد عناء وزحف من تحت الخيم علشان الكلاب ميشوفنيش وصلت عندهم كان في عسكري اصيب منهم بطوبة طلب العساكر انهم يوقفوا الضرب ويسعفو المصاب الي معاهم المتظاهرين سمعوا الكلام وفعلا وقفوا ضرب الطوب وطلعوا اخدو العسكري ده علشان يتعالج في المستشفى الميداني وأول ما العسكري ده دخل سيارة وعاد ف ألامان راحوا الكلاب على طول ضاربين رصاص في الهواء وبعدين ضربوا 3 موتوهم لسهم ملحقوش يرجعوا من غدر الكلاب دول في الوقت ده جالي اكتر من اتصال وانا تحت الضرب يطمنوا عليا اخرهم كان اتصال عمي وقالي معلش ارجع شوف بنت عمك "شغالة في اللجنة الاعلامية مراسلة" قالي علشان مش عارف اوصلها قولتو حاضر وقفلت معاه ساعتها شوفنا الجرافات بتاعة العساكر جت علشان تشيل المتاريس الخرسانية كان اسود الميدان معاهم ملوتوف حاولو يرموه على الطريق علشان يمنعوا المدرعات من انها تعدي او تكمل طريقها العسكري لاحظ المكان الي بيضرب منو ملوتوف من عندنا بدأ يضرب ناااار وحي وخرطوووش بغباء مات اتنين قاد عيني على طول فأنا قررت أرجع علشان ادور على بنت عمي وبردو ابعد عن ضرب النار لفيت وبدأت ازحف على بطني في الوقت ده وكانت الساعة 11:30 اتصبت بالرصاصة محستش غير ورجلي مشلولة مش قادر اتحرك كلمت اتنين كانو جنبي وعليت صوتي جامد علشان يكون اعلى من الراصاص وجم اتنين شالوني ودوني مستشفى كده كانت جنبنا الدكتور شافني قالي الاصابة فين قولتلو الاصابة ورا شافها وقالي دي رصاص حي وحاول يكتم النزيف والدم شوية وطلب متوسيكل اخدني وروحت على مستشفى ميداني كان خلف المنصة كده لما عرفت بعدها ان المستشفى الميداني بتاع رابعة مليان من المصابيين والشهداء الدكتور عيان الجرح وقالي دي طلقتين طلقة رصاص وطلقة خرطوش ده كان اول كلام لدكتور فيي اليوم ده نزفت 6 مرات المهم فضلت قاعد في المستشفى دي لحد ما ربنا يفرجها ويكون في دكتور جراح يشيل الرصاصة مني على الساعة 1:30 تقريبا شوفت واحد من الخيمة بتاعتنا كان جاي وقولتلو والدتي عند المنصة ارجوك شوفها وطمني عليها ولو لقيتها قولها اني مصاب قالي حاضر ساعتها كان محمولي فصل شحن حاولت اتصل بالبيت وطمنتهم وقولتلهم اني مصاب ومش عارف اوصل لوالدتي وده ساعتها الي نشر الخبر اخويا حسام على الفيس اني مصاب ع الساعة 2:30 تقريبا شوفت والدتي جت بصت عليا وشوارت ليا بعلامة النصر وانا ابتسمت ومشيت تاني بعديها بلحظات كان في واحد لسه مصاب جايبينو المستشفى وكانو لسه بيعدلوه علشان يتعالج جاتلو رصاصة في نص دماغو فجرت دماغو ودمو جه عليا الوقت ده كلو كان اكتر وقت انا خايف فيه خايف لرصاصة تانية تيجي مش خوفي من الرصاص لا كان خوفي الرصاصة تجيلي في حتة تخليني اتألم كان نفسي في رصاصة تخلصني والحق بأصحابي الي ماتو طبعا المستشفى كانت اتملت على الاخر مصابين وشهداء بأعداد وكميات مهولة بعد العصر جت والدتي وقعدت