Saturday, September 7, 2013

شاهد عيان - 52 -



أحمد سويلم




بسم الله الرحمن الرحيم :: 
شهادتي على مجزرة #رابعة_العدوية يوم الأربعاء 14/8/2013 يوم أسود في تاريخ مصر !!
"اسمي أحمد عاطف عبد العظيم سويلم عندي 18 سنة وصلت ميدان رابعة يوم الثلاثاء بليل انا ومعايا والدتي وكنت واخد ورق الجامعة بتاعتي حيث كان من المقرر اني اطلع يوم الأربعاء الصبح على جامعة القاهرة أشوف التنسيق بتاع الطلاب المغتربين وشهادات المعادلة بدأ ولا لسه .. وصلت رابعة الساعة تقريبا 8 بليل يوم الثلاثاء وجيت من ناحية النصب التذكاري وكنت نزلت قبل النصب بشوية كانت والدتي معايا وبدأت احكي لها الي حصل في #مجزرة_النصب لاني كنت هناك وكنت شاهد عيان على الي حصل في اليوم ده بدأت احكي لها الي حصل ونشوف اماكن ودم الشهداء الي كانت ريحة الدم زي المسك واكتر وشوفنا المتراريس الي عملناها بس انا شوفت حاجات جديدة زي الجرافيتي على المترايس دي او الشغل بتاع العيد زي كلمات لا اله الا الله او مصر في القلب وكنت فرحان جدا وقولت لوالدتي بالنص الواحد " انا هاجي بكره الصبح بدري علشان اصور الحاجات دي " وشوفت الملاهي بتاعة الأطفال وملاعب كرة القدم الي كل ده عملوه علشان العيد والإحتفالات المهم دخلت رابعة الحمد لله وتوجهت إلى الخيمة بتاعتنا في شارع الطيران خلف المنصة امام مبني المالية بتاع القوات المسلحة كنت ساعتها فاتح الفيس وقرأت شوية كلام عن في تحركات للجيش والبلطجية الحمد لله خد الكلام على محمل الجد وكل النساء روحوا ما عدا والدتي رفضتت انها تروح وباقي الشباب ثبتوني بالكلام وقالولي ان شاء الله مفيش حاجة هتحصل هم كل يوم ببتحصل حاجات زي دي وبتعدي على خير انا اطمأنيت ونمت فعلا استعداد اني هروح جامعة القاهرة يوم الأربعاء الصبح نمت شوية وصحيت على قبل الفجر صليت تهجد وقيام مع الخيمة بتاعتنا واستنينا نصلي الفجر ونمت تاني بعد الفجر .. الشباب صحوني على الساعة 6 وربع كده وبيقولولي يلا اصحى وانا اقولهم لا انا هنام واصحى الساعة 9 علشان رايح جامعة القاهرة قالولي بنقولك اصحى مفيش مرواح لاي مكان في ضرب نار مكنتش لسه مستوعب الكلام فعلا وان في ضرب نار سمعت صوت طلقات وضرب جامد سألت واحد كان جنبي بقولو هي دي طلقات صوت ولا تمثيلية ولا ايه قالي قوم في ضرب بجد قومت شوية كده لقيت الناس فعلا بتجري وناس لابسة الكمامة أيقنت واتأكدت انهم مش بيهزرو قومت فطيت من النوم ولبست الكتشي واخدت بعضي وحطيت كمامة عادي ببص في المبني بتاع المالية بتاع القوات المسلحة لقيت الجنود فيه طالعين في البلكونات ولابسين اقنعة غاز ولدتي اتصلت بيا على الساعة 7 ونص وقالتلي انها قدام المنصة حاولت اروحلها والحمد لله وصلت ليها وكلمتها وكل شوية ارجع الخيمة اقعد استريح من الغاز واورح للمنصة تاني اطمن على والدتي كان في كيمة ضرب غاز بغباء جدا وكان في مرة طلقة غاز كانت هتنزل عليا لولا ساتر ربنا واحد انتبه وشدني على الساعة 10 كده رجعت الخيمة واخدت شنطة هدومي والي فيها ورق الجامعة على