Thursday, September 5, 2013

شاهد عيان - 46 -



سجدة عبد الناصر عجاج
https://www.facebook.com/sagdah



لا أسميه يوم "الفض" أسميه يوم الهول.. يوم الفاجعة.. أسميه بيوم القيامة!! 
حقا لا أجد وصفا كافيا لبشاعته!! 
رأيت المنقبةوقد سقط منها نقابها, والمختمرة تبقي ع رأسها الإيشارب الصغير تحت الخمار .
رأيت طفلا منغوليا جانبي يجلس بكل سكينة مع جدته العجوزة التي ترعاه.. وهو بكل براءة يبكي في صمت خوفا وهلعا!
رأيت أما لديها ثلاث أطفال الثالث رضيع ,نسيت الأثنين وسط الزحام وتركتهما مع أحداهن وقد هربت بالرضيع تختبئ به.
رأيت الطعام والشراب يصل إلينا بكثرة ويوزع علينا ونحن محاصرين فوقا ومن جميع الإتجاهات من قبل "الجيش والشرطة والطائرات", رشفة مياه من أجل ألا نقع عطشا وجوعا كانت تكفي.. فلا حاجة للطعام فجميعنا مقتولين! 
رأيت من يحمل أختي وهي تسقط أرضا متأثرة بالغاز السام , وتصرخ ألما وفجأءة يسعفنا أحدهم ويحملها فوق كتفيه!
رأيت الجنة بين عيناي .. شعرت وكأنها حقا تستحق العناء والتضحية! 
رأيت الذي أستودع نفسه , وقرر أن يضع رأسه أرضا وينام إلي أن تأتيه الرصاصة بأي أتجاه! 
رأيت خيمتنا وخيمة أصدقائنا تحرق وتسقط رمادا! ,عندها صرخت وقلت "لأاا هذه خيمتنا.. أبي هناك وأصداقئنا مازلوا بها!!" 
رأيت الذي لم آره من قبل ولم أتخيل أن آراه يوما!!! 
ولكني طيلة هذا اليوم, لم أكن وحدي بل كان معي صغيري وهو (أبي) تركته صباحا ومنذها لم أعلم عنه شيئا نظرا لإنقطاع الإرسال داخل الميدان حينها, تركت طفلا وديعا بريئا وأيضا متهورا وحيدا!! كدت أجن لأنني كنت ع يقينا أنه في آخر هذا اليوم -الذي أعتقدت أن ليس له آخر- أن هذا الطفل سيخرج جثةكباقي الجثث.. فقط أردت أن اسمع صوته أو حتي أطئن عليه وأودعه قبل أن أخرج بدونه.. والله كنت أعلم يقينا أنه لن يعود معي.... فقط كانت أمنيتي ذالك اليوم أن أتأكد من ما كنت ع يقين به. 
أستودعك الله يا أبي.. 
لن أنسي هذا اليوم ولن أنسي الأنفاس التي صعدت أمامي وبجواري.. لن أفرط ف حق الشيخ المحمول ع أعناق أبنه الذي سقط بجواري وخرج ما بداخل رأسه أرضا وصرخة أبنه "أبويااااااا" .. 
أحمد الله علي كل شئ .. وخاصة شرف تجربة #رابعة وبالأخص يوم "الفاجعة" . 
رابعة بداخلي ولن تموت..

No comments:

Post a Comment