Thursday, September 5, 2013

شاهد عيان - 47 -


نجلاء صالح

https://www.facebook.com/naglaa.saleh1

غادرت يوم الاربعاء رابعه الساعه 6 لتوصيل اصدقائي المعتصمين الي منازلهم 
و كان عندي احساس انهم هايضربوا الصبح و كنت دايما باقول اضعف وقت للأعتصام هو الصباح و بعدين جالي احساس قوي ان الفض هايكون دلوقت رجعت بسرعه ركنت عربيتي بعيد عند حسنين هيكل ليقيني ان الفض سيكون اليوم و لن اترك ابدا المعتصمين الطيبين اهل العزة و الكرامة الأحرار فلأمت معهم 
اخدت تاكسي و قلت للسائق بشكل تلقائي اول الاعتصام ماتخافش مافيش ضرب الراجل استغرب و ركبت فلف من امام قسم مدينة نصر و لقيت الضباط لابسين مدني و عليهم سترات واقيه و عددهم كبير دخلت من ناحية طيبة مول و حذرت التأمين انهم جايين وصلت لأبو حتة احذر اصدقائي فوجئت ان مبني المخابرات الحربية هو اول من بدأ بالضرب و للعلم لم يضرب غاز بل قنابل غريبة مضيئة في الجو و رصاص حي جريت علي الشباب اول التأمين لقيتهم بيتساقطوا واحد ورا التاني و تعلو ايديهم بالتكبير الله اكبر الله اكبر ويسقطون و بعدين سمعت ضرب نار رصاص حي من خلف العمارات جي من انور المفتي و الناس بتجري تقول الشرطة بتضرب من انور المفتي و هو شارع موازي لطريق النصر
ثم بدأ بعدها قنابل الغاز فخطفت زجاجات بيبسي من الكشك و بدأت اوزع علي الناس حتي بدأت تقترب مني فاختنقت و بدأت في الهروب منها الي داخل الاعتصام وجدت من البطولات من الشباب و التضحية ماجعلني انبهر من الايثار و التضحية و الفداء للدين و الوطن و الحرية فوقفت عند المرور اوزع البيبسي علي المصابين بقنابل الغاز العجيبة اللي كانت بتنزل علينا ورا بعض حتي لا نستطيع التنفس او نقدر نشوف اي شئ و انا واقفة عدي عليا المصابين اه و ما ادراك ما المصابين و الشهداء اما رصاصة في القلب او في الرأس او رصاصة لا اعلم هي رصاصة ام قنبلة كالرصاص فهي تجوف المكان التي تطلق فيه
كنت اكبر الله و اشجع الشباب و اقول فأذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون أثبتوا و كبروا و ماتخافوش رجالة و لكم الجنة
وجدت شاب نشرت صورته كان غاضبا يهتف بقوة الموت في سبيل الله اسمي امانينا الله أكبر الله أكبر و ذهب ليعود شهيدا مبتسما ضحكته تملأ الدنيا
وقفت مذهولة لما أري فلم تكن كمذبحة الحرس او المنصة انما كانت أبادة جماعية فالرصاص محيط بنا من كل مكان من فوق اسطح العمارات من كل المباني العسكرية من الطائرات فقد كان ينزل كالمطر فوق رؤسنا و كنا نهتف بالتكبير و العجيب ان كل من حولي ثابتون مطمئنون لا جزع و لا سمعت كلمة اه او توجع من مصاب او شهيد فقد كانوا يذهبون الي بارئهم في صمت و ابتسامة غريبة احسدهم عليها 
ثم رأيت مجنزرات زي مجنزرات جيش الاحتلال الصهيوني عندما تهد بيوت اخوانا الفلسطينيين و لكن المجنزرات الاسرائيلية كانت تهد البيوت بعد خروج الناس لكن مجنزرات جيش السيسي كانت تهد الخيم و تحرقها و بها الناس ووجدت احد الشباب يخرج من خيمة و يدة محترقة تماما فقد حرقت القوات المحتلة المصرية الخيمة بمن فيها 
طلبوا تبرع بالدم ف المستشفي الميداني فذهبت اليها في خلال 5 دقائق دخل 5 شهداء و اكثر من 10 مصابين اصابات خطيرة 
لقيت بنت منتقبة واقفة علي باب المستشفي تهتف الله اكبر فهتفت ورائها حتي اجهدت و لكني تعجبت فلم تتوقف لحظة لالتقاط انفاسها ثم خرجنا من المستشفي لنكبر خارجا و نكسر الطوب لان الاعتصام المدعو بمسلح لم نكن حتي مستعدين بطوب لنقذف المحتلين الظالمين حتي يعودوا
فيه ناس فضت بنزين من العربيات علشان نرمي المجنزرات المحصنة بالمولوتوف حتي تعود للوراء و سبحان الله عادت بعض الشئ وتوقف الضرب لمدة يمكن نص ساعه اعتقدنا انهم كفوا عن قتلنا و لكنهم توقفوا لان ذخيرتهم كانت قد نفذت ثم عادوا بعد ان امتلأت المستشفي الميداني بالجثث تماما فما رأيتموه في الفيديوهات ولا حاجة فقد كانت الجثث في الاربع طوابق كما ان المصابين بدأنا بعلاجهم في المركز الاعلامي و مسجد رابعه لامتلاء المستشفي الميداني
تعبت من الغاز و رحت وقفت عند المنصة ليقف البطل صفوت حجازي الذي اعتقد انه استشهد و البلتاجي الرجل العظيم فيثبتوا الناس و فوجئنا ان الشباب بينادوا علي المنصة الشرطة تختطف الجثث فهب الرجال للدفاع عن الجثث 
