Friday, August 23, 2013

شاهد عيان - 29 -


أحمد عيسى

https://www.facebook.com/haki.essa

شاهدتي على بعض ما رأيته في أحداث فض اعتصام النهضة 


كانت ليلة الاربعاء كغيرها من الليالي التي عشناها في ميدان النهضة .. نقوم بترتيب ما سنفعله في الصباح من وقفات ومسيرات وبين إعداد وترقّب كنّا نعيش ليالينا في ميدان النهضة . أستيقظنا في الساعة السادسة حيث كان عندنا وقفة أمام محافظة الجيزة من الساعة السابعة وحتى العاشرة صباحا أيقظنا كل من كان معنا في الخيمة وهكذا كل من في الميدان .. بدأ الناس في الانطلاق الى مقر محافظة الجيزة وبقيت أنا ومجموعة من الشباب لاعادة ترتيب الخيمة في 10 دقائق هنا فتحت الفيس بوك ألقى نظرة سريعة قبل انصرافنا من الميدان فوجدت الاخبار بأن هناك ضرب وبداية لمحاولة فض رابعة ولم يكن عندنا شئ قد بدأ .. جائتنا الأخبار من عند المحاقظة أن كل من في ميدان النهضة ولم يتحرك بعد فليبقى في الميدان .. بقيت أنا ومن معي من الشباب وبعد نص ساعة أو أقل من بداية الضرب في رابعة بدأ عندنا الضرب في النهضة ... بدأت الطيارات تطير فوق الميدان بارتفاع منخفض جدا وبدأ ضرب الغاز بشدة وبعده بدأ اقتحامهم للميدان بالمدرعات وضرب طلقات النار علينا مباشرة وضرب الخرطوش .. اقتحموا الميدان من اتجاه تمثال النهضة وبين السرايات ودخلوا من حديقة الأورمان أيضا بقوة عنيفة وبدأ البلدوزر يدخل الميدان لا يُبقى خيمة إلا وأزالها في طريقة .. ثم بعدها بدأوا في حرق بعض الخيام التي كان في داخلها أشخاص وتم حرقهم أحياء !!! كان هناك خيمة بها أربع أشخاص كلهم حُرِقوا تماما  واقتحموا المستشفى الميداني بشكل همجي واعتقلوا أكثر من كان فيه من أطباء ومسعفين . ومع قلّة الاعداد في الميدان في هذا الوقت فقد كان اغلب الناس عند مقر محافظة الجيزة . بدأ الناس بالانسحاب في اتجاه الجيزة لم انسحب معهم وبقيت مع من تبقى في الميدان لم استطع ترك الميدان ومازال به بعض إخواني وكمان بعض الاخوات لا أنسى الأخت التي كانت تجري في الميدان بحثا عن ابنها وزوجها ثم فجأة توقفت أمام شئ مرمي على الأرض ومغطّى .. رفعت الأخت الغطاء لتجد من تحته زوجها وابنها شهداء .. رأيت الكثير من المصابين حاولنا جاهدين في نقلهم تى لا نتركهم في أيدي المجرمين أدخلنا الكثير من المصابين كلية الهندسة بعد ذلك اشتد الضرب علينا أكثر وأكثر ودخلت المدرعة تريد أن تدهسنا وتصوب الخرطوش في اتجاهنا بقوة .. هنا قررت أن أدخل كلية الهندسة لمعرفتي بكل الاماكن في الكلية وكانت الفكرة أن نهرب من خلال الكلية إلى حديقة الحيوان ..