جنبي قلبي اطمن عليها وفرحت انها بس موجودة فضلت نايمة على ضهري خايفة من الرصاص وبتحميني بعديها قالتلي " يا احمد تعالى نمشي من هنا نروح مستشفى تانية قريبة من دي علشان الكلاب بيحرقو المستشفيات وبيموتوا الي فيها قوم يا حبيبي وانا هساعدك " سمعت كلام والدتي وحاولت اقف معاها اول ما وقفت مقدرتش اقف ووقعت مغمى عليا بسبب النزيف والدتي صوتت ساعتها انا كنت حاسس بس بالي بيحصل جم 4 رجالة شالوني وقالولها يا اخت تعالي معانا احنا هننقلوا مستشفى تانية علشان دي عليها ضرب رصاص وبيحرقوها فعلا كنت حاسس انهم بيشلوني بس وروحت مكان تاني كان في دكتور نايم بيستخبى من الرصاص قولتلو يا دكتور ابوس ايدك حاول تطلع الرصاصة قالي والله لو سطحية هشيلهالك لو عميقة مش هعرف اعمل حاجة واحد تاني جانبي قالو وانا يا دكتور الرصاصة في سدري بصلو وقالو والله ما هقدر اعمل حاجة ساعتها والدتي جت وهيا مرعوبة وبتقولي " احمد حبيبي علشان خاطري قوم معايا الكلاب وصلو "وفضلت تحاول تشيل فيا عقبال ما انا فوقت وبدأت اساعدها كان بدأ ضرب غاز بغباء على المستشفى وكنت بشوف الناس حواليا بتسقط من الغاز ومش قادرة تكمل من كتر الغاز وانا مقدرتش انا كمان ووقعت وامي وقعت فوقي وشوفت ساعتها الجرافات بتدوس على الناس وبتهد الخيم و والله العظيم الي الآن انا مش عارف جاتلي منين القدرة اني اقف واكمل مشي وانا مش قادر اتنفس اساسا من كتر الغاز لاانا ولا والدتي الحمد لله اخيرا وصلت المسجد بتاع رابعة ده كان الملاذ الأخير الوحيد الي لينا دخلت المسجد الحمد لله من كمية الناس الي موجودين فيه كانو بالمئات مكنتش قادر اتنفس ربنا رزقنا بدكتور جوه المسجد غير على الجرح بتاعي وحاول يوقف النزيف وانا بقى جاولت اهدي وكان في 4 5 بيهولي علشان اعرف اتنفس كنا الحمد لله قاعدين جوه المسجد ومطمنين ان مفيش ضرب برصاص هيوصل لينا ولا اي حاجة بالزبط قعدنا هناك ساعة وصحيت على اصوات دك للمسجد كأن المسجد بيتهدم الناس بدأت تخاف بدأ الكلام يوصلنا اننا نخرج من المسجد ونصيب كل الشهداء هناك ومحدش هيعمل لينا حاجة والدتي والدكتور قالولي نستنى اصلهم لو عرفو انك مصاب الله اعلم ممكن يعملو ايه بدأت والدتي تتصل بعمي الي كان دكتور في المستشفى الميداني وقال لوادلتي اطلعي بره عادي مش بيعملو حاجة المهم فعلا سندت على ماما وطلعت معاها قابلت الكلاب بتوع الداخلية وكلهم مغطيين وشهم امل كلمت الي كان بيقول للناس اطلعوا بره والاسلحة موجهة لينا امي قالتلو ان انا الورق بتاع الجامعة بتاعتي عند النصب قالي لا في ضرب هناك وبعدين زمان كل حاجة ولعت او ممكن ترجعي انتي وابنك تدوري على الورق بس مليش دعوة امي قالتلو لا مشهفرط في ابني انتو كلاب وبتقتلو كل واحد وفضلت تتحسبن وهيا بتعيط انا بوست راسها وقولتلها يلا يا امي خير ربنا يعوضنا اول ما طلعت من البوابة لقيت