Tuesday, August 27, 2013

شاهد عيان - 43 -




آلاء عبد اللطيف


ناس كتير طلبت مني اكتب شهادتي في الي حصل امبارح ...مع اني نفسيا تعبانة جدا جدا بس هكتبها ...هكتب اهم الاحداث الي حصلت باختصار 12 ساعة مجزرة ....................*
بعد ما اجهدنا امبارح في انتظار الضرب و مكناش نايمين ولا واكلين .... ابتدا ابضرب بعد طلوع الشمس بفترة .. عالساعة 6 و نص ... ودعت بابا و دخلت المسجد عشان هو اأمن مكان لحد مانشوف الي هيحصل*كان في سيدات كتيييير جدا و اطفال .. 2000 تقريبا ..ابتدينا نسمع صوت الرصاص و ابتدينا نشم الغاز ... و الاطفال تعيط و احنا نحاول نساعدهم و نهدا من روعهم...كان في طفل عنده 6 شهور ف المسجد مش عارفين مامته راحت فين ... انا و صحبتي خدنا بالنا منه وقت الغاز...*قطعوا علينا الكهربا بعد ساعة من الضرب... يعني الغاز داخل و مفيش مراوح ولا تهوية و الناس جوا متكدسة و كنا هنفطس بس كنا خايفين اكتر على الاطفال* بدات المصابين تكتر ف دخولوها المسجد وسط الستات و الاطفال و الشهدا من كترهم مكنش ليهم مكان ف دخلوهم وسط المسجد ..بالنسبة للمصابين الدكاترة ف الاول كانت بتعالج كل حاجو حتى الغاز لما الاصابات كترت بقوا يعالجوا الخرطوش و الرصاص و بعد كدا طنشوا الخرطوش و ركزوا عالراص الحي .. ف الاخر رموا الحالات بتاعت الرصاص الحي في الاطراف و ركزا على الخطيرة بتاعت البطن و الصدر و الرئة و الراس، لانها كترت اوووي بعد كدا و برضو مكانش فيه دكاترة كفاية، انا كنت يشوف كل دا .. و مش قادرة اطلع برة عشان الغاز *كان في واحد مسك التلفون جوا المسجد ..الووو . ايوة . مصطفى ابنك مات شهيد اصبر و احتسبه عند الله . و اخو مصطفى صغير عنده 13 سنة تقريبا كان جنب الراجل .. قعد يقول لااااااااا اخووووويااااااااااااااا ..مصطفى لا نصطفى لا .لاااااااا جا اخويا الكبيير متسبنييييش .و كانت الناس بتهدييه و ف الاخر ادوله حقنة مهدئ*لما بداوا يدخوا الشهدا للمسجد كانوا ف اااول 10 .. و هم داخلين من الباب شميت ريحة حلوة اوووي والله العظيم كانت ريحة مسك ..استغربت من الريحة ازاي نوصل ف وسط التكدس دا لكن الهوا الي عند الباب خلاها توصل لكل الناس جوا* لما طلعت برة شفت الطيارات و هي بترمي غاز و رصاص .. و شفت القناصة، 4 فيهم كانوا ف عمارة ف اادور السادس، و القناص الي قتل حبيبتي اسماء كان ف مبنى المخابرات الحربية الي عند طيبة مول . المكان الي انا كنت فيه الرصاص كان فوقينا، كان آلي مش مسدسات عادية و كان علطول طول ال 12 ساعة سامعة صوت الالي متوقفوش خالص مستمرين علطول، شغت المصابين الي بيقعوا واخدين طلقات ف اماكن تموت شفت واحد مخه واقع من دماغه . و كان في نوع غريب من الرصاص بيتفجر!!!! كان المصاب يعدي من قدامنا و نقول ف سرنا دا شهيد كدا خلاص لما اصابته تكون خطيرة ...... احساس وحش اوي لما كل ما مصاب يعدي احط ايجي على قلبي و ابص ف وشه لايكون بابا ولا اخواتي وا اي حد اعرفه .. و احساس اوحش لما ابص ف وشوش الشهدا عشان اتطمن ان اهلي مش بينهم*بعد شوية لقيت محمد البلتاجي و طنت مراته و الناس بتطبطب عليهم .فسالت صحبتي قالتلي اصل اسماء خدت 3 رصاصات ف الصدر!!!!!!!!!!!!! رحت قربت منهم، طنت كانت منهارة، فسالت حد من الي بيواسوها في ايه؟ ؟؟ قالتلي اسماء .. قلتلها اه اتصابت . ربنا يصبرهم . قالتلي لا يا حبيبتي اسماء استشهدت! صعقت بجد! اسماء دي بسكوتة اوووي و طيبة اوي . اسماء ماتت؟ لا لا انا مش مصدقة! اسماااااء!! على فكرة انا مع كل اي بيحصل دا مش قادرة اعيط، حاسة ان مينفعش انهار و اعيط و يمكن الموضوع يستمر اكتر من يوم .. بس بعد ما عرفت ان اسماء استشهدت عيطت جامد مقدرتش امسك نفسي . طلعت مع عمو بلتاجي ف مستشفى رابعة بس طلعت متاخر، هي كانت ف الدور الرابع . الدم ف كل حتة .الدم على السلالم و عالارض و من كتره ممكن اي حد يتزحلق فيه . الدم على الدرابزين و على الحطان . الدم انا كنت شاماه و حاسة طعمه ف بقي . كل دور بطلعه في مصابين اصابات خطيرة ،كل دور فيه شهدا، كل دور في ناس منهارة و بتعبط على اهلهم و اصحابهم الي ماتوا ...لما طلعت لقيت ناس واقفة على باب الدور من برا كان عمار جمعة . قعدت اقوله لو سمحت عايزة ادخل عايزة اشوف اسماء قالي مينفعش . قعدت اعيط و اقوله ارجوك عشان خاطري .صحبتي جوا و عايزة اشوفها و احضنها مرة اخيرة، هو دمع هو كمان . قالي خااص ادخلي. دحات الدور دا مان في مصابين كتير و شهدا مرمين عالارض و فاخر الدور صحابها برضو عايزين يدخلوا . المرادي اخوها انس الي مرضاش يدخلنا،لان كان ورانا صحفيين و هو اصلا ميعرفنيش بشكل شخصي و انا محبتش اضغط عليه عشان هو اكيد فيه الي مكفيه * واحدة صاحبة اسماء اوي كانت عمالة تعيط جامد و تقول والله العظيم منا قاعدة هنا .. قعدت بنت تانية تزعق فيها .. بسسسس دا مش وقت صويت اسماي ف مكان احسن منا . دا وقت استغفار و دعاء . قالتلها اا انا عايزة اروح عن المنصة انتي لو صحبتك ماتت مش هتقعدي ... قااتلهت روحي عند المنصة بس و انتي ثابتة مش مهزوزة و قعدت تثبتها * و انا نازلة لقيت واحد بيعيط و بيقول مين الي قتل بنت عمي! !! و الناس بتهديه و هو بيشد فيهم و يزعق و بعدين نزل عالسلالم بسرعة جنونية و هو بيصرخ لااااااا بنت عمييييي و الله لاوريكم يا كلااااب والله لاخد بتارها*لما نزلت تحت . الوجوه كاها حزينة . كل واحد عرف اكتر من حد استشهد .*بعدها لقيت اخواتي و مصطفى كان مش عارف يمشي .. قلتلهم حاولوا توصلوا لبابا و هاتوه هنا عند المركز الاعلامي .... انا كنت عند المركز الاعلامي قدامه يعني كنت برة و عارفة اني ممكن اموت عادي ممكن تجيلي رصاصة من الرصاصات الي فوق دماغنا دي . يمكن من اول اليوم كنت خايفة بس مبقاش فارق معايا بعد كدا* بدأ صوت الرصاص يكتر و الضرب لينا يقرب بقى كل دقيقة فيه اتنين بيتنقلوا قدامي وقعوا برصاص حي*ضربوا علينا غاز قريب اوووي قفلنا الباب بتاع المركز الاعلامي بسرعة بس كان دخل، انا ساعتها جالي اختناق من الغاز و مكنتش قادرة اتنفس ولا افتح عيني و كان فيه واحد بيهويلي عشان طبعا قاطعين الكهربا و مفيش نفس .فضل يهويلي ربع ساعة . لما فتحت عيني لقيته واخد طلقة ف دراعه . و بيهويلي بايده المصابة و الايد التانية ماسك بيها دراعه عشان يوقف النزيف   يااااه اتاثرت اووووي . يعني هو مضروب برصاص بس بيساعدني عشان عارف اني بنت و اي حاجة هتحصلي ف الموقف دا هتبقى اصعب عليا من الرجالة*بعدها بابا و اخواتي جم .. ضميت بابا جامد و مسكت ف اخواتي و قلتلهم عشان خاطري متمشوش تاني خلونا كلنا نع بعض ... لو هنموت نموت مع بعض و لو هنعيش مع بعض برضو

