Friday, September 6, 2013

شاهد عيان - 50 -



نيفين خليل
http://www.facebook.com/nmusluma

  • صليت الفجر عند المنصه
    فى الساعه السادسه د البلتاجى طلب جميع من فى الخيم الذهاب عند المنصه .ذهبت الى الخيمه(محافظةالشرقيه) لايقاظ النائمين هناك ولكن لم اجد نائمين ولكن وجد ت مجموعه من الاطفال مرعوبين يبعيطوا بشكل هستيرى طمنتهم .وامهم مش كانت معاهم باباهم جه قلت هيروحوا العمارة اللى اتفتحت علشان الناس تحتمى فيها من الغاز والرصاص واسيبهم مع البنات.. تم تجهيز الخل والقطن والاستعدادات اللازمه للغاز الكثيف الذى انهال علينا كالمطر الكمامات العاديه لم تجدى نفعاً معه
    المكان عند الصيدليه اللى عند المشتل اتجاه بوابة خيمةالشرقيه وقفت فى الصيدليه شويه صغيرة رايت امامى الاطفال وهما مش عارفين يتنفسوا من الغاز وعيونهم بتسأل ايه اللى حصل ؟؟
    بصيت لقيت رصاص كثيف بشكل عشوائى فى كل مكان حولينا
    بصراحه خفت ..
    رحت عند المنصه اطلب من بنات اخواتى انهم يروحو ا العمارة قالوا مش هنتحرك من عند المنصه احترمت رغبتهم .
    بصيت عند المنصه فى الخيم اطفال كتير ناديت بصوت عالى اللى معاها اطفال تيجى معايا فى العماره مفيش دخان وامان
    قام مجموعه معايا باطفالهم ووصلتهم العمارة
    ورحت تانى عند المنصه اجيب مجموعه تانيه بس فى الوقت ده الساعه 8 الضرب زاد وشفت بعينى عربيات الشرطه فى الشارع اللى قدام المنصه بس الابطال قدامهم لم يتقدموا كتير بس كنا شايفنهم وبنعدى وكانوا بيضربوا ناااااااار بشكل كبير
    قلت اخلى دى مهمتى انى اجيب الاطفال من عند المنصه واروح بيهم العمارة
    رحت وناديت لرابع مرة اى حد معاه اطفال يجى معايا واحد شدنى من عبايتى وقالى خدى دول اخت منتقبه وطفلين وطفل على ايديها وزوجها فقلت ليها يلا يا اختى العمارة امان ومفيش غاز على اساس ان زوجها يمشى ورايا ويشوف العمارة وياخدهم .شدنى الاخ تانى من عبايتى وقالى يااختى شورلى على عينيه يعنى أعمى
    انا كنت متامسكه خالص بس لما شفت الاخ الاعمى ومراته واطفاله بكيت من قلبى .قلت يلا قوم يا اخى نروح العمارة امان كان مسلم أمره لله خالص مش عايز يتحرك ضغطت عليه قومواعلشان خاطر اولادكم قوموا .جم ورايا لاقيت اخ فى نص الطريق انتى رايحه بيهم على فين الرصاص فوق راسكم ودخلوهم خيمه وجابلوهم عصير
    رجعت...
    جبت ناس تانيه .. اطفال امهاتهم مش عارفين يروحوا فين وانا حسيت ان العمارة امان والام مش قادرة تتنفس أخذت الطفل منها وبجرى بيه بسرعه الولد بيتخنق روحنا الصيدليه لحقوا الولد بصعوبه الام جت ورايا وخلاص مش قادرة دخلت معاها العمارة واطمنت على ابنها وقلت اقعد شويه
    فى العمارة ...
