Friday, August 16, 2013

شاهد عيان - 4 -

بلال وهب

https://www.facebook.com/belal.wahb




بداية أنا وصلت إلى  مع مسيرة مسجد السلام التي انطلقت بعد صلاة الظهر ودخلنا من ناحية مركز رابعة الطبي حيث كان آمنا
كان دخولنا رابعة في المسيرة ساعتئذ مقوي جدا لعزيمة الثوار الذين كبروا وبكوا لما رأونا قادمين في مسيرة كبيرة دخلت الميدان
كانت الخيام وقتها قد انتهت تماما من الضرب والقنص والحرق والتجريف وكان المكان مملوء بالحجارة وبقايا الإعتصام
وقتها كانت الداخلية والجيش في فترة راحة أو تبديل دوريات على ما يبدو حيث كان الضرب والقنص متوقفا لفترة أقل من ساعة
في فترة الراحة كان الشباب يبنون بحجارة الرصيف جدارا يعزل بينهم وبين الاجتياح العسكري لكنها لم تصمد مع الجرافات بالطبع
كان الدم في كل مكان متناثرا دون تفريق بين رجل وامرأة ويختلط بالماء والطين والانقاذ كان متأخرا والمشفى الميداني مضطربا !
حاولت أن أصل إلى منصة الميدان من شارع الطيران وكان هناك قناصة منتشرين في المبنى العسكري الموجود في أول الشارع !
انحنيت بجسدي وحاولت الجري في اتجاه المنصة وفوجئت في لحظة سقوط أحد المعتصمين أمامي برصاص قناصة وسقط في لمح البصر !
صرخ الشباب: ارجعوا هناك قناصة كُثر في هذا الاتجاه فرجعت سريعا مرة أخرى !
عدت مرة أخرى إلى أول تقاطع مع شارع الطيران وبقيت هناك مع الشباب عند العمارة التي تحت البناء الشهيرة !
بدأ الهجوم مرة أخرى وبدأ بقنابل الصوت أولا بصورة مرعبة ثم زخات الرصاص الحي انهمرت كالمطر من المركبات والقناصة !
دخلت الجرافات أولا في بداية الاجتياح مرة أخرى ورجمناها بالحجارة ما استطعنا لكنها كلها من حديد فلم يؤثر فيها شيئ !
لو كان معنا رصاصة واحدة فقط لضربناها في رأس سائق الجرافة ! لكن اجتياحها استمر حتى دخلت الميدان كاملا !
الفجرة الذين قالوا بأن معنا سلاح والأغبياء الذين صدقوهم لوكان معنا رصاصة لضربنا بها قناصا أو جرافة أو مركبة بدل أن تجتاحنا
استمر انهمار الرصاص الحي من القناصة والجرافات تتقدم لتزيل كل ما أمامها ! حتى البشر كانت تدهسهم دهسا ولا تبالي !
مع تقدم الجرافات ورصاص القناصة وضرب المركبات بدأ ضرب الغاز المسيل بكثافة رهيبة خنقت الكثيرين وردتهم إلى الخلف
واضح أن العمارة تحت الانشاء كانت هدف ملح لهم واشتد الضرب عليها بقوة حتى يتم تراجع المعتصمين عنها بأي طريقة !
اشتد الضرب في العمارة وحولها بكل قوة حتى هرب من حولها من المعتصمين وحاول من فيها الخروج
بعد اقتحام العمارة حدثت فيها مجزرة بمعنى الكلمة وحكى لي أحد الناجين أن الشرطة كانت تضربهم بالآلي على وضع المتعدد وبغزارة
بعض المحاصرين في العمارة في الأدوار الثلاثة الأولى قفز من على "سقالات البناء" واستطاع الهرب وكتبت له حياة جديدة !
اقتحمت الداخلية العمارة واستطاعت السيطرة عليها كاملة بعد مجزرة داخلها مروعة وعلى سطحها وقف 2 منها يرقصون بالسلاح أمامنا
كانا المجرمين الواقفين يرقصان بالسلاح فوق العمارة يصوبان السلاح لنا وصرخ فيهم الناس فتراجعا ثم هرب الناس من أمام نارهم !
كان الشهداء يُحملون من حولنا باستمرار كل دقيقة والمصابون إما متكئين على جراحهم أو يجرهم أحد ! كان مشهدا يُبكي الحجر !
دخلت الجرافات في الشارع الجانبي من شارع الطيران باتجاه مركز رابعة الطبي وكانت مهمتها إزالة الحواجز والرجوع بسرعة !
رصاص القناصة لم يتوقف دقيقة واحدة واسألوا جدران البيوت أو اذهبوا وشاهدوها لتعرفوا كيف الرصاص لم يرحم بشر ولا حجر !
تم تفريق الجموع القريبة من مركز رابعة الطبي بالغاز والقنص والجرافات وجرت الناس في الشوارع الجانبية هاربة من الغاز المميت!
أصيب بن عمي باختناق من الغازات وكاد يموت على ذراعي فحملته وجريت به في الشوارع الجانبية هربا أولا من الغاز القاتل !
كانت الشوارع الجانبية مملوءة بالجثث التي يحاول المعتصمين نقلها أو حملها بعيدا وكان عدد المصابين أضعاف الشهداء !
كانت الجثث من كل المحافظات وعرفت ذلك من الشباب المجتمع حولها ومن أحاديثهم وكان هناك عدد من الصعيد ووجه قبلي !
كاد بن عمي يموت على ذراعي اختناقا فأوقفت شابا وفتاة كانا بسيارتهما أمامي وحملانا بعيدا حتى الحي العاشر في مدينة نصر !
أسعفته وحاولنا أن نعود مرة أخرى للميدان وكان ذلك قبل المغرب بأقل من ساعة وحاولت دخول الميدان مرة أخرى لكن سبق السيف العذل
عرفت من الخارجين أن الميدان قد فُض وانتهى ولا حول ولا قوة إلا بالله !
نسيت أن أقول أنه كان هناك استهداف غير عادي لكل صاحب كاميرا أو من يصور بهاتفه والفيديوهات منتشرة على اليويتوب تصدق قولي
حضرت كل الموجات الثورية من أول 25 يناير حتى اليوم يشهد الله أن الأمس لم يكن له مثيل ولا شبيه ولا قريب كان يوما يساوي دهرا
كانت حرب إبادة حقيقية لا مجرد فض اعتصام وكان القتل مع وحشيته يتبعه تشفي غير عادي ! لو كانوا يهودا لكانوا أكثر رحمة والله!

هذه كانت شهادتي على مجزرة رابعة والله على ما أقول شهيد والموعد الله في كل من ساعد أو شايع أو فوض ولا أقول فقط من قتل!

No comments:

Post a Comment