Sunday, August 25, 2013

شهادة عيان - 32 -


آلاء عبد الرحيم




بدأت الأحداث قبلها بيوم وأنا واقفة عند المنصة التانية "منصة الالتراس "وبهتف معاهم الهتافات الحماسية واغاني الالتراس والثورة قبل الفجر تقريبا بربع ساعة .. ولما خلصنا ال ماسك المكرفون ع المنصة قال "ي جماعة عايزين نعمل مسيرة جوه الميدان عشان نصحي كل الناس مش عايزين حد نايم انهاردة كله يقوم يصلي ويدعي ويذكر الله .. لان في اخبار عن هجوم ع الميدان انهاردة بنسبة 90%صح .. سمعت الخبر عادي لان كل يوم في كلام من ده وتهديدات للمسئولين وبعدين ميحصلش حاجة .. يمكن التهديدات دي عشان يخوفوا الناس .. بس كل يوم والله الناس كانت بتزيد مش بتقل .. المهم مشينا ف المسيرة بنفوق الناس بالهتافات وروحنا عند المنصة الاولي وكملوا .. و مقدرتش أكمل من التعب وكان بقالي كتير منمتش .. رجعت خيمتنا ال كآنت في شارع "طيبة مول " مع اصحابي .. واول ما حطيت رآسي ع الحصير ال ف الخيمة نمت .. النوم ال اخد مني اسبوع تقريبا من اول رمضان عشان اتعود عليه ع الارض .. كانت والدتي رجعت قبلها بيومين هي واختي بولادها الصغيرين .. واختي التانية ببنتها "حلآ" سافرت بردو قبلها بيوم (أكتر حاجة حصلت حمدت عليها ربنا في خلال المجزرة وبعد ماشفت الاطفال وهكذا ) .. وقعدت انا بعد الحاح علي امي وأحمد اخويا معايا "هو اصلا مقيم هناك وف الوقت ال كان عايز يسافر مع زوج اختي واختي يستريح فيه ويرجع بعدها بيومين .. انا قعدت وقعدته معايا ! ..

المهم .. صحيت من النوم مفزوعة علي اول صوت طلق اضرب علي ناحيتنا علي شارع طيبة مول "اول مرة يبقي في هجوم من الناحية دي دايما بيبقي من عند شارع النصب التذكاري او شارع الطيران من الاتجاهين " .. صوت الطلق كان متصل وعالي جدا واصوات مختلفة يعني باسلحة مختلفة .. وكان بيبقي ف وسط الاصوات دي .. طلقة بتضرب تقريبا كل دقيقة كده صوتها واضح ومميز واعلي من الباقي .. عرفت بعد كده ان الصوت ده صوت رصاصة القناصة .. كنت منهارة جدا جدا وبعيط بشكل هستيري بس مكتوم وده لاني عارفه ان اخويا من الناس ال المفروض ف امن الميدان ال بيقفوا ف اول صف من الناحية دي "لابسين الخوذ وعصاية خشب ف ايديهم مش عارفه هيعملوا بيها ايه صراحة يمكن كانوا متوقعين الرصاص ال بيضرب عليهم ف صدورهم ورأسهم وكل مكان ف الجسد .. ممكن يردوه بالعصاية دي زي كرة البيبسبول كده !!!!! .. 

صليت وخرجت بره الخيمة وانا منهارة وهربت من محاولات صحابي انهم ياخدوني معاهم عند المنصة زي ما التعليمات بتقول " لو في ضرب النساء يروحوا كلهم عند المنصة في نص الميدان "كنت معارضة الرأي ده ان النساء دورهم بس انهم يصلوا ويدعوا وميعطلوش الرجال علي حسب ما البعض بيظن .. كنا عرضنا رأينا قبل كده علي د.صلاح سلطان و ان لازم يدونا دور نعمله وتقبل رأينا وقال هيناقشه مع المسئولين ف الميدان ... عموما دور النساء هاعرضه ف ال حصل بعد كده ف اليوم المشئوم ده وهيبقي رد علي الرأي ال فوق ده ان شاء الله ..


خرجت من الخيمة وانا ف حالة هستيرية وانا سامعة صوت الضرب بشكل فظيع وبسأل الناس في ايه قالولي الضرب بدأ من الاربع مداخل بكل انواع الرصاص الممكن .. ده حاجة انا كنت عارفاها اصلا من الصوت .. روحت وقفت عند تقاطع شارع طيبة مول و الشارع ال فيه "مطبخ رابعة " ال تقريبا متفرع من امتداد شارع الطيران .. انا مش عارفه الاسماء بالظبط .. بس الضرب كان ف اول شارع طيبة مول مكنش وصل لسه للمكان ال انا موجودة فيه .. سبب وقوفي ف المكان ده لان المصابين والشهداء من شارع طيبة مول والشارع ال جنب المنصة "امتداد شارع الطيران" ال بيتنقلوا علي متوسكلات او عربيات كانوا بيمروا علي المكان ده عشان يوصلوا للمستشفي الميداني فكنت بقدر اشوفهم وادور علي وجه اخويا فيهم لاني كنت مرعوبة عليه .. كنت قاعدة بعيط و بدعي وانا بشوف الناس ال مضروب ف دماغه و صدره و و و .. تاني مرة اشوف المناظر دي بعد مجزرة النصب التذكاري ال كنت واقفة فيها قدام المستشفي الميداني .. بس الفرق ان المرة دي الميدان مش هادي لا ده ف قلب الحدث ... الناس ال حواليا بتكبر وبتثبتني وبتذكر الله .. كان في ناس بتمر توزع كمامات وناس بتوسع الطريق عشان ال بينقلوا المصابين يعدوا .. قليل ال كانوا منهارين وبيعيطوا "انا كنت منهم بس بصوت واطي وانين كده وبنهج " وكتير منهم يأما عاشوا الوضع قبل كده ف مجازر تانية وبيذكروا الله وثابتين .. ياما ناس مصدومين لسه مش متخيلين ايه ال بيحصل ومش مستوعبين فبالتالي ملهمش رد فعل غير انهم بيتفرجوا .. 