    الطرقات امام الشقق كبيرة ولا شقه فتحت بابها طبعا اطفال جعانيين عايزين يعملوا حمام فى مصابين كتير فى ناس عايزة تشرب رصاص بعمل صوت ررررررهيب جوة العمارة
    مفيش حد يعرف يطلع على السلم لان القناص بيضرب فى اى حد .صوت الرصاص زى صوت القنابل بالظبط جوة العمارة
    فى أخوة تيجى تبشر الناس وفى رجال تتصل باهلها ويعرفوا الاخبار وفى شاب يجى يقول اللى ارتاح شويه يطلع يقف مع اخوانه
    وفى أخ رفع ايدة بالدعاء فبكينا بكينا أوى وقولنا ياااااااااااااااارب انت المنتقم .العمارة كان فيها نااااااس كتير لغايه الدور السابع وعرفنا ان فى شقه وحيدة هى اللى فتحت بابها قولنا الحمدلله
    بصيت أمامى وجدت أخت الدكتور محمد طه وهدان وهى ست عجوزة وبعكازها ماشيه قمت قلت استنى ياأمى هاجى معاكى فضلت ماشيه وتقول بصوت عالى زى زيكوا ياولادى اللى يصيبنى يصيبكوا ياولادى.. الرجاااااال تحاول ترجعها واللى يقوللها ادعيلنا وانا مسكت فيها وبقول وانا معاكى ياامى حسيت انى اخد منها قوة .دخلنا خيمه وجدنا مصابين قعدنا جمبهم ولاقيت الاخ جه جنبنا ورفع ايده بالدعاء يدعى يالله اصعب لحظه ان تشوف دمووووووع الرجااااااااااااال بس مش خووووووووف ابدا ولا وهن ابدااااااااااااااااا ولا جزع نهائى بس انا عارفه ان الدموع دى مصدووووووومين فى جيشنا وفى الداخليه اللى عمرنا ماكنا نتخيل انهم مهما كان اجرامهم يعملوا كدة
    الحاجه قالت لى يابنتى قومى بينا عند المنصه روحنا عند المنصه وجبت ليها كرسى واقعدت عليه بعد كدة مش شوفتها
    روحت للبنتين الابطال اللى رفضوا يسيبوا المنصه ووقفت جنبهم شوفت الاخوة جايبين الاخ الشهيد راسه متهشمه والمخ بتاعه فى اليد التانيه انا مش متخيله ان رصاص يعمل كدة لغاية لما شوفت بعينى
    نادت المستشفى عايزين دم وانا بما انى o- فخورة بفصيلة دمى رحت عند المستشفى الميدانى انا والبنات شوفنا اصابات بالحرق والرصاص قدام المستشفى الميدانى بقول ليه انتم برة كان الساعه 1الظهر قالى المستشفى ملئت بالشهداء والاصابات الصعبه جدا انا اصابتى طلقه فى ذراعى .
    طلعت الدكتوره قالت خلاص احنا مش عايزين دم اكتفينا قولتلها انا o- خدوا منى كيس بما انه ممكن يعطى جميع انواع الفصائل بصت ليه بصه مش هانساها فى عيونها دموع قالتلى خلاااااااااااااص
    لقيت كرسى جلست عليه امام باب المستشفى ببص قدامى 3رصاصات وراه بعض يعدى يخبط فى الحيطه اللى جنب شباك المستشفى قومت من مكانى
    روحنا المسجد واحنا فى الطريق عدد المصابين والشهداء فى الخيم كبير جداا جداا
    دخلنا المسجد وجدنا اعداد كبيرة جدا وفى المنتصف عدد من الشهداء حوالى 25 شهيد فضلت واقفه بجوارهم ابكيهم ووجدنا اخت تسجل الاسماء وأخ جه يصورهم وبجوار الشهيد خالد كمال مصيلحى أم جلست تبكى دة الدكتور خالد دكتور فى القصر العينى
    رن تليفون أحد الشهداء رد الاخ عليه وقالهم ابنكم شهيد بإذن لله عندها شعرت ان فى حد بيسحب روحى من جوايا فعلا حسيت بروحى بتطلع بس بدات اهدى نفسى شويه انى لو موت كدة مش هكون شهيده فضلت استغفر ربناوانظر فى وجه الدكتور خالد المبتسم الهادىء الجميل فعلا فتنت روحى ياشهيد .جه أخوان احد الشهداء فضلوا يبكوا بكاء رهيب وبعدين سكتوا وبطلوا بكاء وهما بيشيلو أخوهم راسه فاضيه من جوه متهلهله فضل اخوه يلطم على وشه بشكل هستيرى مش مصدق هما عملوا فيك ايه المجرمين المجرمين .
    بصيت لاقيت البنات مش جنبى قلت اكيد راحوا عند المنصه تركت المسجد وروحت اتوضىء علشان اصلى الظهر والعصر روحت المركز الطبى حد نادى وقلى بسرعه بسرعه القناص بيستهدف الحته بسرعه دخلت عديت على بحر من الدم نزلت فى الدور الارضى للمركز الطبى عدد الجرحى من كترهم فى الطرقاات فوق بعض شهداء كان منظر الدماء غزيرة المصابين قاعدين على جنب وشهم اصفر عايزين نقل دم بس حجم الاصابات والشهداء فوق مايتصور اى حد وجدت الممرضات بتبكى. ممرضه لافتت انتباهى بتجرى على المصابين تتصل على اهلهم ولكن مفيش شبكه نهائى والتليفونات بتاعتنا فصلت شحن ..تجيب عصير
    مصاب بيعطى مصاب اخر عصير بيضحك وبيقوله خد خد ببلاش ببلاش ضحكت وعيطت
    شوفت الاصابات والدم اللى بينزف منهم ومش لاقى سرير يرتاح فيه مش لاقى حد يسعفه من كتر الاصابات والجرحى اللى بيجوا فوق بعض ..
