Friday, August 16, 2013

شاهد عيان - 2 -



محمود شعبان بيومى

https://www.facebook.com/mahmoudshabanb


دخلت الى العمارات , كان امامي مسجد , خلف طيبة مول مباشرة .. اضططرت الى الاختباء به لحين الانتهاء من اطلاق الرصاص الحي ... فجأة واقتحم المسجد مجموعة من خنازير القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية .. حسبونا من المعتصمين , شتيمة بالام والاب وسب دين وكل انواع الشتائم الحقيرة ... نام على الارض يا ابن ال.......... كان معي صحفي اخر صرخنا : نحن صحافة .. لم يصدق فأطلق الرصاص على جدران المسجد وهو يسب لنا الدين

اقتربت من الطبيبة التي تكفن الشهداء امام طيبة مول : كم عدد الشهداء .. نظرت الي بقلق وارتباك شديدين وقالت : الضابط مانعني من ان اقول الاعداد الحقيقية والا اعتقلني................... ثم سكتت.

بدات الداخلية في الاستعانة باللودرات لحمل كافة المتاريس الموجودة امام طيبة مول ,, واثناء ذلك حطم اللودر كل السيارات التي كانت موجودة .. على الرغم من انه كان يستطيع تجنب ان يؤذي السيارات بأي شيئ .. لكني وجدت اصرار غريب في تحطيم كل السيارات الموجودة بالللودر والبلدوزرات ,, ثم احرق الامن المركزي كل الخيام ودمروها مع وابل وفير من الرصاص الحي على المعتصمين

جلسنا لنري بأعيينا قناصة وزارة الداخلية .. تعتلي مباني المخابرات الحربية والدفاع الجوي وقد صنعت متاريس يختبئون خلفها ويقنصون شباب الاخوان الواحد تلو الاخر والمرأة تلو المرأة والرجل تلو الرجل والطفل تلو الطفل

ماهي سوى لحظات حتى و قام اللودر بتدمير كل شيئ في الاعتصام امام طيبة مول , واحرق الخيام , ودمر السيارات , وواصل زحفه في ازالة كل شيئ من على الارض الى ان وصل الى الادارة العامة للمرور بجوار مسجد رابعة مع اعتقال عشرات المعتصمين مع اجبارهم على وضع اياديهم في وضعية اسري الحرب ونقلهم الى سيارات الامن المركزي والاعتداء عليهم مع وصلة سب دين وشتيمة بالام والاب وترحيلهم الى اقسام الشرطة

القوات الخاصة تأتي لتستبدل خزائنها الفارغة وتعود مرة اخرى .......و يجلس مجموعة من الرتب في الوزارة يسبون الدين للاخوان ولمصر كلها

كل ذلك وانا اري القناصة يطلقون الرصاص الحي على المعتصمين , ثم يعودون مبتسمين وكأنهم حققوا نصرا عظيما

المذهل الحقيقي هو اني اطال الله عمري لكي اري قناصة الداخلية يضربون المعتصمين بالرصاص من طيارات تحلق فوق ميدان رابعة .. كاد ان يسلب ذلك عقلي .. القناصة في الطائرات يقنصون المعتصمين على ارتفاع بسيط

كان من تناقضات الموقف ..... احد الضباط الذين يشاركون في مجزرة رابعة يقول لي وهو مكتئب قارب على البكاء وكدت ان افقد اعصابي عليه : الواحد من مكتئب من كل اللي بيحصل .. ونظر الى جثث الشهداء وهو يغمض عينيه في لمحة من الخشوع قائلا لي : ما ذنب هؤلاء ؟ لماذا يتم قتلهم .. ثم سكت هنيهة وقال : هنعمل اي بقي اكل العيش مر .. ساعتها ادركت ان هؤلاء ليسوا من بني جلدتنا.

هاتفت الزملاء ان ينقذوا نسوة باتوا اشد رجولة من الرجال في ال اعتصام وقد اشرفوا على الموت ,, اكتشفت ان الداخلية تقتل النسوة ايضا .

بعدها بدأت تهب نسائم الجنة من الداخل , اولى الجثث خرجت يحملها شباب .. اقتربت منهاا . كانت رصاصة قد اخترقت عين الشهيد وقد انهت حياته , شممت رائحته , بكت عيناي لقد ايقنت انه شهيد

خرجت عشر جثث بعدها ووضعوهم بجواري امام طيبة مول , وتم تكفينهم بمساعدة الدكتورة الميدانية ... ساعتها شممت كل شيئ شممت الرائحة العطرة ,, وجوه نضرة , وجوه مبتسمة , نائمة هانئة راضية , رائحة المسك كانت تفوح من اجسامهم كل ذلك وانا اتصل كل دقيقتين بالمستشفي الميداني من الداخل عداد الشهداء يزيد حتى استقر الى حسب ما قاله لي احد المعاونين في المستشفي الى 2200 شهيد ارتقوا الى بارئهم

ان جمال المشهد _ بكل تأكيد _ رغم بشاعته والمه , أن الله كشف كل القلوب امام مرآتها . فرأى كل انسان نفسه على حقيقته , فأكتشف المنافق نفسه .....واكتشف الخائن نفسه ...........واكتشف القاتل نفسه .......واكتشف السفاح نفسه ........................ فيما اكتشف الناس كل الناس من هو الشهيد

كل دقيقتين تخرج جثة شهيد من الداخل يحملها شباب اخوان يتم تسليمها الى عربةالاسعاف في بداية شارع عباس العقاد . مع حمل المصابين . علمنا بعد ذلك تسليم المصابين الى الامن الوطني.

اما وانها خاتمة المشهد فالسيسي وكلابه من الخنازير اخذوا يحرقون جثث اطهر شباب مصر من الشهداء في المركز الطبي الان . . تأكدوا جيدا انها ضريبة نصر كامل ومطلق.

تالله تالله تالله كلي يقين كما شممت الرائحة الزكية من الشهداء اليوم .. فهو التمكين المطلق التمكين المطلق.

كانوا يستخفون بقول البعض ان ثمة رائحة رائعة كالمسك تخرج من اجسام شهداء الاخوان في الميادين .... تالله تالله تالله ما شممت مثلها في حياتي قط.. اجسامهم النحيلة تنبع منها رائحة تنبئ بنعيم مستقبلهم ومآل افعالهم ...هنيئا لكم يا شهداء الاخوان في بقاع مصر قاطبة.

وانتهت ساعات مشاهداتي في ميدان الشهداء اصحاب الرائحة الزكية ... ولكن اظن ان تاريخا بدأ في مصر سوف يلخص كل ما حدث في قولة واحدة : انتم اشرف من انجبت مصر يا شباب الاسلاميين

No comments:

Post a Comment