Thursday, August 22, 2013

شاهد عيان - 25 -

عمرو زبان


لو لم أكتب عن رابعة فعماذا سأكتب

ما سأكتبه و أرويه ليس شهادة عيان بقدر ماهى مشاهد لن يعفو عليها بمرور الزمن فقد كتبت فى التاريخ "تاريخى على
الأقل" و ما كتب فى التاريخ لا يمحى من ذاكرة الزمن "زمنى على الأقل

حوالى 12 ساعة من غاز أعصاب و رصاص حى و خرطوش من قناصة فوق المبانى و هليكوبترات إم 8 تطوف بقناصة متحركين بحى و خرطوش.... عن أى صمود تتحدثون إن لم يكن صمود رابعة

المشهد الأول 6 و ربع صباحاً

عائد الى منزلى بعد صلاة الفجر فى رابعة و أثناء الشروق فى طريقى للمنزل وجدت 8 عربات نيفا عسكرية و 4 مدرعات فى إتجاه العباسية و كان تحرك مريب فى ذلك الوقت و قد عدت الى منزلى مع بداية الشروق لأنى لم أظنها حرب فقواعد الحرب تكون مع أول ضوء أو أخر ضوء لكن الخسيسى أرادها حرب بقواعدها فأتى مع أول ضوء

المشهد الثانى 6 و نصف

أتصلت بأخى و صديقى سامى و كانت أنباء عن بدء الإشتاك ناحية طيبة مول و ظهور قناصة فوق مبنى المخابرات و فى الشوارع الخلفية لطيبة مول و سقوط 8 شهداء فى الدقائق الأولى فجاء سامى لنذهب معاً الى رابعة فضلت أن أرتدى قميص الصلاة الذى شهد معظم صلواتى فرائض و نوافل لعله يشفع لى أمام الله إن لقيته ذلك اليوم كما كنت أحلم و اتمنى

المشهد الثالث 7 صباحا 

كوبرى أكتوبر مزدحم و قد تم إغلاق طريق الأوتوستراد و أصبح علينا مهمة الإلتفاف من أى جهة لدخول رابعة فسلكنا طرق عديدة من كل الإتجاهات و لدرايتنا بجغرافيا مدينة نصر أستطعنا الإقتراب و الوصول  عند دخولنا الميدان من خلف مستشفى رابعة إتجاه الطيران سئلنا رجل التأمين ليطمئن و يستبشر كنتم جوه ولا لسه جايين ؟ أجبنا لسه جايين فأبتسم إبتسامة رضا و تحركنا الى شارع الطيران حيث مدرعة جيش مطلية لون كحلى لتبدو تابعة للداخلية و خلفها همفى و لودر بلدوزر و خلفهم خنازير مقنعة 

المشهد الرابع 7 و نص

أعتلى المتظاهرون عمارة تحت الإنشاء لتشتييت المدرعة و اللودر و قد أستخدمنا كل ماهو متاح لوقف تقدم اللودر لهدم الخيام و إقتحام الميدان بإستخدام الخيم نفسها و الأخشاب لقطع الطريق و كان غاز الأعصاب هو أصعب ما فى الأمر و لا يعلمه ولا يستطيع أحد تخيله مالم يكن تواجد فى محمد محمود الأولى نوفمبر 2011 و لإضعاف أثره يجب إشعال إطارات السيارات ليفقد تركيزه و يضعف تأثيره و إنتشاره و ليس القضاء عليه فهو مستحيل

المشهد الخامس 8 و ربع

بدأت أصوات بلى الخراطيش تزداد و نراها تترك اثار فوقنا و خلفنا و أمامنا و يتساقط المصابين فيتم حملهم للمستشفى رابعة و كانت الداخلية تذيع رسالة مسجلة نقابلها بالتكبير و الهتاف للإسلام مفاداها أن الخروج الأمن تجاه النصب التذكارى
وأمام كم هائل من الحجارة و الزلط من أعلى العمارة تحت الإنشاء و من الأمام تراجعت المدرعة واللوودر مذعوران للخلف