بنت عمي Sarra Alaa جت وشالتني مع والدتي وشوفت عمي الدكتور بيحاول ينقذ واحد من الموت وبيعملو نفس صناعي على طول سألت بنت عمي لاني عارف انها بتصور الشهداء وكانت قاعدة في المستشفى الميداني سألتها عن عدد الشهداء قالتلي#5000شهيد و #20000 مصاب اتصدمت من الرقم عمي جه علشان يشوفني ويشوف الاصابة بتاعتي رفضت وقولتلو انا ممكن اقعد بالرصاصة في جسمي مش هتأثر بس في مصابيين اهم مني روح شوفهم ف الوقت ده وصل ابن عمي بالعربية علشان ياخدوني يودوني مستشفى عمي شاف مصابيين تانيين في منهم الي بيموت والي حالتو خطيرة قال لمراتو هاخد دول الاول اوصلهم المستشفى واحمد يستنى قالتلو ماشي وهنقابلك عند مسجد قريب كده قالها طيب تمام وقومت انا وامي وبنت عمي ومرات عمي ماشيين للنقطة دي واحنا ماشيين ف نص الطريق كان بدأ حظر التجوال ساعتها ووالدتي كانت صايمة اغمى عليها طبعا ووقعت مني ف الطريق بسبب الضغط بتاعها انخفض وفي ناس من البيوت جابو مية لوالدتي تشرب وانا اساسا ممنوع اني اشرب مية طول اليوم بسبب الرصاصة مع اني كنت عطشان جدا وطبق فاكهةعلشان تاكل وجاوبو ليها ادوية رفع ضغط لامي كان عمي وصل المصابين المستشفى وحاول يوصلنا بفضل الله اولا ثم احد رجالة المنطقة وصف الطريق لعمي وجه عمي وقال مش هيينفع نودي احمد مستشفى علشان العساكر بياخدوهم او بيغصبوهم انهم يقولو انهم من مصابي العسكر وروحنا جيبنا بنت عمي التانية وطلعنا على بيت صديق نعرفو ساكن قريب من رابعة علشان الحظر التجوال .. !!

مشوار الرصاصة في جسمي ده موضوع تاني بس الحمد لله اكتشفو بعديها بيومين والجرح بينزف ان الرصاصة كانت دخلت مشيت في جسمي 10 سم بعدين طلعت وده من فضل ربنا وكرمو عليا 


اه نسيت اقول ان واحنا طالعين كان في ناس بيتحايلو على العساكر يدخلو يشيلو الجثث وينقذوها من الحرق مرة يوافق ومرة لا بمزاجو يعني والناس حاولت تنقذ اكبر قدر ممكن من الجثث قبل ما تتحرق "

وهذه هي شهادتي على ما حدث في هذا اليوم المأساوي والله على ما أقول شهيد 
وربنا يتنقم من كل الظلمة اجمعين ويارب كل الي فوض السيسي يدوق من ظلمو ياارب

Friday, September 6, 2013

شاهد عيان - 51 -


نهلة الحداد




يوم الفض بعد ما الشرطة اقتحمت بالرصاص الحي عيادات رابعة الي كنا فيها وأخلوها وطلعونا من الشارع الي وراها .. فضلنا واقفين مترقبين ايه الي هيحصل وكان بعض الاهالي شايلين ولادهم الشهدا والمصابين على ايديهم وماشيين بيهم في الشارع بيدوروا على عربيات يحطوهم فيها او يلحقوهم .. ساعتها شفت نار خارجة من مبنى العيادات .. طلعت اجري على المبنى لحد ما وقفني ضابط قافل الشارع فبصرخ وبقول له الدور الي طالع منه نار ده انتو ولعتوا فيه؟!! قال لي اه ..
قلت له بس ده فيه مصابين في الاوضة الي جوا انا مصوراهم بنفسي ..
قال لي لا احنا اتأكدنا انهم كلهم أموات ..