بدأ الضرب يقرب لجوه الشارع وبدأنا نشم ريحة الغاز .. دخلت جوه الشارع شوية مع الناس "الاغلبية العظمي رجال "عشان الريحة ال بدأت عنيا تحرقني منها وانفي وبدأوا يدخلونا جوه الخيام ويرشوا علي الانف خل و بيبسي علي الوش وهكذا .. ال معاه حاجة كان بيرش وخلاص وهو مش عارف بتترش فين اصلا .. وبعدين بدانا نشوف دخان علي اول الشارع .. كانوا كل مدي بيدخلوا الشارع وبيحرقوا الخيام .. كانت كل ملابسي ف شنطتي جوه الخيمة ال علي اول الشارع ال انا سبتها .. اتحرقت بال فيها طبعا .. وكان معايا شنطة ايدي ال فيها الحاجات المهمة ماشية بيها .. واحنا واقفين ف الحالة دي وناس بتجري وكل واحد مشغول ف حاجة .. لاقينا طيارة هيلوكوبتر بتاعة شرطة .. هي عدت كتير من فوقينا بس المرة دي .. رمت قنبلة غاز ومن حظي ال ..... نزلت جنبي .. وكمان مش من ناحية الضرب .. لا .. من ناحية المنصة .. يعني انا والناس ال كانوا جنبي بقينا محاصرين .. لو جرينا عشان نبعد هنا ضرب ولو جرينا ناحية المنصة لجوه غاز .. وانا صراحة متحطتش ف الوضع المحير ده لان اصلا بمجرد مانزلت جنبي وطلعت الغاز ال فيها .. وانا اخدت نفس من الخضة تقريبا اخدت كل الغاز ال فيها ف النفس ده .. وعنيكوا ما تشوف الا النور بقي .. جالي حالة اختناق فظيعة وقعدت اكح وارجع ومش عارفه افتح عيني من كتر الوجع نهائي ومش عارفه اتنفس .. وبجري ف كل مكان وحاسة بالناس بتدخلني او بتزقني لمكان وناس بترش حاجات عليا ومن كتر ما الحاجات مش مأثرة فيا واحد رش علي عيني خل وكمان شربهولي ال ايه عشان اتنفس (الله يسامحه بقي ! ) زود الطين بلة !
.. وانا كل ده بجري وكذا مرة كنت هقع وبخبط ف كل الناس .. كنت حاسة اني بموت خلاص .. بس المكان ال دخلت فيه ده كان الريحة مش كتيرة فيه .. فبدأت بالتدريج أفتح عيني بس الكحة والترجيع مستمر .. دخولني قاعة كده ف المكان ده .. فتحت عيني .. لاقيت مصابين كتيييييييييير جدا وشهداء مناظرهم بشعة بشعة علي الارض وف كل مكان .. بقيت بعدي من فوق الجثث والمصابين والدكاترة بيشتغلوا معاهم .. أتاريني دخلت المستشفي الميداني من غير ما اعرف بس من مش من البوابة ال مكتوبة عليها الاسم .. البوابة ال جنبها ع الشمال ال بتدخل علي قاعة المركز الاعلامي بس من ورا "طبعا كل ده اتحرق خلاص علي حسب ما سمعت " .. وهناك قابلت فيها صديقتي Shaimaa Alhadidy كانت بتساعدهم هناك .. حطتلي حاجة كده بيستنشقوا بيها دوا بتتحط ع الفم او مش عارفه مين ال حطتها جنبها .. بخاخة للتنفس ومن اول ما حطتها عرفت اتنفس واتحسنت بشكل كبير الحمدلله والشكر بعد كده ليها ولكل النساء ال كانوا معاها جوه .. 

هنآك هديت الحمدلله .. تقريبا كل ده حصل كانت الساعة لسه 6 او 6 ونص


بعد مآ هديت شوية جوه القاعة دي وبقيت كويسة .. بدأت أتأمل مظآهر الشهداء والمصابين بس المرة دي مكنتش بعيط .. كانت الدموع نشفت من عيني خلاص .. وكانت ريحة الغاز بدات تدخل القاعة وعنيا توجعني تاني .. بس مش زي المرة الاولي لما اتنفست الغاز بكثافة عالية جدا بره .. الي حد ما بدات اتعود علي الريحة .. كان حاجتين ف فكري ساعتها .. اخويا والاقيه فين وياتري هو بقي شهيد ولا مصاب ولا لسه مع ال بره .. والحاجة التانية من كتر ما شفت الشهداء والمصابين .. قررت اني ابقي مع الناس ال بره واموت شهيدة ... وتبعا للقرار ده .. فتحت شنطتي وحطيت فيها الموبايل عشان ميعطلنيش وسبتها ع الترابيزة جوه القاعة .. وروحت عند الباب عشان اخرج .. بس فكرت "ايه ده .. طب انا لو مت هيعرفوني ازاي  "

رحت رجعت للشنطة تاني وأخدت منها المصحف الصغير بتاعي وحطيت جواه البطاقة .. وخرجت بره القاعة مشيت حبة ناحية بوابة المبني .. والناس بتجري ف كل مكان وبينقلوا مصابين ل جوه المبني وال بيقولي وسعي بسررعة و ناس بتقولي ادخلي جوه .. المهم وصلت لقرب البوابة .. شميت ريحة الغاز وعنيا معرفتش افتحها وحرقتني وحسيت ان هيجيلي حاجة الاختناق تاني رحت رجعت لعند القاعة .. بس قعدت علي السلم بتاعها .. وقعدت أفكر" ايه الهبل ال انتي بتعمليه ده .. المفروض تاخدي بالاسباب .. مينفعش تخرجي وتبقي نيتك انك تستشهدي وبس ! " .. وافتكرت راجل كان بيكلم صحبه ف الميدان قبلها بيوم وانا معدية جنبهم .. سمعته بيقوله " أنت مش هتدخل التاريخ لما تبقي شهيد .. انت هتدخل التاريخ بالنصر " 
هي ممكن ناس تفهمها غلط هي محتاجة شرح وانه مش بيقلل من قيمة الشهادة .. بس انا فهمت هو كان قصده ايه ساعتها .. الاخذ بالاسباب واعمل اقصي ماعندي ولو ربنا قدر لي الموت .. هبقي شهيدة ..