** المشهد الاخير الضرب اشتد جدا . و الي كان واقف عالباب بتاع المركز بيحرسه كان كل شوية حد منهم يقع و الرصاص كان بيخبط ف الشبابيك و الارض برة . كان كل ثانية حد بيقع قدامي لقيت عمو محمد البلتاجي . ماشي برة و هو متضايق . بابا بيقول ان محمد البلتاجي سلم نفسه في مقابل انهم يسيبونا معرفش بالظبط لو حد عنده تأكيد يقول..- بعد ما البلتاجي طلع لقينا الناس بتقول اطاعوا بسرعااااا في مكان متامن اطلعوااا .-طلعنا من الباب الي جنب الميتشفى كان على باب الميتشفى ناس من القوات الخاصة ماسكين سلاحهم و الانس قعدت تقول حسبي الله و نعم الوكيل . الشارع كان كله دخان و حرايق . حسيت اني فسوريا مش مصر-عدينا الشارع الي فيه القناصة و ضرب الالي لسة شغال .. لما عدينا من الشارع قالولنا عدوا بسرعة ووطوا و حطوا ايديكم على راسكم عشان رصاص القناصة .. عدينا و احنا موطيين و الرصاص فوق راسنا -عدينا من شارع جانبي جنب عمارة . شارع ضيق و طلعنا برة الناس كانت بتشاورلنا بعلامة النصر كن الشبابيك و تعيط ... و الشباب كانت بتعيط بحرقة . مش عشان الي اتصابوا و الي استشهدوا ..عشان اتضرينا نسيب الميدان .** عمري ما تخيلت اني استحمل كل دا ... انا اصلا مبستحملش اي حاجة . بس سبحان من قواني** معدل الناس الي استشهدت و الناس الي كانت متصابة اصابات خطيرة يخليني اقول ان العدد لا يمكن يقل 3000 شهيد و ممكن يزيد . الي مش مصدق و ملحوس ذهنيا من الاعلام المصري و الشرطة الشريفة الي طول عمرها شريفة يبقى مش هعرف اعمله حاجة دا ربنا يعينه هلى نفسه** الكلاب سيطروا على مستشفى رابعة ليه؟؟؟؟ كان يخاولوا يخبوا جريمتهم قدر الامكان كان في شهدا كتير جوا** يا رب الناس الي كان مش عاجبها مرسي تنبسط من حكم الكلاب الي مش فارق معاهم يقتلوا الافات ... و الي هيفتح بقه بعد كدا و يعترضعلى حاجة هيموت ... انتوا عايزين ترضوا بالذل براحتكم .. بس احنا #‏مكملين و يا اما نعيش ف بلد فيها كرامة يا اما الموت اكرم لينا ... والله العظيم والله العظيم ان الي استشهدوا ارتاحوا ... والله ان دول خير من فينا و ميستحملوش الدنيا دي ...

انا كدا قلت كووووول حاحة .. مش عايزى اكلم حد بعد اذنكم . راعوا مشاعري .. شكرا

No comments:

Post a Comment