قلت له لا انا متأكده .. رد: خلاص ماشوفناهمش .. وبعدها تأكدت ان بعض هؤلاء المصابين لقوا حتفهم وهم يصارعوا النيران وكانت جثثهم واذرعتهم مخشبة وهى ممتدة وملتوية غير جثث الشهداء المتفحمة على هيئتهم وهم نائمين ..

ده اكتر حوار عبثي كنت طرف فيه في حياتي .. لاحظ اننا الاتنين منطلقين من قاعدة ان الاموات فعليا يستاهلوا الحرق .. مدافعتش حتى عن جثث الشهداء .. ولا عرفت ارد عليه لما قال لي ماشوفناهمش .. اكتفيت بترديد حسبي الله ونعم الوكيل وتذكرت سذاجتي انا ومن معي عندما اخرجونا بالقوة من العيادات وكنا قلقين على جثث الشهداء فرد علينا احدهم: يعني هيعملوا ايه فيها مثلا؟ هيحرقوها؟! فرد بعضنا لأ طبعا .. ولا اكنهم مثلا رموا جثث في الزبالة في التحرير قبل كده ولا اكنهم داسوا بالمدرعات على احياء واموات في ماسبيرو .. خالص

بقالي اكتر من اسبوعين مش فاكرة حاجة بعد يوم الفض ومش عارفة اكتب شهادتي.. بس بدأت كل شوية استرجع جزء من ذاكرتي عن اليوم ده

شاهد عيان - 50 -



نيفين خليل
http://www.facebook.com/nmusluma

  • صليت الفجر عند المنصه
    فى الساعه السادسه د البلتاجى طلب جميع من فى الخيم الذهاب عند المنصه .ذهبت الى الخيمه(محافظةالشرقيه) لايقاظ النائمين هناك ولكن لم اجد نائمين ولكن وجد ت مجموعه من الاطفال مرعوبين يبعيطوا بشكل هستيرى طمنتهم .وامهم مش كانت معاهم باباهم جه قلت هيروحوا العمارة اللى اتفتحت علشان الناس تحتمى فيها من الغاز والرصاص واسيبهم مع البنات.. تم تجهيز الخل والقطن والاستعدادات اللازمه للغاز الكثيف الذى انهال علينا كالمطر الكمامات العاديه لم تجدى نفعاً معه
    المكان عند الصيدليه اللى عند المشتل اتجاه بوابة خيمةالشرقيه وقفت فى الصيدليه شويه صغيرة رايت امامى الاطفال وهما مش عارفين يتنفسوا من الغاز وعيونهم بتسأل ايه اللى حصل ؟؟
    بصيت لقيت رصاص كثيف بشكل عشوائى فى كل مكان حولينا
    بصراحه خفت ..
    رحت عند المنصه اطلب من بنات اخواتى انهم يروحو ا العمارة قالوا مش هنتحرك من عند المنصه احترمت رغبتهم .
    بصيت عند المنصه فى الخيم اطفال كتير ناديت بصوت عالى اللى معاها اطفال تيجى معايا فى العماره مفيش دخان وامان
    قام مجموعه معايا باطفالهم ووصلتهم العمارة
    ورحت تانى عند المنصه اجيب مجموعه تانيه بس فى الوقت ده الساعه 8 الضرب زاد وشفت بعينى عربيات الشرطه فى الشارع اللى قدام المنصه بس الابطال قدامهم لم يتقدموا كتير بس كنا شايفنهم وبنعدى وكانوا بيضربوا ناااااااار بشكل كبير
    قلت اخلى دى مهمتى انى اجيب الاطفال من عند المنصه واروح بيهم العمارة
    رحت وناديت لرابع مرة اى حد معاه اطفال يجى معايا واحد شدنى من عبايتى وقالى خدى دول اخت منتقبه وطفلين وطفل على ايديها وزوجها فقلت ليها يلا يا اختى العمارة امان ومفيش غاز على اساس ان زوجها يمشى ورايا ويشوف العمارة وياخدهم .شدنى الاخ تانى من عبايتى وقالى يااختى شورلى على عينيه يعنى أعمى
    انا كنت متامسكه خالص بس لما شفت الاخ الاعمى ومراته واطفاله بكيت من قلبى .قلت يلا قوم يا اخى نروح العمارة امان كان مسلم أمره لله خالص مش عايز يتحرك ضغطت عليه قومواعلشان خاطر اولادكم قوموا .جم ورايا لاقيت اخ فى نص الطريق انتى رايحه بيهم على فين الرصاص فوق راسكم ودخلوهم خيمه وجابلوهم عصير
    رجعت...