غيرت تاني حاجة كانت شاغلة فكري .. من اني اروح واستني دوري ف الشهادة ومعملش حاجة .. لــ أنآ ايــه دوري حاليا واقدر اساعدهم بايه .. رحت دخلت القاعة لتالت مرة ورحت عند شنطتي وحطيت المصحف بالبطاقة ف الشنطة .. وجبت ازازة بيبسي و ازازة خل و كمامة و اخدت بخاخة الفم ال كانت شيماء استخدمتها معايا عشان اعرف اتنفس .. وخرجت من القاعة و روحت وقفت عند البوابة .. بس المرة دي لبست الكمامة .. وبقيت بحط لل داخل بيبسي علي وشه وخل سواء كان بينقل مصاب ولا تعب فدخل يستريح .. كنت بحط لنفسي ولل قدامي لان انا بردو كانت عيني بتوجعني .. قعدت تقريبا ربع ساعة مش عارفه انهو بيترش فين وليه وازاي .. سألت دكتور كان مشغول مع مصاب .. قالي ان هم مكانوش عارفين لسه القنابل بتاعة الغاز حمضية ولا قلوية بس الوقتي عرفوا .. وكلام كتير كده .. المهم طلع ف الاخر ان الخل بيزود الحرقان جدا علي الوجه ,, وان اللي مفروض نستخدمه البيبسي علي الوش و الميكروجل .. والخل يتشم بس وساعتها عرفت انا لما كنت مخنوقة والناس ترش عليا كان الحرقان بيزيد ليه وانا فالحة بردو عملت زيهم ورشيت بردو وش المصابين .. غيرت ازازة الخل وجبت ميكروجل وبدأت اكمل وانا واقفة عند البوابة من فترة 6ونص تقريبا لحد الساعة 12 .. وفيهآ حصل مواقف كتيرة اتحفرت ف دماغي هحكيها بس مش بالترتيب علي حسب ما انا فاكرة 
..



وانا واقفة عند البوابة كانوا تقريبا بيدخلوا بمعدل 3 مصابين وشهيد كل دقيقة .. مع العلم ان المستشفي الميداني مش الجهة الوحيدة ال بتستقبل المصابين والشهداء .. في مسجد رابعة و المركز الطبي ال ورانا .. وكان معظم الشهداء بطلق في الرأس أو ف القلب .. وكتير من الشهداء عاملين علامة التوحيد او علامة النصر .. حتي المصابين وهم داخلين كانوا بيقولوا الله اكبر .. الله اكبر .. النصر قادم .. هم ال كانوا بيثبتونا وهم فيهم ال فيهم ..كنت بشوف الشهداء ومناظرهم وكنت بقول لا اله الا الله .. او حسبي الله ونعم الوكيل .. ومفيش دموع بترضي تنزل ! .. حتي من كتر المناظر ساعتها حسيت اني لو شفت احد اخويا مكان واحد فيهم .. هدعيله وهخرج تاني مع الناس ... من كتر الضرب وكثافته .. الناس ال جوه المستشفي بدأت تكسر الارضية ف الدور الارضي عشان تجبلهم طوب .. كان في اوقات الضرب بيقرب اوي عند البوابة .. يروح الناس تدخل عندنا .. بعدها نلاقي واحد بينادي من بره .. بيقول الله اكبر الله اكبر .. رجعوا ي اخوانا .. تعاااالوا اخرجوا ي رجااااااااالة .. النصر قرب.. وانا كنت صدي الصوت ده بس جوه المبني .. بقولهم الكلام ال بسمعه بره عشان يخرجوا تاني .
كذا واحد كنت برشلهم علي وشهم ميكروجل او بيبسي ويخرج .. الاقيه داخل بعد دقايق ي أما شهيد أو مصاب ..

في مواقف منسهاش من اول اليوم منها :

1-كان في شاب قاعد علي كرسي مش بيعمل حاجة .. كان بيبص علي المصالبين والشهداء ال داخلين .. وملامحه مفيهاش اي تغير .. تقريبا مكان مصدوم اوي من ال بيحصل ز. كنت بعدي عليه وانا رايحة وجاية واقول هو ليه قاعد مكانه مش بيعمل حاجة .. ما يقوم ي يخرج ي يساعد ال جوه .. كانت عينه خضرا وشعره اشقر وتقريبا حد مشهور لاني فاكرة اني شفته ف التلفزيون قبل كده .. الشاب ده قام من علي الكرسي كانوا تقريبا عايزين يعدوا مصاب فقام .. وجه صحبه يسنده .. ببص علي رجله لاقيته مصاب ومش قادر يمشي .. استحقرت نفسي اوي اني فكرت فيه كده وهو عمل ال انا مقدرتش اعمله .. وعرفت هو كان مصدوم ليه وهو بيشوف صحابه داخلين قدامه ومستسلم .. رغم انه متكلمش بس صورة ملامحه الصدمة والحزن علقت معايا

2-دخلت ست المبني وكانت شايلة ابنها رضيع ... كان نايم او يمكن ..... !  ,, انا وانا واقفة اصلا كانت عيني حرقاني جدا وعندي صعوبة تنفس .. ولاقيتها داخلة وداخلة وهي مبرقة ومبتكلمش خالص وبردو مش بتعيط .. ودخلت القاعة ال كنت فيها بمنتهي الهدوء !!