المشهد السادس 9

كنت و سامى نفترق و نعود طوال الوقت حتى أخر مرة تركته يتحدث فى الموبايل ولم أره بعد و طالت مدة إختفائه و علمت فيما بعد أن فى تلك اللحظة التى لفت وجهى عنه ليتحدث فى الموبايل اصابته 5 خراطيش اعتقدناها إثنان فقط فى كلتا قدميه و علمت إنه فى مستشفى رابعة ذهبت إليه فمنعت من الدخول فأنتظرت أحد المحمولين للمستشفى و حملته مع الحاملين لأدخل لكنى لم أعلم حكمة الله فى ذلك إلا بعد ذلك فى المشهد القادم

المشهد السابع 10 إلا ربع

كان المحمول الشهيد الذى كان يحتضر برصاصة فى رأسه تاركة فى أيسر الرأس ثغرة كبيرة و الذى علمت فيما بعد أنه شقيق أحد أصدقاء صديق مقرب قابلته فى نفس اليوم و قد قابل صديقه وهو حزين يخبره بوفاة عمر و إنه لن يعود الا بجثة اخيه و هذا الصديق كان من المفروض أن يكون معى و مع سامى فى ذلك اليوم بالإضافة لغيرهم منعتهم ظروف و قبلها قضاء الله و بصراحة أنا سعيد أنهم لم يحضروا المهم الشهيد اللى حملته للدخول لمستشفى رابعة كان اسمه عمر تزوع عيناه يمين و يسار و سبابته منصوبة للأمام بالتوحيد و قدميه تتحركان و تلك من علامات خروج الروح قمت بتلقينه الشهادة عدة مرات حتى تعجب أحد معارفه الذى كان يناديه يا  
عمر يا عمر و قال لى أنت منين ؟؟ قلتله من هنا ؟ أستغرب قال دول أهل المنطقة سابونا أنهرده إلا أنت و كام واحد تانى...بعدها لقيت ذراع يأتى على وجه عمر و هو يحتضر فحركت الذراع فوجدته ذراع أحد المصابين خده الأيسر مدلدل و فكه مدمر فى لك اللحظة خرج سامى بعد تجبير سمانة قدميه و نزلت معه للخروج من المستشفى لعودته الى المنزل حيث إنه لم يستطع المشى

المشهد الثامن 10 و نص

للخروج من مستشفى رابعة عليك هناك بوابة داخل مركز رابعة نفسه تجاه المسجد و هناك بوابة أخرى " البوابة الدموية " حيث قناصة خلف طيبة مول و برك الدماء أمامنا نراها و كانت تلك البوابة أقرب لنا للسيارة فتشاحنت مع أمن المستشفى الذى رفض خروجنا من تلك البوابة و أعتذرت له بعد ذلك عندما قال مانا مش هسيبكوا تخرجوا علشان مش هعرف أجيبكم لما تقعوا قدامى غرقانين فى دمكم.... اصرينا على المجازفة و الخروج حملت سامى على ذراعى و تشهدنا و خرجت من الممر و اصوات "زووو" تمر من جانينا و فوقنا ووصلنا لأخر منعطف وراء ساتر رملى و من هم فى الجهة الأخرى يطالبونا بالإسراع و علينا المرور على كوم رمل ثم زلط فأثناء الركض وقعت بسامى على ذراعى و أعتقدوا هم أنه تم قنصى فى قدمى أثناء الركض


المشهد التاسع 11 إلا ربع

وجدنا موتوسكيل يقوم بتوصيلنا الى مكان السيارة وصلنا هناك ننتظر أحد معارفه يأتى ليقود السيارة يأخذه الى المستشفى ثم الى المنزل و أثناء الإنتظار وجدت رجل إسعاف محمول على حمالة و فى راسه رصاصة ثم مسيرة ضخمة قادمة من أول شارع جنينة مول من ناحية مصطفى النحاس تقوم بالتكبير و بالروح بالدم نفديك يا إسلام و كنت قد اخبرت سامى أنى سمعت من أحدهم أول يوم العيد بأن يوم الأربعاء الساعة 4 العصر مفيش رابعة

المشهد العاشر 11 و نص

جاءت احد معارفه و أنطلق أخى و صديقى سامى و أنا أطلب منه أن يحمد الله و يشكره على ما كتبه له فذلك ختم فى سبيل الله و قد قال رسول الله صل الله عليه و سلم ما من قدم أغبرت فى سبيل الله تلج النار أبداً فما بالك و قد سالت دماها و أيضاً قضاء أخف من قضاء فما هو قادم كان أدهى و أمر و ليس لدى إستعداد أن أحمل و أكفن أحد أعرفه بتلك القرابة و الصلة على الإطلاق ... فى الطريق لخلف رابعة من الطيران وجدت مسجد و قد اقترب الظهر فتوضأت و فضلت أن اصليه فى رابعة أو اصليه عند مليك مقتدر