    جبت ناس تانيه .. اطفال امهاتهم مش عارفين يروحوا فين وانا حسيت ان العمارة امان والام مش قادرة تتنفس أخذت الطفل منها وبجرى بيه بسرعه الولد بيتخنق روحنا الصيدليه لحقوا الولد بصعوبه الام جت ورايا وخلاص مش قادرة دخلت معاها العمارة واطمنت على ابنها وقلت اقعد شويه
    فى العمارة ...
    الطرقات امام الشقق كبيرة ولا شقه فتحت بابها طبعا اطفال جعانيين عايزين يعملوا حمام فى مصابين كتير فى ناس عايزة تشرب رصاص بعمل صوت ررررررهيب جوة العمارة
    مفيش حد يعرف يطلع على السلم لان القناص بيضرب فى اى حد .صوت الرصاص زى صوت القنابل بالظبط جوة العمارة
    فى أخوة تيجى تبشر الناس وفى رجال تتصل باهلها ويعرفوا الاخبار وفى شاب يجى يقول اللى ارتاح شويه يطلع يقف مع اخوانه
    وفى أخ رفع ايدة بالدعاء فبكينا بكينا أوى وقولنا ياااااااااااااااارب انت المنتقم .العمارة كان فيها نااااااس كتير لغايه الدور السابع وعرفنا ان فى شقه وحيدة هى اللى فتحت بابها قولنا الحمدلله
    بصيت أمامى وجدت أخت الدكتور محمد طه وهدان وهى ست عجوزة وبعكازها ماشيه قمت قلت استنى ياأمى هاجى معاكى فضلت ماشيه وتقول بصوت عالى زى زيكوا ياولادى اللى يصيبنى يصيبكوا ياولادى.. الرجاااااال تحاول ترجعها واللى يقوللها ادعيلنا وانا مسكت فيها وبقول وانا معاكى ياامى حسيت انى اخد منها قوة .دخلنا خيمه وجدنا مصابين قعدنا جمبهم ولاقيت الاخ جه جنبنا ورفع ايده بالدعاء يدعى يالله اصعب لحظه ان تشوف دمووووووع الرجااااااااااااال بس مش خووووووووف ابدا ولا وهن ابدااااااااااااااااا ولا جزع نهائى بس انا عارفه ان الدموع دى مصدووووووومين فى جيشنا وفى الداخليه اللى عمرنا ماكنا نتخيل انهم مهما كان اجرامهم يعملوا كدة
    الحاجه قالت لى يابنتى قومى بينا عند المنصه روحنا عند المنصه وجبت ليها كرسى واقعدت عليه بعد كدة مش شوفتها
    روحت للبنتين الابطال اللى رفضوا يسيبوا المنصه ووقفت جنبهم شوفت الاخوة جايبين الاخ الشهيد راسه متهشمه والمخ بتاعه فى اليد التانيه انا مش متخيله ان رصاص يعمل كدة لغاية لما شوفت بعينى
    نادت المستشفى عايزين دم وانا بما انى o- فخورة بفصيلة دمى رحت عند المستشفى الميدانى انا والبنات شوفنا اصابات بالحرق والرصاص قدام المستشفى الميدانى بقول ليه انتم برة كان الساعه 1الظهر قالى المستشفى ملئت بالشهداء والاصابات الصعبه جدا انا اصابتى طلقه فى ذراعى .