3- كان اغلب الناس ياما ال حاطط راسه بين ايده وقاعد بيفتكر ال حصله وحصل لصحابه ويدعي .. ياما ال بيصلي أو بيقرأ قرأن .. وناس كتير كانت ماسكة اقلام وبتكتب اسمائها ومعلومات عنها علي جسمها ايدها او بطنها .. لان بمجرد ما هيخرجوا من البوابة مصيرهم مجهول ولو هنعملها نسب .. يبقي بنسبة 70 % مش هيرجع .. 

4- واحد قبل ما يخرج من البوابة قرب مني .. واداني 5 جنية وقالي لو سمحتي اتصدقي بدي بالنيابة عني لو حصلي حاجة .. رغم اني مكنتش بعيط وبشوف مناظر بشعة زز بس الموقف ده بعد اما الراجل ده مشي وكان تقريبا كده يجيلوا 30 سنة ... عنيا دمعت جامد

5- لفت انتباهي المذيع الاستاذ نور الدين اما جه عند البوابة وهو لابس الخوذة وشكله مرهق وزعق ف ال جوه قالهم جري ايه يارجالة اخرجوا ده النساء بره ..كان بقول جمل حماسية عشان الناس تخرج .. كنت اول مرة اشوفوا علي الحقيقة .. بس لفت انتباهي حاجتين انه طلع واحد عادي اهو وواقف وسط الناس وبيداغفع معاهم عن الميدان ومش عامل فرق .. تاني حاجة .. اني كنت فاكرة ان انا الوحيدة البنت ال واقفة وكمان علي البوابة وساعات كنت بخرج متر ولا مترين عشان اوديلهم حاجة محتاجينها وارجع مكاني تاني .. بس بعد كده عرفت انهو نساء كان بيتكلم عليهم 


بعد اما كنت واقفة عند البوابة .. جت فترة الضرب خف شوية .. رحت خرجت بره وببص لاقيت بنت تقريبا قدي او اكبر مني شوية ماسكة تقريبا نفس ال كنت مسكاه "ازازة بيبسي بترش بيها علي الناس وميكروجل ولابسة ماسك تنفس وبتساعد الرجالة ال بره .. استغربت جدا انها بنت وواقفة متحملة كل ده بره ومفيش ولا مرة شفتها دخلت المبني انها تستريح او حاجة .. وساعات بتمسك طوب وبترمي معاهم .. قعدت ابص عليها من بعيد كده وبعدين قربت منها ووغيرت مكاني وبقيت واقفة جنبها وساعات برجع للبوابة وهكذا .. كنت بسأل كل الناس وهم داخلين .. حد من بورسعيد ؟ حد يعرف احمد عبدالرحيم من بورسعيد ؟ يقولولي لا .. سألت البنت تعرفي حد من بورسعيد انا اخويا كان واقف عند اول شارع طيبة مول ومعرفش عنو حاجة .. ردت رد خلتني اتكسف من نفسي .. قالتلي متفكريش ف حاجة الوقتي واعملي ال عليكي ف المكان ده وبس انا والدي خرج الصبح ومعرفش عنه حاجة وقبل ما يخرج قولتله توكل علي الله وربنا يردك ليا شهيد ! 
اتصدمت من الرد ده .. حسيت اني جنبها ولا اي حاجة .. والاكتر ال صدمني !! الشهداء وهم داخلين قدامنا .. انا كنت بقول ف الاول لا حول ولا قوة الا بالله وبتأثر وكده علي حسب نوع الاصابة .. واتفآجأت بيها بتقول .. مبروك عليك ي أخويا .. ي بختك ياخويا .. ومن ساعتها وانا بقيت بقول زيها وبقلدها يمكن ابقي زيها وعندي الثبات الرهيب ال عندها ده ما شاء الله .. لما الضرب اشتغل جامد تاني .. بقينا بنوطي وكده ونستخبي ورا اي عازل .. قولتلها لو حصلي حاجة .. انا الاء عبدالرحيم من بورسعيد .. راحت قالتلي اسمها بصوت واطي بس انا مسمعتوش ومكنش في فرصة اني اسألها تاني .. بس سمعت اسم والدها تقريبا كان احمد وهبة .. هي من دمياط .. ياريت اقدر اقابلها تاني لو هي مازالت عايشة 

ومن المواقف ال حصلت بردو تبين مدي عنف كلاب الداخلية والعسكر .. عربية اسعاف جت وقفت قدام البوابة بمسافة صغيرة كده .. وقعدت تطلع قدام وترجع ورا كده والصوت شغال ...انا قولت يمكن عشان الطوب والحجات ال كانت ف الارض .. الناس ال جواها جابوا المصاب ودخلوه المستشفي .. ورجعوا جرري :"( عشان يجيبوا السواق ال اخد رصاصة قناصة ف مخة وهو بيركن .. كان شاب صغير ولسه شكله ف دماغي وهو مصدوم .. واضرب وملامحه وقفت ع الحالة دي .. كل ده لانه بيقوم بعمله .