المشهد الحادى عشر 12 ظهراً

وصلت رابعة و قد زاد الغاز بشكل يفوق الوصف و التخيل و زادت اثار الدماء على الأرض و على ملابس المتظاهرون مما يدل وسط إنقطاع عن العالم الخارجى ان الشهداء و المصابين ف إزدياد و كان إتجاه رابعة الطيران كما عرفت بعد ذلك إنه الوحيد الذى تحاول الداخلية إقتحامه بينما مداخل الطيران التوفيق و رابعة طيبة مول مجرد إستهداف و إستنزاف للمتظاهرين وعند وصولى الى هناك وجدت أحد الأبطال يقوم باذان الظهر و الداخلية تذيع رسالة مسجلة مفاداها الخروج الأمن من طريق النصب التذكارى و نحن نرد بالروح بالدم نفديك يا إسلام

المشهد الثانى عشر 12 و نصف

ذهبت لأداء الصلاة فى أحد الخيام مع مجموعة تقيم الصلاة و قد كنت فى غاية الإنهاك و التعب من غاز الأعصاب و الشد العصبى و سارينة مزعجة جداً و جديدة أستخدمتها الداخلية ربنا لم يلاحظها الكثيرين لكنها كانت أحد اسباب الإرهاق و الشد العصبى... صليت الظهر و قمت بالإستلقاء فى الخيمة و لفت نظرى أثار الأخرام فى الخيمة فوجدت بعدها بلحظات خرم يتشكل أمامى بالتزامن مع صوت "زوو" فعلمت إن قناص فوق مبنى الشئون المالية للقوات المسلحة و أنبطح من فى الخيمة و جاء أحد الشيوخ معه ذرع فولاذى يقف يخاطبنا فطرقعت فى الدرع ذلك رصاصة جعلت كل من فى الخيمة يهرولوا لخارجها مذعورون و حاولت أن أكمل إستلقائى على جانبى الأيمن لكن ذباب أغسطس منعنى و ليس رصاص القناص

المشهد الثالث عشر 1 و ربع

أتجهت لأرى ما يحدث عند بوابة النصب التذكارى بوابة الخروج الأمن لم يكن هناك قوات ولا لوادر بل قناصة يقومون بتسلية أنفسهم بقنص من يمر ووجدت عربة إسعاف تطلب منى إلتزام الجوانب حتى لا يتم قنصى و كان الوضع هادىء رجال خلف السواتر و من بنزبنة موبيل هناك يتم شحن المولتوف فقررت الذهاب الى إتجاه رابعة التوفيق بما إن أتجاه النصب التذكارى ليس به مواجهة تُذكر

المشهد الرابع عشر 1 و نص

مع شمس اغسطس و إقبالى على 24 ساعة من غير نوم و تأثير غاز الأعصاب كانت جفونى تتلاصق ولم أجد قهوة ووجدت تمرات سميت الله عليها و ذهبت من الخلف فى ممرات التوفيق الضيقة فى الظل لأجد مجموعة شباب و رجال صعايدة يعدون المولتوف و أنا أحاول مساعدتهم لكنهم لا حظوا تعبى فأفسحوا لى المكان لأستلقى و كأن تلك الدعوة كانت أكبر منبه لى فقد استعدت وعى و نشاطى فجأة و ساعدتهم و كان هناك قناص على اليسار خلفهم لا يراهم لكن من يخرج من الممر يكون فى مرمى القناص كما حدث مع اشرف لم اره إلا محمول جثة هامدة و كما أخبرنا أحد سكان العمارة المقابلة لنا و للقناص بإشاراته لنا و كانت هناك مدرعة فى مدرسة جاويش قررنا الإجهاز عليها فيما بعد....صعايدة بقى