    طلعت الدكتوره قالت خلاص احنا مش عايزين دم اكتفينا قولتلها انا o- خدوا منى كيس بما انه ممكن يعطى جميع انواع الفصائل بصت ليه بصه مش هانساها فى عيونها دموع قالتلى خلاااااااااااااص
    لقيت كرسى جلست عليه امام باب المستشفى ببص قدامى 3رصاصات وراه بعض يعدى يخبط فى الحيطه اللى جنب شباك المستشفى قومت من مكانى
    روحنا المسجد واحنا فى الطريق عدد المصابين والشهداء فى الخيم كبير جداا جداا
    دخلنا المسجد وجدنا اعداد كبيرة جدا وفى المنتصف عدد من الشهداء حوالى 25 شهيد فضلت واقفه بجوارهم ابكيهم ووجدنا اخت تسجل الاسماء وأخ جه يصورهم وبجوار الشهيد خالد كمال مصيلحى أم جلست تبكى دة الدكتور خالد دكتور فى القصر العينى
    رن تليفون أحد الشهداء رد الاخ عليه وقالهم ابنكم شهيد بإذن لله عندها شعرت ان فى حد بيسحب روحى من جوايا فعلا حسيت بروحى بتطلع بس بدات اهدى نفسى شويه انى لو موت كدة مش هكون شهيده فضلت استغفر ربناوانظر فى وجه الدكتور خالد المبتسم الهادىء الجميل فعلا فتنت روحى ياشهيد .جه أخوان احد الشهداء فضلوا يبكوا بكاء رهيب وبعدين سكتوا وبطلوا بكاء وهما بيشيلو أخوهم راسه فاضيه من جوه متهلهله فضل اخوه يلطم على وشه بشكل هستيرى مش مصدق هما عملوا فيك ايه المجرمين المجرمين .
    بصيت لاقيت البنات مش جنبى قلت اكيد راحوا عند المنصه تركت المسجد وروحت اتوضىء علشان اصلى الظهر والعصر روحت المركز الطبى حد نادى وقلى بسرعه بسرعه القناص بيستهدف الحته بسرعه دخلت عديت على بحر من الدم نزلت فى الدور الارضى للمركز الطبى عدد الجرحى من كترهم فى الطرقاات فوق بعض شهداء كان منظر الدماء غزيرة المصابين قاعدين على جنب وشهم اصفر عايزين نقل دم بس حجم الاصابات والشهداء فوق مايتصور اى حد وجدت الممرضات بتبكى. ممرضه لافتت انتباهى بتجرى على المصابين تتصل على اهلهم ولكن مفيش شبكه نهائى والتليفونات بتاعتنا فصلت شحن ..تجيب عصير
    مصاب بيعطى مصاب اخر عصير بيضحك وبيقوله خد خد ببلاش ببلاش ضحكت وعيطت
    شوفت الاصابات والدم اللى بينزف منهم ومش لاقى سرير يرتاح فيه مش لاقى حد يسعفه من كتر الاصابات والجرحى اللى بيجوا فوق بعض ..
    هناك نادت على ست عجوزة قالت لى هاتى ليه حجااااب الله يكرمك كانت مصابه بس للاسف ماكنشى معايا ..