    هناك نادت على ست عجوزة قالت لى هاتى ليه حجااااب الله يكرمك كانت مصابه بس للاسف ماكنشى معايا ..
    تركت المركز الطبى واتجهت عند المنصه كانت الناس بتجرى وهى بتعدى علشان القناص مستهدف المكان دة الرصاص كان بيتساقط بكثافه فعلا كانت.......... ابادة
    روحت عند المنصه ووجدت الهتافات اكتر حاجة بسمعها الى الان بترن فى ودانى ياحبذا الجنه ياحبذا الجنه
    روحت جبت البنات وقعدنا جنب بعض أمام المنصه هنا شوفنا نساء ورجال ابطال من سخر نفسه باستهداف القنابل الغاز ليخفيها فى براميل ولا يهاب ولا يخاف الرصاص
    وجدت الاخوات فى حاله ثباااات وهدوء نفسى غريب وانا كمان مفيش خوف ولاقلق شوفت الاخت طول ماهى قاعدة رافعة المصحف ورافعه اصبح السبابه الله اكبر كنت قاعدة انظر واتعلم منهم وقول فى نفسى دول حريصين على الشهادة اكتر من حرصهم على الحياه
    المنصه بدات يجيبوا مصدات وبعدين الواح خشبيه والطائرة تريد وبكل قوة ات تخمد الصوت الذى يجهر بالتكبير والدعاء ولكن واصلوا التكبير
    فجأ الراجل بيعدى من ورانا راجل عجوز بدقن بيضاء وبيدة عصايه وزجاجة ماء تأتى رصاصه فى جبهته تخرج روحه وتصفى راسه وتفتح فتحه كبيرة أمامنا جاء الاخوة بسرعه حملوه ليرقد بجوار ابنائه من الشهداء
    قولت ماشاء الله فعلا الشهداء ربنا بيختارهم سبحان الله
    بدء الغاز يزيد بطريقه مهوله وتساقطت أخوات اختناقا من الغاز .هناك من نادى على المنصه لان الشرطه كانت هتتقدم باتجاه المنصه تعالوا امامها خليهم يعدوا على اجسادنا وجدت نفسى أذهب واجلس بجوار الاخوة سبقنى اخوات منتقبات كتير قوى واخت كبيرة واقفه رافعه السبابه وبتقول الله اكبر ومش خايفه
    والاخوة واقفين بسلاحهم وهو( المصحف فى يد ورفع السبابة اليد الاخرى )
    جه أخ بيقولنا ممكن تسيبوا المكان دة قولت ليه قال علشان خاطرى بالله عليكم انتم كدة بتتعبونا سمعنا الكلام وقومنا كان معايه بنت فى اولى هندسه والاخرى فى تانيه علاج طبيعى
    اللى فى هندسه دى فضلت مصممه انها لن تترك مكانها ورجعنا انا والدكتورة كملنا قاعدتنا امام المنصه فجأ الضرب زاد عند المنصه والميكرفون اترمى على الارض حسيت ساعتها انى اجرى واخدة وأكمل انا ولكن سبقنى أخوة يعشقون الشهادة والتضحيه
    الدكتورة اللى كانت معايا كانت مرهقه جدا قولنا ندخل خيمه نرتاح فيها شويه دخلنا خيمه لقينا بنات فى اعدادى من التعب نايمين رحنا وضعنا الشنط على رجلينا ووضعنا دماغنا عليها لان كان فى رجاله نايمين تقريبا مصابين او عندهم اختناق من الغاز فجأ صوت الرصاص جه بكميه كبيرة جت رصاصه فى الراجل وهو نايم فضل نايم مكانه خوفت على البنت خرجنا وهى مصممه انها مش تسيب المنصه جلسنا على الرصيف أمامنا المسجد عند اذان العصر .
