Friday, August 16, 2013

شاهد عيان - 1 -

روميصاء رمضان
https://www.facebook.com/romaysaa.ramadan

شهادتى على الاهوال اللى شفتها امبارح :

الساعة 6 ونص تقريبا كنت عند مدخل طيبة مول وكنت ناوية ارتاح شوية بعد يوم طويل من العمل والارهاق والتعب وعدم النوم ، حبيبة عبدالعزيز صديقتى الجميلة النقية كانت فى نفس المكان وكانت من الناس المتطوعة انها تشيل كاميرا عشان تنقل بث مباشر من قدام المدخل ، سلمت عليها وقالتلى يا رميساء انا بحب شكل حجابك ، بكرا نخرج ساعتين من الاعتصام اجيب زيه واتفقنا على كدا ولقيتها مدخله الطرحة جوا العباية وقولتلها خدى بالك يا حبيبة الطرحة قصرت قوى كدا قالتلى عشان مدايقش دراعى وانا بصور ، سيبتها وقعدت انا ومجموعة بنات نقول الأذكار وفجأة القنابل بتنفجر من كل حته ، من الطيارات ومن على المدرعات اللى كانت وصلت للمدخل ومن على البنايات اللى عند المدخل ، مفيش حد فينا بقا شايف أى حاجة ووشنا بيتحرق من الغاز ومحدش عارف يتنفس وفى نفس الوقت بنجرى فى كل حته ، وبدأ ضرب النار علينا بجنون من كل مكان ، مطر من الرصاص والناس بتقع قدامى وورايا وقدامى زى الرز ، جانب من جوانب الشارع فيه شوارع جانبيه صغيرة والجاتب التانى عبارة عن سور طويل ، معظم الشهداء وقعوا فى الجانب اللى ناحية السور لان مفيش اى حاجة يحتموا بيها ، وحبيبة كانت فى الاتجاه ده ، خدت الرصاص قدامى ، قدام عينى وانا بجرى ، كنت بصرخ وانا بجرى وانا شايفاها بتقع ،، 
جرينا فى الشوارع الجانبية والضرب فضل شغال والشرطة بتضغط لقدام فى اتجاه قلب الاعتصام ، الشرطة مكنتش بتقتل بس . كانوا بيولعوا فى بعض الجثث بعد ما يقتلوها ، وكانوا بيدخلوا ع الناس الخيام يولعوها والناس أحياء فيها ، بعدها حاولت أوصل للمستشفى الميدانى من الشوارع الخلفية نجيب أى اسعافات للمصابين اللى عند طيبة مول لان عدد المصابين كان بقا أكبر من ان يستوعبه اى حاجة تنقلهم للمستشفى ، 
على باب المستشفى كانوا بيدخلوا أسماء البلتاجى غرقانة فى دمها ، وقتها اتمنيت انى انتهى من على وش الدنيا قبل ما اشوف حبة قلبى الصغيرة الطاهرة فى المنظر ده صرخت وحضنتها جامد ولسة دمها على حجابى اللى كنت لابساه لحد دلوقتى ، ومش هغسلها لحد ما تارنا يرجع ، هفضل اشم فيه ريحتها العطرة اللى هتفكرنى بابتسامتها طول العمر ، حطيت قلبى تحت رجلى واخدت شوية ادوية تساعدنا فى الاسعافات وجريت على مدخل طيبة مول تانى ، 
حاولت انا وتتنين كمان نجرى من الشوارع الجانبية لحد ما عدينا المدخل بتاع طيبة مول ، لقينا الجيش قفل المكان بالدبابات بالقرب من ميدان الساعة ، بقت مدرعات الشرطة كدا فى ضهرنا والجيش فى وشنا مباشرة وواخدين وضع الاستعداد من على الدبابات وجوا المدرعات وفى سلك شائك وورا السلك كان وصل عدد كبيير جدا من المتظاهرين بيحاولوا يدخلوا الميدان ولما الاعداد بدأت تزيد أوى بدأ الجيش يرمى قنابل تانى وفتح الرشاشات بجنون ، أقسم بالله ما شفت حتى فى افلام زيه ، رصاص زى المطر وفى كل اتجاه وبدأت الناس تقع على الارض زى الفراخ جرينا فى اما كن متفرقة ودخلت انا ومجموعة فى شارع جانبى ، والجنود ورانا ، وادوت الطبية لسه فى ايدى مش عارفة اسيبها عشان نلحق اللى نقدر عليه ، 
فجأة قابلنا ولد اسمه محمود فى تانية ثانوى من اللى بيتقال عله انه ولد بمليون راجل قالنا كل البنات بسرعة يدخلوا على العمارة دى على الشقة بتاعتنا ، دخلت انا ومجموعة هناك وطلعت على البلكونة اصور وبقا ضرب النار واصل لحد الشقة اللى احنا فيها لدرجة ان الرصاص اخترق الشباك وكسر مراية حجرة من الحجرات اللى فى الشقة ، اتوضينا وصلينا ولما حسينا ان الضرب خف نزلت تانى وطلعنا على الشارع الرئيسى "شارع النزهة " وبدأنا نعمل مستشفى ميدانى تانية صغيرة نحاول نلحق فيها الناس ، فى الوقت ده كنت ماسكة ادوات الطبية بايد والموبايل بايد بكلم الجزيرة وفجأة الضرب اشتغل تانى ، فكنت بجرى ببطء فأخدت خرطوش فى رجلى ، وصلت لبوابة العمارة اللى عملناها مستشفى بالعافية وشلت الخرطوش وربطت الجرح هناك ، وبدأ الشباب يلحقوا اللى يقدروا عليه من المصابين ، طلعت أصور بقية الضرب ، 