    تركت المركز الطبى واتجهت عند المنصه كانت الناس بتجرى وهى بتعدى علشان القناص مستهدف المكان دة الرصاص كان بيتساقط بكثافه فعلا كانت.......... ابادة
    روحت عند المنصه ووجدت الهتافات اكتر حاجة بسمعها الى الان بترن فى ودانى ياحبذا الجنه ياحبذا الجنه
    روحت جبت البنات وقعدنا جنب بعض أمام المنصه هنا شوفنا نساء ورجال ابطال من سخر نفسه باستهداف القنابل الغاز ليخفيها فى براميل ولا يهاب ولا يخاف الرصاص
    وجدت الاخوات فى حاله ثباااات وهدوء نفسى غريب وانا كمان مفيش خوف ولاقلق شوفت الاخت طول ماهى قاعدة رافعة المصحف ورافعه اصبح السبابه الله اكبر كنت قاعدة انظر واتعلم منهم وقول فى نفسى دول حريصين على الشهادة اكتر من حرصهم على الحياه
    المنصه بدات يجيبوا مصدات وبعدين الواح خشبيه والطائرة تريد وبكل قوة ات تخمد الصوت الذى يجهر بالتكبير والدعاء ولكن واصلوا التكبير
    فجأ الراجل بيعدى من ورانا راجل عجوز بدقن بيضاء وبيدة عصايه وزجاجة ماء تأتى رصاصه فى جبهته تخرج روحه وتصفى راسه وتفتح فتحه كبيرة أمامنا جاء الاخوة بسرعه حملوه ليرقد بجوار ابنائه من الشهداء
    قولت ماشاء الله فعلا الشهداء ربنا بيختارهم سبحان الله
    بدء الغاز يزيد بطريقه مهوله وتساقطت أخوات اختناقا من الغاز .هناك من نادى على المنصه لان الشرطه كانت هتتقدم باتجاه المنصه تعالوا امامها خليهم يعدوا على اجسادنا وجدت نفسى أذهب واجلس بجوار الاخوة سبقنى اخوات منتقبات كتير قوى واخت كبيرة واقفه رافعه السبابه وبتقول الله اكبر ومش خايفه
    والاخوة واقفين بسلاحهم وهو( المصحف فى يد ورفع السبابة اليد الاخرى )
    جه أخ بيقولنا ممكن تسيبوا المكان دة قولت ليه قال علشان خاطرى بالله عليكم انتم كدة بتتعبونا سمعنا الكلام وقومنا كان معايه بنت فى اولى هندسه والاخرى فى تانيه علاج طبيعى
    اللى فى هندسه دى فضلت مصممه انها لن تترك مكانها ورجعنا انا والدكتورة كملنا قاعدتنا امام المنصه فجأ الضرب زاد عند المنصه والميكرفون اترمى على الارض حسيت ساعتها انى اجرى واخدة وأكمل انا ولكن سبقنى أخوة يعشقون الشهادة والتضحيه
    الدكتورة اللى كانت معايا كانت مرهقه جدا قولنا ندخل خيمه نرتاح فيها شويه دخلنا خيمه لقينا بنات فى اعدادى من التعب نايمين رحنا وضعنا الشنط على رجلينا ووضعنا دماغنا عليها لان كان فى رجاله نايمين تقريبا مصابين او عندهم اختناق من الغاز فجأ صوت الرصاص جه بكميه كبيرة جت رصاصه فى الراجل وهو نايم فضل نايم مكانه خوفت على البنت خرجنا وهى مصممه انها مش تسيب المنصه جلسنا على الرصيف أمامنا المسجد عند اذان العصر .