    جه أخ وزوجته الزوجه مختنقه من الغاز مش عارفه تعمل ايه وهو ياحبيبى خايف عليها جدا وبيجيب بيبسى وخميرة علشان يخفف من الاختناق وهو امامنا تأتى رصاصه فى راسه يترمى أمام زوجته الاخوة ربنا يحفظهم شالوه بسرعه انا مش كنت ببكى بس روحى بتبكى دم
    بصينا اتجاه المستشفى الميدانى كانت الشرطه وصلت المستشفى
    خلاص هما امامنا
    عدينا دخلنا المسجد كان فى ناس كتير امام المسجد وكمان
    يالله على العدد اللى فى المسجد كبير جدا وكان فى اطفال كتير
    شوفت مشهد بيرفعوا الطفله فوووق ويهوواعليها بالمصليات علشان مختنقه
    كان فى مصابين فضلنا نص ساعه كانت الساعه 5 تقريبا ولكن فجاء سمعنا ضرب نار كثيف حصل تدافع كبير من اللى كان بره المسجد للداخل تقريبا اللى دخل هو اللى فضل عايش واللى فضل بره استشهد لان بعدها شوفنا النيران متصاعدة بكثافه جه واحد وقال بصوت عالى اطلعوا كلكم من الشارع الطيران الجيش بيأمنه خرج كل من فى المسجد الا مجموعه صغيرة كنت انا منهم .كان هناك أخت وابنتها طلبت من بعض الاخوة تليفونهم واتصلت على زوجها زف ليها خبر استشهاد ابنها راحت قالت الله اكبر وسجدت سجدة شكر لله ووجدت اخت بتعيط قالت ليها بتعيطى ليه احنا مش ضعاف ان ابنى استشهد وفى ثبات ويقين الله اكبر الله اكبر
    بصيت وجدت النيران مشتعله وخلاص هتدخل على المسجد بس لسه فى شهداء والدكتور خالد لسه موجود وغيره من الشهداء حسبنا الله ونعم الوكيل
    ومصاب واحد واخد رصاصه فى بطنه شاب ربنا يحفظه لشبابه باصرار منا انه يخرج معانا يرد يقول مش قادر سيبونى اموت مش قادر وشه اصفر جدا وكمان ذراعه مصاب خرج بالعافيه معانا وراح امام المسجد على جنب واترمى على الارض .جه أخ قاله اركب على ضهرى وخرجه
    بصينا لاقينهم بيقولوا حرقوا المستشفى بالجثث بالمصابين
    الشباب فضلت تخرج المصابين واحنا شايلين مصاب بصينا لقينا الظباط الخنازير دول قدام عينينا فضلت الدكتورة تقولهم ياقتله يامجرمين انا قولت بصوت عالى وببصله حسبنا الله ونعم الوكيل ان شاء الله هتشوفه فى عيالك نظر نظرة واحد مش فاهم احنا بنقول ايه ولا اتكلم خالص حسيت انه مش مصرى
    وخرجنا المصابين على الارض الشهداء على الارض المغرب اذن
    بعض الشهداء خرجوا وهما وشهم محروق .جت عربيه تدور على ناس ليهم طلبت منهم انهم ياخدوا الشاب المصاب وربنا يكرمهم اخدوه وساعدو ناس تانيه ربى يجزيهم خير
    فضلوا يطلعوا الشهداء لغاية العشاء والاخ اللى كان بينقل الجثث بيقول الظباط الخنازير بيضحكوا وبيقولوا يلا خرجوا الفراخ دى من هنا
    والظابط بيقول لمصاب اخرج قاله اخرج ازاى رجلى مكسورة قالوه وهاكسر قلبك كمان وقتله .
    شوفت مصاب واخد رصاصه فى ايدة ورقبته وبيطلع فى الروح فى الشارع ...لاسكان تجيب مياه او اى حاجه زى ما متعودين من شهامة المصريين لكن كان فى ناس بتتفرج فى خسه ونداله لا اسعاف لا عربيات تنقل الجثث ده تعبنا نفسيا اكتر .تركت المصابين و الشهداء فى الشارع .مشينا فى الشارع وجدنا أخت منتقبه جنبها 3 اولاد وبتبكى زوجها استشهد ..الشباب اصروا انها تخرج معاهم رفضت حسيت بألمها حسيت بالظلم حسبنا الله ونعم الوكيل
    وخرجنا مع بعض الاخوه وعدينا على الكمين وبعض الشباب الشمتانيين كانوا عاملين زفه لينه وبيصورونا
    جت الشرطه فتشت الاخوه اللى كانو معانا وشتمتهم الدكتورة شتمت الجندى راح الجندى شد منها شنطتها بعنف من على كتفها وقام فتشها وجه ظابط من بعيد قاله سيبهم ...وعدينا
    وان شاء الله ربنا مش هيضيع حق الشهداء ان شاء الله

No comments:

Post a Comment