المشهد الخامس عشر 3 العصر

أقتربت صلاة العصر و كان الشغل الشاغل لكل من فى الميدان و لا أحد يعلم هل سيصليها فى الميدان أو عند ربه و هناك من صلاها جمع قصر  مع الظهر .... أثناء بحثى عن مياه لأتوضأ كانت هناك إم 8 تطوف فوق الميدان بقناص متحرك بحى و خرطوش يستهدف كل من يظهر أو يخرج من الخيم و أثناء ذلك خرجت مسيرة تتحدى كل الطلقات و كل القوات تهتف للإسلام و تهتف فى منتهى الحماسة و تطالب من فى الخيام بالخروج لم استوعب الموقف ظننت أنى فى حلم فهل هذا وقت مسيرات أم وقت صمود و بأس...لكن تلك المسيرة كانت لها مفعول السحر فقد وصلت للبوابة النصب التذكارى لترسل رسالة لن نخرج حتى يرتوى الميدان بدماءنا و يقضى الله أمراً كان مفعولا

المشهد السادس عشر 4 إلا ربع العصر 

صليت العصر مع من يقيمون الصلاة فى أحد الخيام وسمعت اصوات الحى تمر بجانبى و أخرام جديدة تظهر فى الخيمة و   طرقعة الخرطوش الذى إن مر من الخيم يأتى متهادياً امامك و إن لم يمر سقط خارجها بعد أن يترك اثره من أخرام ع الخيمة...الأن و ليس لاحقاً كان لابد أن أغمض عينى و أستلقى بأى شكل من الأشكال فاتجهت الى ممرات رابعة الضيقة البحرية و فردت ظهرى ربما نصف ساعة توغلها قطعة شيكولاتة و تمريتين و قاطعها أحدهم يشدنى من قدمى و بيقولى قوم بسرعة قووووووم قمت وكأنى كنت فى حلم يقظة صوت الإم 8 المعتاد و أصوات متقطعة و متواصلة و مختلفة من الحى "زوو" و طرقعة الخرطوش بعد أن رفعت عينى على الطائرة التى فصلها عن رؤيتى نخلة لكنه كان يرى قدمى و عندما نظرت الى ممن كانوا معى كانوا يقفون صفاً يحتمون بإطار أحد العمارات أو فندق نادى النصر لم أحدد بالضبط فقمت إليهم قالوا لى ده بقاله 10 دقائق واقف كده متحركش بيضرب حتى بعد ما وقفنا تحت الشبابيك و مش شايفنا هو بيضرب عليك أنت... و أنا اللى كنت فاكره حلم يقظة و الصوت ده عادى

المشهد السابع عشر 4 و نصف العصر

خرجت أطمئن على جبهة توغل المدرعة و اللودر من إتجاه رابعة الطيران فوجدته قد تقدم كثيراً و رأيت أحد الرجال يصرخون فيه 5 جثث فى الخيمة دى مش عارفين نجيبهم .... توجهت الى الخيمة لعله يكون وعد الله لى بالحسنى و كانت فى دائرة برمودا منتصف الميدان حيث قناص الشئون المالية و تلاقى طلقات الجهات الأربع شمال و جنوب و شرق و غرب فإن مرت الطلقة و لم تصب أحد سيكون مسارها قلب الميدان حيث الخيمة...على بعد أمتار قليلة وجدت رجل يخرج مذعوراً و قد علمت سبب ذعره اثناء خروجه منحنياً من إسدال الخيمة حيث تشكل خرم أمامى تزامن مع صوت الحى فوق كتفه اليمين يعنى كام بوصة و كان سيصيب راسه علمت إنه قناص الشئون المالية فى المبنى الذى وراء ظهرى و هو الذى يرى من يدخل و يخرج الخيمة و يقوم بقنصه... دخلت الخيمة بعد التشهد و الدعاء بلقاء الله فوجدت ثلاث فقط و ليس خمسة منهم واحد متوفى بالفعل و قد أزرق لونه و يحرك لسانه فقط ربما كان عطشان و أخر صرخ فى بمجرد دخولى ألحقونا بقى أنتوا كل شوية تيجوا تتفرجوا علينا و تطلعوا تجروا و الثالث مصاب بطلقة فى كبده رايته فيما بعد أثناء نقل الجثث ووضعها أمام المنصة قبل أن تصلها النيران...ناديت على من فى الخارج فأتى رجل فالثانى فالثالث فقمنا بحملهم الى مستشفى رابعة