ومواقف كتييييير حصلت وانا واقفة ف المكان ده زز بس ده ال قدرت افتكره
جت الساعة 10 او 11 .. المهم قبل الظهر .. الوقت هناك كان بيعدي صاروخ وف نفس الوقت كل دقيقة بتحصل فيها حاجات مينفعش ومقدرش انساها ولو حاولت .. دخلت المبني القاعة ال سبت فيها شنطتي عشان اجيب حاجة منها .. وطبعا حالتها زي ماهي واسؤأ الشهداء والمصابين بيتنقلوا فيها ودم ف كل مكان ولخبطة .. المهم وانا ماشية وببص علي المصابين .. لاقيت اخويا احمد نايم علي الارض وساند علي صاحبه المصاب بردو .. في اللحظة دي .. مقدرش اوصف الاحساس ال انا حسيت بيه .. حسيت اني كنت ميتة وصحيت تاني .. جريت عليه وهو كان صاحي بس تعبانة ونايم ع الارض ومغمض عنيه .. قولتله احمد وسيل دموع نزل بقي .. حضنته وهو كمان حضني وبسني وقالي انتي كويسة قولتله اه انت مالك .. حصل فيك ايه .. وببص علي رجله عند ركبته لاقيتها مربوطة.. قالي طلق ناري الحمدلله .. قولتله طب والدكاترة طلعوا الرصاصة قالي هي دخلت وخرجت .. اطمنت عليه وحسيت انه كويس مقارنتا بالناس ال شوفتها والاصابات التانية ,, وجريت علي الموبايل عشان اكلم ماما واخدته بره القاعة كلمتها .. لاقتها منهارة هي وكل ال ف البيت .. اتاريهم كانوا عرفوا قبلي انه اتصاب ومكانوش يعرفوا حاجة عني انا وكانوا قلقانين عليا .. طمنتهم 
وحسيت اني عايزه اتطمن علي صحابي ال من بورسعيد واهلها هناك .. وكنت دايما بسال ال حواليا المنصة ال قدامها حصلهم حاجة وهكذا .. خرجت من المستشفي الميداني عشان اوصل للمنصة واطمن علي النساء ال هناك 

خرجت من المستشفي الميداني بصعوبة شوية بسبب الضرب عشان اروح للمنصة ..وانا مشية شفت المكان ال كنا بنصلي فيه وبنفطر فيه ف رمضان .. وقضينا فيه العيد .. محروق .. معدش في خيم ولا في مسيرات ماشية بتهتف فيه .. افتكرت غزة بعد القصف .. والله كان اقرب منظر لرابعة ف الوقت ده .. غزة من فوق ومعظم مبانيها متهدمة والدخان ف كل مكان وطوب وحطام ... كنت مصدومة وانا ماشية .. ده المكان ال قعدت فيه شهر تقريبا والعيد وكانوا افضل ايام حياتي ومكنتش عايزه ارجع :" .. بقي كده !
وصلت عند المنصة .. لاقيت هناك صحابي كانوا قاعدين ع الارض .. حسيت نفس احساسي اما شفت احمد .. لاقيتهم كويسين وسألت عل مكنش موجود .. حكولي علي بعض ال شفوه والضرب والقنص لبعض الناس قدامهم .. 
سألوني علي اخويا وجاوبتهم اني لاقيته وانه مصاب وهكذا .. فسارة صحبتي سألتني علي زوجها طارق .. وده لان هو كان دايما مع احمد وبيقف معاه .. فقولتلها معرفش لان ساعة اما شفت احمد مكنتش مركزة ف اي حاجة تانية .. المهم اصرت انها تيجي معايا تشوف زوجها علي اساس انه ممكن يكون جنب احمد ..
رحنا المستشفي الميداني اللي لاقيت اخويا فيها .. بس المرة دي ملاقتهوش ! .. قعدت أسال عليه قالولي اتنقل مع الناس لقسم الطلق الناري في مسجد رابعة .. روحت انا وسارة ملقيناش حاجة .. المهم قولتلها ارجعي انتي ي سارة عند المنصة .. عشان اروح اقف انا ف المستشفي الميداني ف مكاني .. وهدور عليه ولو لاقيته هقولك ..

المهم رجعت عند المستشفي الميداني لان كان الضرب بقي جامد وبدأ يقرب وحسيت ان الاولي اني اروح اقف ف مكاني حاليا .. رحت ف المكان ال انا واقفة فيه قدام البوابة بشوية .. وماشاء الله لاقيت نساء كتير بره بيملوا مية للناس وفي منهم بيرموا طوب و لاقيت ازايز كتير بيبسي وميكروجل معاهم .. ساعتها حسيت ان انا دوري مبقاش مهم اوي .. وان ماشاء الله في كتير بقوا بيساعدوا الرجالة هناك ..

سبتهم ورحت ادور علي اخويا ف كل مكان وف ادوار المستشفي الميداني وف مسجد رابعة تاني .. وساعتها لاقيت ناس كتير حواليا بيقولوا بنت البلتاجي استشهدت .. وكانت جثتها جوه المسجد تقريبا بس من الزحمة معرفتش ادخل واتآكد .. كان د.البلتاجي كان واقف بره .. انا كنت شوفته كتير قبل كده خلال قعادي ف رابعة .. كانت الناس بتجري عليه وتخليه يوقعلها وهو كان دايما مبتسم ساعتها .. اليوم ده كان مفيش ناس حواليه كتير الا مصور الجزيرة وطاقم العمل .. كانوا عايزين يصوروا معاه .. كان ملامحه اول مرة اشوفها كده .. مستسلم وحزين اووي بس مش بيعيط .. حسيته زي الناس الميتين كده بس بيمشي  .. ربنا يكون ف عونه 

مشيت وراهم.. دخلوا القاعة ال كنت سايبة شنطتي فيها .. والمصور قاله واحد اتنين اتفضل .. وبدأ التصور .. وانا كنت واقفة ورا وشيفاه وهو بيتكلم .. اكيد الفيديو نزل ساعتها .. كان المذيع او تقريبا واحد من طاقم العمل معاهم .. كان واقف جنبي وبيعيط جامد اوي وبصوت .. وكان بيحاول يوطيه عشان ميطلعش ف الفيديو ..

بعد ما خلص.. مشيت انا عشان اكمل تدوير علي اخويا .. دخلت المركز الطبي .. مركز صغير كده ورا المستشفي الميداني .. دورت ف الدور الالرضي .. لاقيت اخويا الحمدلله كان بردو نايم علي الارض بس كان ساعتها شكله تعبان اكتر من الاول ساعة اما شوفته من ساعتين او 3 قبلها .. كلمته وكلمني بصعوبة شوية وقعدت معاه .. وبعدين كان حواليه صحاوبه وهكذا .. سألتهم .. حد شاف طارق .. قالولي اه طارق فلان الفلاني موجود اهو .. وكان مصاب بردو بخرطوش ف البطن .رجعت للمنصة وقولت لسارة اني لاقيت زوجها .. جت معايا هي وفاطمة اختها .. وسبنا سارة وفاطمة جت معايا .. ودخلت هي المسجد وانا دخلت المستشفي الميداني ..