اللى كان بيحصل وقتها كان أبشع ما رأته عينى على لاطلاق ، الجنود بيضربوا بجنون ، بيولعوا فى الشجر اللى على الجانبين فى طريق النزهه ،حرقوا أوتوبيسين واقفين ، كان فى اتنيين من الشباب معديين بعربية عادى مش تبع الاعتصام اصلا اتصابوا واجد منهم مات والتانى لحقوه فى المستشفى ، القناصة فوق العمارات بيصوبوا على اى حد ماسك كاميرا ، وقتها واحد من الشباب اخد منى لكاميرا بتاعتى وقالى هتتقتلى وبحاول اوصله دلوقتى عشان الفيديوهات اللى عليها ، فى ست جنود لما كانوا بيضربوا ويقع شهداء كنت بشوفهم وهم بيثلثوا على صدورهم ويرسموا الصليب ، بدأوا يجروا ورانا وهم بيضربوا بجنون فى شارع النزهه واحنا بنجرى لحد رجلى بقت مش شايلانى ، كل العمارات مقفوله ، مفيش اى شىء يمكن نحتمى بيه من الرصاص لحد ما لقينا باب عمارة واحد مفتوح دخلنافيه انا وخمس بنات والباب مش بيتقفل والجنود قدام باب العمارة مباشرة وبيضربوا على كل اللى فى الشارع ، طبعا مفيش اى جد فتح من اللى فى العمارة ، الكل خايف ، طلعنا فى الدور الأول لحد ما نشوف هنعمل ايه ، موبايلى كان فصل طبعا ، بنت من البنات اهلها اتصلوا عليها فاتكلمت وصوتها كان عالى فى الوقت اللى بعض الجند كان فى باب العمارة وسمعنا صوته ع السلم طلعنا جررى على ادوار العليا ، لحق ثلاتة اعتقلهم وطلعنا انا وبنت على السطح لقينا لوح خشب استخبينا وراه ، كنت بدعى ربنا وقتها بحق كل اعمال الصالحة اللى عملها ابويا وأمى انها تبقى شهادة مش اعتقال ، وبفضل الله وحده ماشوفناش ونزلوا وفضل الضرب قدام العمارة 6 ساعات متواصل والشباب بيقع ، لحد ما صوت الضرب اختفى ومبقناش سامعين حاجة نزلنا ، جرينا لقدام خالص قابلت اتنيين من البت اللى شوفتهم فى اول اليوم فجرينا لحد ما عديت كوبرى النزهه ، مفيش اى تاكسى راضى يقف ، منظر الحجاب بتاعى والدم اللى عليه كان ملفت جدا ، لحد ما ركبت اوتوبيس وصلت بيه لبيت واحدة من اصدقائى ،، 

اللى بينا وبينهم بقا اكبر من الشرعية والديمقراطية ، اللى بينى وبينهم بقا دم اخواتى اللى ماتوا قدام عينى ، انا فى الطريق عشان نصلى على حبيبة من مسجد الأرقم وبعدها ان شاء الله نزف أسماء البلتاجى ، هصلى عليها وهدفنها عشان اكرام الميت لكن صوت حبيبة ودمها ودم أسماء قايد فى جسمى كله نار مش بتهدى ، والنار مش هيطفيها غير اننا نرجع حق مصر اللى استشهدت حبيبة وأسماء عشانه ‫#‏مكملين‬

1 comment:

  1. حسبى الله ونعم الوكيل
    بأذن الله ربنا هيمكنننا من القصاص منهم

    ReplyDelete