دخلنا الكلية وكنا من وجة نظري مابين الـ500 إلى 700 شخص وكان معنا أخوات وأطفال أدخلناهم مسجد الكلية  وما أن أخذت الناس معي الى افضل مكان نستطيع أن نهرب منه إلى حديقة الحيوان إلا أننا وجدنا قنابل الغاز تُضرب علينا من داخل الحديقة فعدنا مسرعين إلى منتصف الكلية .. ظللنا في الكلية لا نستطيع الخروج منها وبعد اقل من ساعة بعد أن انتهوا تماما من القضاء على الميدان وتخريب كل ما فيه بدأوا الضرب علينا داخل الكلية .. ضرب غاز ورصاص بشكل جنوني .. احتمينا داخل مباني الكلية وكان معنا اصابات كثيييرة أخذت دكتور وقلت له تعالى معي الى مقر العيادة في الكلية نأخذ منها ما تحتاجونه لاسعاف المصابين . ذهبنا الى مقر العيادة كسرنا الباب ودخلنا اخذنا الكثيير من المستلزمات الطبية وعملنا ما يشبة المستشفى الميدان في أحد مدرجات مبنى عمارة .. إلا أنه كان هناك أربع حالات ارتقت أروحاهم إلى الله تشكوا ظلم الظالمين فلم يستطع الاطباء اسعافهم نظرا لضعف وقلة الامكانيات .. جائتنا الأخبار أن هناك مسيرة ضخمة قادمة من عند مقر محافظة الجيزة بشارع الهرم لتخليصنا من الحصار إلا أن المسيرة تم مواجهتها من الأمن بقوة عند نفق الهرم وتم ضربها بالنار الحي وتم استشهاد 25 شخص لم تستطع المسيرة أن تأتي إلينا و ظللنا في الحصار حتى الساعة الثامنة ليلا لم يكن معنا لا أكل ولا أي شئ دخلنا بعض مكاتب الدكاترة في قسم عمارة ووجدنا بها بعض المشروبات أخذناها لكن بعد أن تركنا فلوس أكثر من قيمتها المادية وورقة كتبنا فيها اعتذار للدكاترة على ما قمنا به من أخذ علب الكانز بجوار الفلوس وبعد الساعة الثامنة تم الاتفاق على أن نخرج آمنين ..  .. خرجنا من الكلية في اتجاه الجيزة ... وصلنا إلى ميدان الجيزة ووجدنا شرطة على أعلى الكبري ولكن لم يكن منهم أي علاقة بنا فقط ينظرون علينا من أعلى الكبري .. مررنا من أسفل الكبري وفجأة وجدنا أعداد كبيرة من البلطجية ومهم سيوف وأسلحة بيضاء .. هجموا علينا بعنف شديد وكانوا بياخدوا كل الشنط اللي معانا والفلوس والموبايلات .. ثم رأينا الموت يقترب منا بشدة ...... تم ضربي بقسوة من البلطجية واخذوا كل حاجاتي وجاء أحدهم موجها لي ضربه بشومة كبيرة على رأسي وآخر على ظهري وآخر ضربة بسيفه كانت في اتجاه رأسي .. رفعت يدي كي أحمي رأسي فجاءت الضربة على يدي تسببت في جرح عميق جدا ووجدت بعدها نصف يدي لا استطيع التحكم فيه وأصبحت أنزف بقوة .... بعد أن تركونا ذهبت إلي المستشفى . وكانت أصابتي قطع في عضلات وأوردة في اليد تم إجراء عملية جراحية لربط العضلات والأوردة ...ظلوا هكذا في هجومهم الوحشي علينا والشرطة تنظر إلى المشهد مستمتعة بما تراه وكأن الأمر قد دُبّر بليل بينهما تمت اصابة الكثييير على أيدي البلطجية وتم نقلهم الى مستشفيات للعلاج وتم اعتقال جزء آخر من قِبل الشرطة
اعتذر عن عدم الكتابة اكثر من ذلك فانا عندي اصابة في يدي اليمنى وبكتب بيدي  اليسرى فقط ولا استيطع اكتب اكثر من ذلك الان ...
أسأل الله ان يرحم الشهداء وأن يُعجّل بشفاء المصابين وأن ينصرنا على القوم الظالمين

أحمد عبدالحكيم عيسى 

No comments:

Post a Comment