المشهد الثامن 5 وربع 

مجرد المرور من قلب دائرة برمودا يعنى النهاية أو مد فى أجلك و قد علمنا إن سيأتينا الموت ولو كنا فى بروجاً مشيدة و لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا... و يجب علينا المرور ع منصة رابعة و فى إتجاه رابعة طيبة مول حيث الرصاصات الطائشة او الصائبة
فوجئت بعدد من فى الداخل ليسوا مصابين ولا شهداء و لكنهم مستسلمين منتظرين ما ستسير بهم الأقدار لم أكن استطيع الصراخ فيهم فخرجت إلى أبطال بوابة رابعة طيبة مول التى تراجعت الى حدود مرور مدينة نصر و كانوا كلهم منحنون فإن نصب أحد قامته أنتهى الأمر وجدت طعم أخر فى تلك البوابة لم يدم فى مشهد درامى سينمائى فى المشهد القادم و  قبل الأخير

المشهد التاسع عشر 5 و نصف

طبيب فى رابعة يصرخ فينا ألحقوا الجثث هتتحرق و قد أمتدت النيران بشكل بشع ساهم فيها اللودر بنقل الخشب المشتعل الى كل ما هو قابل للإشتعال تحركنا لنقل الجثث ووضعها أمام منصة رابعة العدوية فى جزء من المشهد الملحمى أمامنا اللودر و النيران تلف المكان وقد أتت تعليمات القناصة بالإنسحاب و أنقسم الميدان بين ثلاث اقسام قسم مستسلم داخل مستشفى رابعة و قسم يقاتل أمام مرور مدينة نصر و قسم أخر تجاه بوابة رابعة النصب التذكارى و كان العدد الأكبر و سارينة مزعجة تدوى فى المكان و خنزير الداخلية ينبه الجميع بالخروج فوراً قررت أن أخرج و هناك جولات قادمة بدلاً من أن يتم إعتقالى فالشهادة هى مرادى.... و تتمة المشهد الدرامى  أثناء ذهابى تجاه القسم الثالث من هم تجاه النصب التذكارى وجدت أحدهم يقول لهم يالا يا رجالة الله أكبر فصرخت معه الله أكبر يالا يا جدعان فتدافعت أعداد ضخمة الى وسط الميدان يقومون بالتكبير فصعق الضباط و هم يروا صمود عجيب و إرادة تلين لها الحديد فكرووا النداء بجدية واضحة على كل من فى الميدان الخروج فورا فى إتجاه الأوتوستراد و أطلقوا غاز بكثافة فى تلك اللحظة أنفجرت انبوبة غاز بجانبه فهتفنا بالتكبير و الفداء للإسلام فتقدم اللودر ليزيح و ينقل النيران الى داخل المسجد للوصول لمنتصف الميدان

المشهد العشرون و الأخير 6 إلا ربع

جلست فى أحد الخيام و الخرطوش يتناثر من حولنا لفت نظرى رجل عجوز داخل خيمة يسير بعكاز لكنه كان جالس ولم يأبه بشىء و يهز قدمه فى عصبيه نظرت إليه و هو ناصب عينيه تجاه المنصة التى تلفها نيران ضخمة و كأنه يقول لنفسه كيف سيؤمنا الإمام فى الصلوات ؟ و سمعت صوت خروج غاز من أحد الأنابيب فطلبت منه أن يبتعد قليلا و ساعدته فى ذلك و كان غاز الأعصاب يزيد فى تلك الفترة و عاد بالفعل جميع من كانوا أمام مرور مدينة نصر و قد علموا أن تلك الجولة أنتهت بملحمة 12 ساعة صمود أمام قوات مدرعة و مدربة بقناصة و هليكوبتر إم 8 تطلق النيرات المختلفة ... فماذا لو تسلحنا بسلاح بجانب هذا الصمود ؟ قطعاً النتيجة مختلفة تماما

كل ما تم سرده فى المشاهد العشرون الماضية لا تكفى لوصف و تجسيد ما حدث ذلك اليوم خصوصاً فى نهايته و قد
 تسارعت الأحداث و لم أستطع أن أرى أو اسمع أو أتكلم سوى بذكر الله و إشتعال عقلى بالتفكير فيما رأيت و فيما سأرى و نفسى التى فى جسدى تقل لى قسماً بربى لن أطأ أرضك بقدمى إلا لنصب تذكارى فى ميدانك يا رابعة 

No comments:

Post a Comment