ساعتها تقريبا كان الظهر اذن والعصر .. حسيت ساعتها اني فصلت .. لاني كان بقالي يومين منمتش وفجر اليوم ده كنت نمت ساعة وصحيت مفزوعة من الضرب .. صليت الظهر والعصر قصر جمع تأخير ف مخزن الادوية .. وكنت بنام علي نفسي ومش قادرة ارفع رجلي من كتر الحركة .. وكان في ست قدامي نايمة علي الارض وقاعدة تعيط وتقول .. بيقتلوا الشباب ال زي الفل ليه .. بيقتلوا الشباب ال زي الفل ليه .. كررتها يجي 10 مرات بحرقة وعياط .. خلتني اعيط معاها .

دخلت قاعة كده جنب القاعة ال فيها شنطتي علي امل الاقي فيها مكان فاضي انام فيه 10 او 5 دقايق يفوقوني .. ملقتش .. كانوا حطين عدد من الشهداء جنب بعض ومغطينهم .. وكله بيدور علي قريبه .. حتي في واحد جه من بره وشاور علي واحد من الشهداء .. وقال هو ده وقعد يبكي ويقول هو ده فلان الفلاني .. وكل الناس بدأت تبص معاه وتعيط بردو .. قرب من ال كان بيشاور عليه وبصله كويس وقال "مش هو" .. ساعتها اخدت نفس راحة كده مع ان الوضع كله متأزم اصلا .. الراجل قعد يقول طب هو فين ويبكي وكلام تاني كتير .. ومرة واحدة راح وقع ع الارض والناس شالته .. مغماش عليه بس تقريبا اعصاب رجله سابت من ال شافه ..

خرجت بره القاعة وانا ماشية ف المستشفي .. كان كل الناس زي ال نايم ع الارض وال خلاص هيموت من التعب وال مش قادر يشيل رجليه .. لان اكتر من 9 ساعات ضرب متواصل .. واصلا الناس هناك مش بتنام الا بعد الفجر ال ساعتها حصل فيه الضرب .. رحت مسجد رابعة تاني معرفتش ادخل .. كنت خلاص حبة وهنام وانا واقفة رغم ان الضرب بدأ يقرب خالص .. لاقيت كشك كده .. كان موجود بين المركز الاعلامي ومسجد رابعة .. بس صغير وفي ادوية ولا معرفش كانوا بيعملوا فيه ايه ..

قعدت اتخطي البنات ال قاعدين ف الارض وقعدت جنبهم .. وبالظبط ميلت علي واحدة لمدة 3 دقايق .. ومكنتش نايمة بس غمضت عنيا وسبت تقل جسمي كله ع الارض وقررت اني مفكرش خالص ولا افتكر حاجة من ال حصلت ..

بعد ال3 دقايق دول .. ضرب النار قرب جدا .. ودي كانت بداية فض رابعة بقي ..


بعد ال3 دقايق ال استريحت فيهم ف الكشك الصغير ده .. شميت ريحة غاز بس المرة دي بكثافة عالية .. لان ف العادي اصلا خلاص كل الناس اتعودت علي ريحة الغاز .. بس المرة دي كانت قريبة اوي وكلنا دمعنا جامد .. خرجت من الكشك .. وكان في ضرب نار جامد في الشارع ال ورا المركز الطبي .. واي حد كان بيعدي الشارع ده ويجي نحيتنا عند المركز كان بيتضرب بالنار .. شوفت شابين وطوا .. وراحوا جروا وعدوا بسرعة ودخلوا عندنا .. واحد فيهم كان لابس تيشرت ابيض وفي بقعة دم حمرا عليه عند بطنه كده .. صاحبه كان بيزعق ويقول للناس شيلوه ي جماعة ده مصاب .. وهو يقوله لالا مفيش حاجة .. يمكن كانت طلقة خرطوش لانه جري وعدي الشارع ومأثرتش عليه !! .. ومعرفش هو كان اخدها قبل كده ولا ساعة اما عدي الشارع .. الله اعلم ..

قولت احاول اخرج بره السور ال فيه مسجد رابعة والمستشفي الميداني واروح المنصة .. وانا ماشية كانت الدنيا ازدحمت جدا جدا فوق الوصف .. وكان الشهداء والمصابين مش عارفين يدخلوهم .. ولا المستشفي ولا المركز الطبي من كتر الناس .. شوفت وانا معدية واحد اخد طلقة ف خده ومفتوح وحاطط ايده علي خده ومش عارف يقفل بقه .. وطبعا كل هدومه متغرقة دم .. وصاحبه ساندة .. وهم معدين جنبي .. بصلي وانا بصلتله ..وتخيلت انه مش شايف نفسه الوقتي وبشاعة ال حصله .. حاولت ميكونش فيه اي رد فعل علي وشي عشان هو ميتأثرش .. كفاية الوجع ال هو حاسس بيه :" 

روحت قرب البوابة بتاعة السور .. ولاقيت كل الناس داخلين وقابلت فاطمة اخت سارة ال كنت سبتها ف المسجد .. كانت راجعة من عند المنصة .. قالتلي انتي رايحة فين خلاص حاصروا المنصة ودخلوها والدبابات بقت قدام البوابة .. وانا كنت ملاحظة ده من الزحمة الشديدة جدا جدا ال جوه المنطقة بتاعة المسجد والمستشفي والمركز الطبي .. قولتلها طب انتي رايحة فين الوقتي .. قالتلي انا لو هموت يبقي اموت مع اختي وزوجها ف المركز الطبي .. انا طبعا كل ده مش متخيلة انهم بالفعل خلاص اقتحموا رابعة وحاصرونا!!
قولتلها طب انا هاجي معاكي .. لان اخويا كان جوه بردو معاهم .. مشينا بصعوبة بين الناس لحد ما وصلنا للخيم ال قدام السلم بتاع المركز الطبي .. هو سلم مرتفع كده وبيطلع ليه من الناحيتين .. وهو مش جوه المبني ده بره .. عموما ال شافه اكيد عارف انا بحكي عن ايه .. لاقينا مصابين كتير مش عارفين يطلعوا السلم وقاعدين تحته .. وببص لاقيت الشاب ال انا شوفته مضروب ف خده .. قاعد تحت بردو هو وصاحبه .