كتفي وبعدت عن الخيمة لان شارع الطيران الضرب فيه كان كثيف جدا جدا روحت لوالدتي واستودعتها ربنا وقولتلها "خلي بالك من نفسك " كان شكل الغاز مخلص عليها تماما هيا والنساء الي كانو معاها وانا قولت الف في الميدان اشوف الي بيحصل وانا ماشي قدام مبني الوات المسلحة لقيت كل الجنود هناك طالعين على الاسطح لابسين اقنعة بيتفرجو وفي ناس بتصور وكان في كمرة تليفزيون معرفش جت منين كانت بتصور طول بدأت فترة ضرب غاز كثيف اوي ف كنت بجري زي المجنون في اي حتة احاول ابعد عن الغاز بجري وانا شايف الدم في كل مكان حواليا وشايف المصابين الي الناس بيشلوهم واكترهم كانو قتلي بعد الجري ده كلو وصلت عند بوابة الأمن الي عند النصب كده وشوفت مدرعات الأمن المركزي كانو مدرعتين وتقريبا 30 عسكري انا كنت مستخبي ورا حمامات جديدة عملنها السباكين وكانت شنطتي باينة شنطتي نصيبها كانت اخدت رصاصة انا حسيت بيها لما الشنطة اتحركت من ضهري الرصاصة دخلت وطلعت من الشنطة وكملت طريقها الله اعلم كانت نصيبها مين انا الفضول اخدني بعد الطلقة دي وقررت اتقدم لحد المتاريس الاسمنتية الي حماة ورجالة واسود المديان واقفين وراها تحميهم من رصاصات الكلاب وصلت عندهم الحمد لله بعد عناء وزحف من تحت الخيم علشان الكلاب ميشوفنيش وصلت عندهم كان في عسكري اصيب منهم بطوبة طلب العساكر انهم يوقفوا الضرب ويسعفو المصاب الي معاهم المتظاهرين سمعوا الكلام وفعلا وقفوا ضرب الطوب وطلعوا اخدو العسكري ده علشان يتعالج في المستشفى الميداني وأول ما العسكري ده دخل سيارة وعاد ف ألامان راحوا الكلاب على طول ضاربين رصاص في الهواء وبعدين ضربوا 3 موتوهم لسهم ملحقوش يرجعوا من غدر الكلاب دول في الوقت ده جالي اكتر من اتصال وانا تحت الضرب يطمنوا عليا اخرهم كان اتصال عمي وقالي معلش ارجع شوف بنت عمك "شغالة في اللجنة الاعلامية مراسلة" قالي علشان مش عارف اوصلها قولتو حاضر وقفلت معاه ساعتها شوفنا الجرافات بتاعة العساكر جت علشان تشيل المتاريس الخرسانية كان اسود الميدان معاهم ملوتوف حاولو يرموه على الطريق علشان يمنعوا المدرعات من انها تعدي او تكمل طريقها العسكري لاحظ المكان الي بيضرب منو ملوتوف من عندنا بدأ يضرب ناااار وحي وخرطوووش بغباء مات اتنين قاد عيني على طول فأنا قررت أرجع علشان ادور على بنت عمي وبردو ابعد عن ضرب النار لفيت وبدأت ازحف على بطني في الوقت ده وكانت الساعة 11:30 اتصبت بالرصاصة محستش غير ورجلي مشلولة مش قادر اتحرك كلمت اتنين كانو جنبي وعليت صوتي جامد علشان يكون اعلى من الراصاص وجم اتنين شالوني ودوني مستشفى كده كانت جنبنا الدكتور شافني قالي الاصابة فين قولتلو الاصابة ورا شافها وقالي دي رصاص حي وحاول يكتم النزيف والدم شوية وطلب متوسيكل اخدني وروحت على مستشفى ميداني كان خلف المنصة كده لما عرفت بعدها ان المستشفى الميداني بتاع رابعة مليان من المصابيين والشهداء الدكتور عيان الجرح وقالي دي طلقتين طلقة رصاص وطلقة خرطوش ده كان اول كلام لدكتور فيي اليوم ده نزفت 6 مرات