و بدأت المستشفي في تكفين جثث الشهداء بدون غسل و كتابة اساميهم كما رأينا حتي يسهل تعرف الاهالي عليهم
استمر الرصاص علينا كالمطر و التكبير و الدعاء و الطائرات تحوم و تقتلنا ورصاص القناصة يمطر علينا و يقتل اغلي الشباب 
رأيت مراسل اجنبي كبير في السن يسقط امامي قتيلا برصاص القناصة
رأيت من يخرج مخه من رأسه فيلتقطة الشباب ليدفن معه
رأيت امراءة تسقط بجانبي و انا باصلها مش مصدقة ان بيني و بينها متر واحد
رأيت شابا تحركت من جانبة فأذا الرصاصة تصيبة هو في رقبته فيسقط رافعا اصبعه ب لا اله الا الله ثم مبتسما ثم شهبدا
رأيت من يصاب بخرطوش فيضمد جراحة مسرعا ثم عائدا للمواجهه من جديد و هو بيده حجر و امامه جيش جرار
رأيت امراءة صائمة ترفض ان تفطر حتي تقابل الله صائمة
رأيت اطفالا فارقوا الحياة مختنقين بالغاز
رأيت طفلة تبكي سائلة ابيها اخويا مامتش يا بابا ماتقولش مات (اخوها 14 سنة) فياخذها الاب في حضنة و هي تصرخ باكية قائلا مامتش يا بنتي هو عايش عند ربنا و الله
رأيت الطائرات ترمي علي المنصة قنابل غاز و تقنص شباب عليها
رأيت بنت علي المنصة لا تخاف الرصاص و تهتف لتثبتنا و لبسها لا يدل انها تيار اسلامي 
رأيت من يسارعون للتبرع بدمائهم يقفون طابورا
رأيت من اصدقائي من يصاب و مش لاقيه الباقي و علمت فيما بعد انهم اعتقلوا 4 منهم
حسيت أني زهقت من انتظار الموت لقيت خيمة عجيبة في وشي سبحان الله اتهدت كل الخيم و توقف الهد لحد الخيمة دية فدخلتها وجلست فاحتضنتني سيدة طيبة و قبلت يديها و نمت فغطتني و يمكن نمت ساعه مستسلمة لله فيما بعد علمت انها اية من الله (و يغشيكم النعاس أمنة منه ) أستيقظت فجأة و خرجت من الخيمة التي لم يصاب فيها احد و لم يكن يدخلها رائحة غاز فالغاز يلقي امامها ولا يدخل فيها سبحان الله كان الله يحمي من بداخلها
وقفت اكبر الله و ادعية و اتذلل الية في وسط مطر من رصاص من كل جانب ولا نعلم من اين يطلق فكانت القناصة علي جميع الأسطح و الطائرات تحوم فوقنا علي ارتفاعات منخفضة تقنص الشباب ثم عادت القنابل تملأ الميدان كله فاختنقت و جريت للمستشفي الميداني بصيت ورايا لقيت الشرطة وصلت الميدان من جانبي شارع الطيران و المجنزرات امامي امام المستشفي الميداني
فخرجت من جانب منسجد رابعه فوجدت مصابين و جثث كثيرة داخل المسجد و اطباء يعالجون الجرحي فقلت في نفسي للأسف المسجد مش امان هايخشوا يحاصرونا كعادة الشرطة كنت اعتقد فقط انهم سيحاصرونا و لم اتخيل انهم سيرشوا المسجد بالبنزين و يحرقوا المسجد بالشهداء و المصابين 
رحت علي مستشفي رابعه اخرج عن طريقها لقيت الظباط بيضربوا نار علي المصابين و الارض كلها دماء و فجأة الظابط قال تعالوا اخرجوا بصيت ورايا كان فيه ناس كتير مصابين خرجت من الباب ثم الي الشارع غير مصدقة انه لم يقتلنا و لكن كان ف انتظارنا القناصة من الطائرة تطلق علينا النيران
خرجت لشارع جانبي منهارة ابكي هو انا كدة ماثبتش انا سايبة ناس جوا مصابين و ناس كتير لسه جوا بيقتلوهم و لقيت واحد اخدني وصلني لعربيتي
و علمت من احد الاصدقاء ان عربيه مطافي جت رشت المسجد و المستشفي الميداني بالبنزين و احرقت رابعه و من طبيبة صديقة ان الشرطة اشترطت علي الاطباء الخروج بدون اي مصاب و الا سيحرقوهم معاهم ! و هي الدكتورة بيسان عصام
و تم اجراق رابعه بمن فيها
دية قصتي مع فقدان جزئي لذاكرتي و الوقت مر عليا كالساعه و دة من رحمة ربنا عليا 
و الكلام دة كله حصل من جهة طيبة مرورا بالمرور فالمستشفي الميداني حتي المنصة و 
دة المكان اللي كنت باتحرك فيه
علشان كدة هاكمل حتي لو قتلت او اعتقلت فانا اتمني اللحاق باطهر الناس و لن اخون دمائهم و سنحقق ان شاء الله حلمهم و لن تضيع دمائهم هباءا ابدا
و لا حول و لا قوة الا بالله 
توثيقا لروايتي أكتشفت فيديو انا موجودة فيه في الدقيقة 10:48 
و اقفة بين اتنين منتقبات نكبر





اسال الله ان يذيق السيسي و محمد ابراهيم و جنودهما و كل من 
مع السيسي او فوض السيسي و لا زال معه و لم يتب الي الله مما اذاقونا 
و احرق قلبهم علي اولادهم كما حرقوا قلوب الامهات علي ابنائهم
اللهم انصرنا و اشف صدورنا

No comments:

Post a Comment