عرفنا ليه محدش بيطلع ع السلم .. لما شفنا اتنين طلعوا قدامنا وقدامنا بردو اضربوا علي السلم .. ووقعوا وواحد منهم كان بيحرك ايده وهو متمدد علي الارض .. بيعافر عشان يعيش .. الكلاب كانوا بيمنعوا المصابين واي حد طالع المركز الطبي انه يدخله .. انا وفاطمة اتشاهدنا وقولنا هنطلع يعني هنطلع لان اخواتنا جوه .. وبالفعل استنينا اما الضرب هدي شوية وبقي ف مكان تاني بس ع المركز بردو .. ومسكنا ايد بعض .. وطلعنا السلم وضهرنا مش محمي وكنا متوقعين طلقة ف اي ثانية .. جرينا بسرعة وطلعنا ودخلنا المركز ومكناش مصدقين ان احنا سلام اصلا .. والضرب مستمر من الابواب الازاز وعلي الشبابيك واحنا موطين وبنجري .. دخلنا الطرقة ال فيها اخوتنا جوه شوية مش مكشوفة ..

ساعتها نسيت كل ال حواليا الضرب والشهداء والمصابين وكل حاجة ف الدنيا .. لاقيت اخويا احمد ع الارض .. ورجله من عند الركبة ال الرصاصة جتلوا فيها تحتها بركة دم .. علي اقل تقدير 2 لتر كده ده غير ال نزفوا الصبح .. ووشه ابيض جدا جدا مفيهوش نطقة حَمار ولا ف شفته ولا ف اي حتة .. حتي اللثي نفس لون السنان .. وراسه ف حجر واحد "عمو خالد" وقاعد يعيط ويقول احمد احمد .. وأحمد مفتح عنيه بس زي ال خلاص بيودع الحياة .. وقاعد يتنفس كأن روحه خلاص بتطلع .. يتنفس نفس وصدره يترفع وينزل وبعدها بفترة يتنفس نفس تاني .. وفاتح بقه كده .. وبكل نفس ينزل دم اكتر من رجله .. حسيت ان قلبي بيتخلع من مكانه واتسمرت ف مكاني .. راحت فاطمة اخدتي ف حضنها وقالتلي احتسبيه شهيد ي الاء وحاولت تخليني مبصلوش .. بعدتها عني وجريت عليه وقعدت ع الارض ومسكت ايده ال كانت زي التلج ومفيهاش اي حياة .. وقعدت اقوله احمد لا خليك معايا .. واناديله وهو ف الحالة دي .. ومش عارفه اعمل ايه وانا بعيط وقاعدة اقول لا اله ال الله .. لا اله الا الله .. والناس ال حواليا تهديني وتثبتي .. وواحد تاني صاحبه وكان معاه "ااسمه عمو احمد " .. يقولي هو كان طالبها وكاتب علي الخيمة الشهيد باذن الله احمد .. وانا يقولولي الكلام ده وانا اعيط مش متخيلة ان ممكن اعيش من غيره .. وحتي اتنين من ال بيجروا ف كل حتة عشان ضرب النار .. جم قعدوا يصوره علي انه شهيد بيحتضر .. والاتنين اعصابهم مقدروش يكملوا الفيديو (ده ال بقولك عليه Amany Tarek ShȜlan ) .. نادينا لدكتور او مش عارفه كان مختص ولا ممرض ولا ايه .. بصله كده علي رجله وقال خلاص .. زعقت فيه وقولتله لا متقووولش كدا هو لسه بيتنفس اهو ..

المهم ف خلال الفترة دي .. كانوا الكلاب اقتحموا المركز خلاص .. وبدأوا يدخلوه والناس ال معانا قعدت تقولنا لازم تخرجوا .. بيخرجوا الناس وهي رافعة ايديها وهم موجهين السلاح ليها .. عمو خالد بصلي وقالي لازم تخرجي انتي وفاطمة .. قولتله لا انا هقعد مع اخويا ولو حصل حاجة هموت معاه .. المهم قولتله نفس الكلام انه لازم يخرج هو وعمو احمد .. قالي لا بردو وأن هم هيقعدوا مع احمد .. ساعتها كان احمد لسه بيتنفس مكنش عندنا وقت نزعل ولا نفكر ف اي حاجة لانهم كانوا اقتحموا المركز وكل الناس او معظمها خرجت وال مش هيخرج هيضرب بالنار .. ده علي اساس ان كل ده هم مكانوش ضربوا نار يعني  ! 

حطيناله محلول تاني غير ال كان محطوطله .. عمو خالد قعد يزعق ف ال حوالينا عايزين نقالة بسرررعة .. محدش رد عليه .. رحنا جبنا كوفرتة وحطوا احمد عليها وشالوها من كل الجوانب وعموة أحمد رفع رجليه المصابة .. وعمو خالد كان مصاب فبخرطوش في وجهه وصدره وايده اليمين فكان شايل بايده الشمال بالعافية .. وبدأنا نمشي ..