المهم فضلت قاعد في المستشفى دي لحد ما ربنا يفرجها ويكون في دكتور جراح يشيل الرصاصة مني على الساعة 1:30 تقريبا شوفت واحد من الخيمة بتاعتنا كان جاي وقولتلو والدتي عند المنصة ارجوك شوفها وطمني عليها ولو لقيتها قولها اني مصاب قالي حاضر ساعتها كان محمولي فصل شحن حاولت اتصل بالبيت وطمنتهم وقولتلهم اني مصاب ومش عارف اوصل لوالدتي وده ساعتها الي نشر الخبر اخويا حسام على الفيس اني مصاب ع الساعة 2:30 تقريبا شوفت والدتي جت بصت عليا وشوارت ليا بعلامة النصر وانا ابتسمت ومشيت تاني بعديها بلحظات كان في واحد لسه مصاب جايبينو المستشفى وكانو لسه بيعدلوه علشان يتعالج جاتلو رصاصة في نص دماغو فجرت دماغو ودمو جه عليا الوقت ده كلو كان اكتر وقت انا خايف فيه خايف لرصاصة تانية تيجي مش خوفي من الرصاص لا كان خوفي الرصاصة تجيلي في حتة تخليني اتألم كان نفسي في رصاصة تخلصني والحق بأصحابي الي ماتو طبعا المستشفى كانت اتملت على الاخر مصابين وشهداء بأعداد وكميات مهولة بعد العصر جت والدتي وقعدت جنبي قلبي اطمن عليها وفرحت انها بس موجودة فضلت نايمة على ضهري خايفة من الرصاص وبتحميني بعديها قالتلي " يا احمد تعالى نمشي من هنا نروح مستشفى تانية قريبة من دي علشان الكلاب بيحرقو المستشفيات وبيموتوا الي فيها قوم يا حبيبي وانا هساعدك " سمعت كلام والدتي وحاولت اقف معاها اول ما وقفت مقدرتش اقف ووقعت مغمى عليا بسبب النزيف والدتي صوتت ساعتها انا كنت حاسس بس بالي بيحصل جم 4 رجالة شالوني وقالولها يا اخت تعالي معانا احنا هننقلوا مستشفى تانية علشان دي عليها ضرب رصاص وبيحرقوها فعلا كنت حاسس انهم بيشلوني بس وروحت مكان تاني كان في دكتور نايم بيستخبى من الرصاص قولتلو يا دكتور ابوس ايدك حاول تطلع الرصاصة قالي والله لو سطحية هشيلهالك لو عميقة مش هعرف اعمل حاجة واحد تاني جانبي قالو وانا يا دكتور الرصاصة في سدري بصلو وقالو والله ما هقدر اعمل حاجة ساعتها والدتي جت وهيا مرعوبة وبتقولي " احمد حبيبي علشان خاطري قوم معايا الكلاب وصلو "وفضلت تحاول تشيل فيا عقبال ما انا فوقت وبدأت اساعدها كان بدأ ضرب غاز بغباء على المستشفى وكنت بشوف الناس حواليا بتسقط من الغاز ومش قادرة تكمل من كتر الغاز وانا مقدرتش انا كمان ووقعت وامي وقعت فوقي وشوفت ساعتها الجرافات بتدوس على الناس وبتهد الخيم و والله العظيم الي الآن انا مش عارف جاتلي منين القدرة اني اقف واكمل مشي وانا مش قادر اتنفس اساسا من كتر الغاز لاانا ولا والدتي الحمد لله اخيرا وصلت المسجد بتاع رابعة ده كان الملاذ الأخير الوحيد الي لينا دخلت المسجد الحمد لله من كمية الناس الي موجودين فيه كانو بالمئات مكنتش قادر اتنفس ربنا رزقنا بدكتور جوه المسجد غير على الجرح بتاعي وحاول يوقف النزيف وانا بقى جاولت اهدي وكان في 4 5 بيهولي علشان اعرف اتنفس كنا الحمد لله قاعدين جوه المسجد ومطمنين ان مفيش ضرب برصاص هيوصل لينا ولا اي حاجة بالزبط قعدنا هناك ساعة وصحيت على اصوات دك للمسجد كأن المسجد بيتهدم الناس