    جه أخ وزوجته الزوجه مختنقه من الغاز مش عارفه تعمل ايه وهو ياحبيبى خايف عليها جدا وبيجيب بيبسى وخميرة علشان يخفف من الاختناق وهو امامنا تأتى رصاصه فى راسه يترمى أمام زوجته الاخوة ربنا يحفظهم شالوه بسرعه انا مش كنت ببكى بس روحى بتبكى دم
    بصينا اتجاه المستشفى الميدانى كانت الشرطه وصلت المستشفى
    خلاص هما امامنا
    عدينا دخلنا المسجد كان فى ناس كتير امام المسجد وكمان
    يالله على العدد اللى فى المسجد كبير جدا وكان فى اطفال كتير
    شوفت مشهد بيرفعوا الطفله فوووق ويهوواعليها بالمصليات علشان مختنقه
    كان فى مصابين فضلنا نص ساعه كانت الساعه 5 تقريبا ولكن فجاء سمعنا ضرب نار كثيف حصل تدافع كبير من اللى كان بره المسجد للداخل تقريبا اللى دخل هو اللى فضل عايش واللى فضل بره استشهد لان بعدها شوفنا النيران متصاعدة بكثافه جه واحد وقال بصوت عالى اطلعوا كلكم من الشارع الطيران الجيش بيأمنه خرج كل من فى المسجد الا مجموعه صغيرة كنت انا منهم .كان هناك أخت وابنتها طلبت من بعض الاخوة تليفونهم واتصلت على زوجها زف ليها خبر استشهاد ابنها راحت قالت الله اكبر وسجدت سجدة شكر لله ووجدت اخت بتعيط قالت ليها بتعيطى ليه احنا مش ضعاف ان ابنى استشهد وفى ثبات ويقين الله اكبر الله اكبر
    بصيت وجدت النيران مشتعله وخلاص هتدخل على المسجد بس لسه فى شهداء والدكتور خالد لسه موجود وغيره من الشهداء حسبنا الله ونعم الوكيل
    ومصاب واحد واخد رصاصه فى بطنه شاب ربنا يحفظه لشبابه باصرار منا انه يخرج معانا يرد يقول مش قادر سيبونى اموت مش قادر وشه اصفر جدا وكمان ذراعه مصاب خرج بالعافيه معانا وراح امام المسجد على جنب واترمى على الارض .جه أخ قاله اركب على ضهرى وخرجه
    بصينا لاقينهم بيقولوا حرقوا المستشفى بالجثث بالمصابين
    الشباب فضلت تخرج المصابين واحنا شايلين مصاب بصينا لقينا الظباط الخنازير دول قدام عينينا فضلت الدكتورة تقولهم ياقتله يامجرمين انا قولت بصوت عالى وببصله حسبنا الله ونعم الوكيل ان شاء الله هتشوفه فى عيالك نظر نظرة واحد مش فاهم احنا بنقول ايه ولا اتكلم خالص حسيت انه مش مصرى
    وخرجنا المصابين على الارض الشهداء على الارض المغرب اذن
    بعض الشهداء خرجوا وهما وشهم محروق .جت عربيه تدور على ناس ليهم طلبت منهم انهم ياخدوا الشاب المصاب وربنا يكرمهم اخدوه وساعدو ناس تانيه ربى يجزيهم خير
    فضلوا يطلعوا الشهداء لغاية العشاء والاخ اللى كان بينقل الجثث بيقول الظباط الخنازير بيضحكوا وبيقولوا يلا خرجوا الفراخ دى من هنا
    والظابط بيقول لمصاب اخرج قاله اخرج ازاى رجلى مكسورة قالوه وهاكسر قلبك كمان وقتله .
    شوفت مصاب واخد رصاصه فى ايدة ورقبته وبيطلع فى الروح فى الشارع ...لاسكان تجيب مياه او اى حاجه زى ما متعودين من شهامة المصريين لكن كان فى ناس بتتفرج فى خسه ونداله لا اسعاف لا عربيات تنقل الجثث ده تعبنا نفسيا اكتر .تركت المصابين و الشهداء فى الشارع .مشينا فى الشارع وجدنا أخت منتقبه جنبها 3 اولاد وبتبكى زوجها استشهد ..الشباب اصروا انها تخرج معاهم رفضت حسيت بألمها حسيت بالظلم حسبنا الله ونعم الوكيل
    وخرجنا مع بعض الاخوه وعدينا على الكمين وبعض الشباب الشمتانيين كانوا عاملين زفه لينه وبيصورونا
    جت الشرطه فتشت الاخوه اللى كانو معانا وشتمتهم الدكتورة شتمت الجندى راح الجندى شد منها شنطتها بعنف من على كتفها وقام فتشها وجه ظابط من بعيد قاله سيبهم ...وعدينا
    وان شاء الله ربنا مش هيضيع حق الشهداء ان شاء الله