شوفنا ناس لابسة اسود وماسكة بنادق كبيرة سودة .. واقفين ف كل مكان بره المبني .. طبعا محدش فينا رفع ايديه اصلا .. وانا خارجة لاقيت راجل من اللي لابسين اسود دول .. موجه الرشاش ولا ال زي البندقية ده ناحية 3 بنات واحدة فيهم لابسة نقاب والباقي خمارات وبيزعقلهم وبيقول .. أنآ رآجل غصب عنك .. كان نفسي ف الوقت ده اقف وارد عليه واقوله .. انت محصلتش حيوان اصلا .. بس كنا شايلين احمد وبنداريه وحتي من الرجالة ال شايلة كان بيقول حسبي الله ونعم الوكيل بصوت عالي .. كنت بقووله اسكت الوقتي لحد اما نعدي احمد .. احنا معانا مصاب والله اعلم لو كان حد ركز معانا وسط الزحمة ال خارجة وشافه كان هيعمل ايه .. نزلنا بسرعة وسط المدرعات والناس ال بيتخانق معاهم وهم بيهددوه وال بيشتمهم .. وبيقولهم ي مجرمين ي قتلة .. نزلنا الالسلم بسرعة من الناحية التانية .. وصلنا لشارع واسع .. وبدأنا نمشي فيه وانا كل ده الدموع مبطلتش .. كنت خايفة ابص علي احمد ف اي ثانية الاقيه خلاص :"( 

واحنا ماشين ف الشارع ده ببص ورايا لاقيت من بعيد دبابات واقفة يجي 3 او اكتر وجنود قدامها ولابسين الخوذ .. قعدت افكر ي.. ي فرحتنا بالجيش بتاعنا .. حسبنا الله ونعم الوكيل .. حسبنا الله ونعم الوكيل .. الناس مش عايزه تخرج وال بيعيط وال واقف مذهول ... مش خوفا منهم .. بس مش مصدق ان دي رابعة ال عملوا فيها كده .. والناس ال يعرفهم فيها اغلبهم بقوا ي شهداء ي مصابين .. الناس ال كان بيصلي جنبهم و و و ....

المهم .. قعدنا ندور علي عربية فاضية .. ونقول ي جماعة معانا مصاب حالته خطيرة هنااا .. بعد عناء .. ربنا رزقنا براجل نزل النساء ال كانوا معاه من العربية و وقالنا اتفضلوا وكمان طلع دكتور .. عمو احمد دخل جوه واحط رأس احمد علي حجره نوعمو خالد ف الجنب التاني ماسك رجل احمد المصابة .. الدكتور قالنا لازم نرفع رجله المصاب عشان الدم ينزل للمخ والاجزاء ال فوق ويقلل النزيف من رجله .. ركبنا انا وفاطمة قدام جنب السواق وبقينا نمسك المحلول ونطلعه من الشباك لفوق .. عشان يبقي عكس الجاذبية او حاجة زي كده "الدكتور ال قال " .. (بالمناسبة فاطمة اما ف الاول رحنا المركز الطبي لاقيت اخويا بس وهي ملاقتش اختها ولا زوج اختها المصاب )
أحمد من ساعة مااحنا شايلينه وهو مبطلش نزف .. وربطناله يجي 5 حاجات قماش سواء طرحة ولا هدوم من ال مع قاطمة ويغرقها ونربط ال بعدها ..

واحنا في العربية كنا كلنا من بورسعيد وطبعا محدش فينا يعرف حاجة ف القاهرة .. وع الدكتور كمان مكنش من القاهرة .. مكناش عارفين نروح فين .. أمجد صاحب احمد من بورسعيد بردو كان معانا من واحنا ف المركز .. كان يجري جنب العربية ويسأل الناس ويجي يقولنا المستشفي الفلانية علطول ويمين ف شمال وهكذا .. نسأل نلاقيها اقفلة ومش بتستقبل .. يسألنا تاني ويقولنا المستشفي الفلانية مكانها كذا كذا ..جزاه الله كل خير 

المهم وصلنا لمسجد الزهراء دخلناه فيه .. كان هناك فيه مستشفي ميداني .. الكاترة هناك غيروله ع الجرح و جابوله محلول جديد غير ال كان هيخلص .. والنزف شغال بردو .. قالوا عايزين دم ومفيش هنا .. المهم .. كان لازم نوديه مستشفي قعدنا نسال ف القاهرة جزاهم الله كل خير .. بقي الواحد فيهم بالعربية نسأله يقولنا تعالوا ورايا ويوصلنا للمكان بالظبط 

بفضل الله دخلناه مستشفي وعملوله عملية ف الطوارئ اخدت 3 ساعات .. وبعدين دخلوه عمل عملية تانية ف رجله لمدة 6 ساعات لان الرصاصة قطعت شريان ووريد وفتحله الفخد واخد جزء من الشريان وحطه مكان الاصابة .. موضوع كبير .. واتنقل لاحمد 8 اكياس دم قبل وبعد العملية ... لان تقريبا نزف كل دمه خلال االفترة اما كان ف رابعة وساعة الفض وال عيشه فترة اما كنا بننقله المستشفي هو المحلول ال كنا معلقينه وبفضل استشارة الدكتور ال ربنا رزقنا بيه عشان يوصلنا .. ف المستشفي مكنتش مصدقة ان احمد لسه معانا ودخل المستشفي وفيه امل .. وكنت بقارنه بحالته اما كان ف المركز الطبي واحمد الله ع ال حصل ..

وكمان كان في واحد دخل المستشفي مع احمد ف نفس الوقت بالظبط .. وكان عنده نفس النزف بس مش عارفه من انهي جزء ف جسمه قدر الله انه يبقي شهيد ووالدته تنهار قدامنا لانه كان الوحيد عندها و أحمد يعيش .. الحمدلله انا لحد الوقتي بقول ان ال حصل ده معجزة وبقوله لحد الوقتي انت ربنا قدرلك انك تعيش عشان رسالة معينة وحاجة كبيرة ربنا عينك ليها 

وحاجة أخيرة .. احمد قالي ان اخر لحظة شافها .. كانت وهو ف المركز الطبي وقبل ما انا اجي .. كانت بداية الضرب وواحد كان بيجري والله يسامحه بقي .. شاط رجل احمد المصابة عشان كده نزفت !

No comments:

Post a Comment