بدأت تخاف بدأ الكلام يوصلنا اننا نخرج من المسجد ونصيب كل الشهداء هناك ومحدش هيعمل لينا حاجة والدتي والدكتور قالولي نستنى اصلهم لو عرفو انك مصاب الله اعلم ممكن يعملو ايه بدأت والدتي تتصل بعمي الي كان دكتور في المستشفى الميداني وقال لوادلتي اطلعي بره عادي مش بيعملو حاجة المهم فعلا سندت على ماما وطلعت معاها قابلت الكلاب بتوع الداخلية وكلهم مغطيين وشهم امل كلمت الي كان بيقول للناس اطلعوا بره والاسلحة موجهة لينا امي قالتلو ان انا الورق بتاع الجامعة بتاعتي عند النصب قالي لا في ضرب هناك وبعدين زمان كل حاجة ولعت او ممكن ترجعي انتي وابنك تدوري على الورق بس مليش دعوة امي قالتلو لا مشهفرط في ابني انتو كلاب وبتقتلو كل واحد وفضلت تتحسبن وهيا بتعيط انا بوست راسها وقولتلها يلا يا امي خير ربنا يعوضنا اول ما طلعت من البوابة لقيت بنت عمي Sarra Alaa جت وشالتني مع والدتي وشوفت عمي الدكتور بيحاول ينقذ واحد من الموت وبيعملو نفس صناعي على طول سألت بنت عمي لاني عارف انها بتصور الشهداء وكانت قاعدة في المستشفى الميداني سألتها عن عدد الشهداء قالتلي#5000شهيد و #20000 مصاب اتصدمت من الرقم عمي جه علشان يشوفني ويشوف الاصابة بتاعتي رفضت وقولتلو انا ممكن اقعد بالرصاصة في جسمي مش هتأثر بس في مصابيين اهم مني روح شوفهم ف الوقت ده وصل ابن عمي بالعربية علشان ياخدوني يودوني مستشفى عمي شاف مصابيين تانيين في منهم الي بيموت والي حالتو خطيرة قال لمراتو هاخد دول الاول اوصلهم المستشفى واحمد يستنى قالتلو ماشي وهنقابلك عند مسجد قريب كده قالها طيب تمام وقومت انا وامي وبنت عمي ومرات عمي ماشيين للنقطة دي واحنا ماشيين ف نص الطريق كان بدأ حظر التجوال ساعتها ووالدتي كانت صايمة اغمى عليها طبعا ووقعت مني ف الطريق بسبب الضغط بتاعها انخفض وفي ناس من البيوت جابو مية لوالدتي تشرب وانا اساسا ممنوع اني اشرب مية طول اليوم بسبب الرصاصة مع اني كنت عطشان جدا وطبق فاكهةعلشان تاكل وجاوبو ليها ادوية رفع ضغط لامي كان عمي وصل المصابين المستشفى وحاول يوصلنا بفضل الله اولا ثم احد رجالة المنطقة وصف الطريق لعمي وجه عمي وقال مش هيينفع نودي احمد مستشفى علشان العساكر بياخدوهم او بيغصبوهم انهم يقولو انهم من مصابي العسكر وروحنا جيبنا بنت عمي التانية وطلعنا على بيت صديق نعرفو ساكن قريب من رابعة علشان الحظر التجوال .. !!

مشوار الرصاصة في جسمي ده موضوع تاني بس الحمد لله اكتشفو بعديها بيومين والجرح بينزف ان الرصاصة كانت دخلت مشيت في جسمي 10 سم بعدين طلعت وده من فضل ربنا وكرمو عليا 


اه نسيت اقول ان واحنا طالعين كان في ناس بيتحايلو على العساكر يدخلو يشيلو الجثث وينقذوها من الحرق مرة يوافق ومرة لا بمزاجو يعني والناس حاولت تنقذ اكبر قدر ممكن من الجثث قبل ما تتحرق "

وهذه هي شهادتي على ما حدث في هذا اليوم المأساوي والله على ما أقول شهيد 
وربنا يتنقم من كل الظلمة اجمعين ويارب كل الي فوض السيسي يدوق من ظلمو ياارب

No comments:

Post a Comment